القوات المسلحة و الامنية و الشرطية أين هي مِن ثورة الشعب!!

abdalaziz mohammad

:: كاتب نشـط::
القوات المسلحة و الأمنية و الشُرطية, أيْن هي مِنْ ثورة الشعب!!
مع كامل التسليم بِدوْر الجيوش و القوات الامنية في أي دولة بما فيها السودان بالطبع و قد سمَّاها الرئيس الراحل جعفر نميري بقوات الشعب المسلحة و هكذا ينبغي أن تكون قواتاً للشعب لا خصما عليه, و هو الشعب الذي تغني لها: ( الحارِس مالْنا و دمَّنا, يا جيشنا جيش الهنا) و قد رفعَتْ الشرطة في المقابل شعار(الشرطة في خدمة الشعب), و قد قال القائد العام للقوات المسلحة الفريق البرهان مؤخَّراً بوجوب حيادية القوات المسلحة و عدم انتمائها لِأيّ جهة, و هكذا كان ظن الشعب بها حينما هبَّ بثورته العاصفة علي النظام البائد و احتمي بالقيادة العامة للقوات المسلحة و اعتصم بها في وقتٍ كان فيه قادة النظام يهددون علناً الشعب بالدفع بكتائبهم لسفك دمه و رئيسه أمام قادة الشرطة يوجههم بالقِصاص مِنْ المتظاهرين, ففي الإسلام ما جاء في الآية6 من سورة التوبة: (و إنْ أَحَدٌ مِنْ المشركين استجارك فأجِره) أي استأمنك علي ماله و نفسه, فهذا مع المشرك فما بالك إنْ كان مع المسلم او المسيحي أو أيّ مِنْ أهْل الكتاب و مواطنك الاعزل, فأي جهلٍ بالدِين اكبر من هذا و هُم الذين تنطلق حناجرهم هاتفة بالشعارات الدينية: ( نحن للدين فداء) فأي دِيِن أنزله الله تعالي يبيح قتل شعبٍ أعزل؟ و حيث أنَّ هذه القوات مِنْ الشعب و لخدمة الشعب فما المانع مِنْ طرح السؤال أعلاه لهذه القوات و للشعب و حكومة ثورته علي حد سواء. و ينبغي أنْ يُجاب عن السؤال بكل شجاعة, فسودان الثورة الذي ينوي النهوض مِنْ عثرته لا مجال فيه للتعتيم و اخفاء و طمس الحقائق.
و السؤال له موجبات, فما حدَثَ, و نأمل أن لا يحدث تقصير في المستقبل مِن هذه القوات, يدفعنا لطرح هذا السؤال, و ندعو بشدة الجهات الرسمية و الشرفاء من هذه القوات الخلصاء لشعبهم و وطنهم التحقيق العاجل في ما وقع من إيذاء للشعب و سفك دمائه ففي هذه القوات مَنْ أساء لها بظلمه و قتله للشعب, و لا تزال هتافات التحدي للشعب مِن حنجرة عنصر أمني ابان شرارة الثورة مشفوعاً برتل مِن سيارات القمع عالقة في اذاننا و هو مبتهج: (وين أُسُود البراري..) و ما تبعها من سفيه العبارات, و اليوم عَرِف اين أُسُود البراري و أين اسياده الذين تولي قتل شعبه إنابة عنه لتمكينهم مِن حُكْم ما تولوه إلاَّ اغتصابا و غدْراً مِن حُكْم ديمقراطي, و أنّه باع آخِرته بدنيا غيره, و في الحديث الشريف: (سيكون عليكم أئمّة إنْ أطعتموهم غَويْتم)أي إنْ اطعتم هؤلاء الأئمة الظالمين في ما يأمرونكم به مِن الظلم و المعاصي ضللتم. و هو و امثاله نسوا أو لعلهم لم يسمعوا بقوله تعالي في الآية93من سورة النساء: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) و في الحديث الشريف عن ابن عباس: ( مَنْ أَعان ظالماً بباطل ليدحض بباطله حقا فقد بَرِيء مِن ذمة الله و ذمّة رسوله) و في صحيح البخاري: (سِباب المسلم فسوق و قتاله كُفْر) و في صحيح البخاري ايضاً عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: (لا ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) و الحديث: (.. المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره, التقوي ها هنا, و يشير الى صدره ثلاث مرات, بحسب أمرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم علي المسلم حرام دمه و ماله و عرضه). و لا يظنن أحد أنَّه بريءٌ مِنْ الإثم إذا ما أمره ظالم بتنفيذ اضرار بإنسان و أنَّه ناجٍ من العقاب و قد رُوي انه جاء خياطٌ إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان (وكان السلطان ظالمًا)، هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط, وجاء في الأثر: (إذا كان يوم القيامة قيل: أين الظلمة وأعوانهم؟ أو قال: وأشباههم فيُجمعون في توابيت من نار ثم يقذف بهم في النار).
و قد شاهدتْ قبل فترة كما شاهد غيري بعد الثورة المجيدة ترويعاً للمواطنين قيل أنه مِن هيئة منسوبة لجهاز الأمْن, قوامها ثلاثة عشر ألف عنصرٍ!! و يتبادر الى الذهن سؤال: إنْ كانت هذه فئة واحدة مِنْ جهاز الأمن, فكم يا تُري يكون العدد الكلي لمنتسبي هذا الجهاز و عدد القوات المسلحة و الشرطة, و ماذا فعل بهم القانون العسكري؟
و الخلل الأمني لا ينكره إلاَّ مكابر أو صاحب غرض. أليس من اختصاص الأمن منع تهريب موارد البلاد من ذهب و غيره و المواد الاستهلاكية أو تخزينها أو اتلافها؟ أليس التساهل في فرض التوجيهات الحكومية علي الشارع خللاً, فالكثير من خارقي حظر التجول و المصلين بالمساجد يفعلون ذلك بحرية تامة, برغم توجيهات لجنة الطوارئ الصحية بشأن جائحة كورونا؟ أليس السماح لتظاهرة لحزب محلول و حمايتها متجاوزة الحظر خللاً؟ أليس رفض شرطي للاستجابة لمواطنين متخاذلاً عن اداء واجبه و قوله متهكماً: ( مش قلتو مدنية؟) فإذا كانت المدنية كفهمه هذا, فلماذاً لا يذهب و يبقي في بيته؟
و اخْطَر مِن كل ذلك الفشل في تأمين دكتور حمدوك رئيس الوزراء, فإنْ يفشل الأمْن في تأمين أكْبر رأسٍ تنفيذي في البلاد فمَنْ تُؤَمِّن يا تُري؟ و أبلغ الفشل في كَوْن أنَّ الايام مرَّتْ و لعلها ستمر دون الافصاح عن المتورطين, حيث من المفترض الذي كنا نتوقعه أنْ يُعلَن الفاعل بعد دقائق معدودة من وقوع المحاولة, و ذات الصمت تكرر حيال محاولة تهريب احمد هرون, و كيف تتم محاولة تهريب كهذه لولا تواطؤ عناصر يستوجب الكشف عنها سريعا مع التعجيل بالعقاب الرادع, و لولا يقظة بعض العناصر الامنية الوطنية لَنَجحت محاولة التهريب هذه, و لأحمد هرون و مَن خدعوه بالتهريب نقول لهم: هَبْ أنه فرَّ بجلده لفترة مؤقتة فالقبض عليه مصيره, و نسأله عن تلك الرجولة الزائفة امام العُزَّل يوم انْ كان واقفاً يحرّض جنرالاته علي قتل النساء والشيوخ و الاطفال مبتسماً: ( أكسح امسح ما دايره حي, ما داير عبء اداري), فها أنت الآن و(اخوانك) اعباء ادارية في السجون الي ان تُساقون الي المقاصل بعد الاحكام العادلة, و هذا عيْن القِصاص. و له و لإخوانه نقول ما جاء في آخِر الآية78من سورة القصص: (أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) و لو انفقتم ما في الارض جميعا سلاحاً لن تعودوا للحكم حتي و لا علي جثثنا, فالعالَم كله مع الشعب و ثورته, بينما انتم مطلوبون في لاهاي.
إنَّ إرادة الشعوب لن تقهرها أي قوة كانت, و مهما يحشد الطغاة من عتاد و رجال فمصير كل ذلك الي نهاية علي أيدي عُزَّل كما حدث في ثورة ديسمبر المجيدة و دونك الآية9 من سورة الروم: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ , كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ , فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون ), حيث قدَّم الشعب السوداني درساً بليغاً للعالَم و حكوماته بأن السلاح ما عاد يضمن بقاء حُكم فاسد مهما كان بطشه, فبسط العدل و السِلم هما الضامن لبقاء الانظمة و مِنْ ثم تنتفي الحاجة للعتاد و الرجال, وهذا مبدأ مِن سيرة الخليفة الفارق حينما وُجِد نائماً تحت شجرة فقيل عنه: حكَمْتَ, و عدَلتَ, فأمِنت و نمْت يا عمر. و شتان ما بيْن عمرٍ و عمر, و نقول بالصوت العالي أنَّ السودان في الأصْل ليس دولة حرب فقد كان حسن العلاقات مع دول الجوار و غيرها و شعبه المسالم المحبوب مِن كل شعوب العالَم, و مِنْ ثم فإن سودان الثورة الذي يسعي بأولوية للوصول الي سلام دائم و شامل مع كل ذي كفاح مسلح أَوجب انْ يكون كذلك و تنتفي الحاجة الي تبديد المال علي السلاح و الاقتتال لتتجه الي خدمة المواطن من تعليم و علاج و نحو ذلك, و بِدَوْرِنا ندعو حركات الكفاح المسلح ان تُعجّل بالقدوم الي وطنها, و جنباً الى جنب نعمل علي عمليات نزع السلاح و التسريح و اعادة الدمج(Disarmament, Demobilization and Reintegration ) و نُبْقِي علي قدْر معقول مِن قوات الجيش و الأمْن في حين ينصرف الجميع الي إصلاح ما دمّره النظام البائد. و في المقابل ندعم الاطباء و المهندسين و الزراعيين و البياطرة و اساتذة الجامعات و المعلمين و القانونيين و غيرهم, الذين تنهض البلاد بهم. و اخيراً نقول لكم: ( لا خير فينا إنْ لم نقلها, و لا خير فيكم إنْ لم تسمعوها)
 
الابن عبد العزيز محمد
والله لقد اصبت كبد الحقيقة
يا جماعة الثورة كيف تنجح والامن والجيش والشرطة معظمهم كيزان ويعملون ضد الثورة واي حاجة يقولوا (ما قلتوا مدنية). ابننا محمد بوشي ود كوثر في لايف قبل كم يوم قال اقبضوا الكيزان وناس الامن الشعبي فسوف تختفي كل الازمات من وقود ودقيق وغاز ويقيف تدهور العملة. يا جماعة ناس الامن الشعبي والامن الطلابي وكتائب الظل بعد ما شردوا في بداية الثورة تجمعوا الان وبكل امكانياته وينظمون ويحمون مظاهرات الزواحف بالتعاون مع الشرطة. البرهان ومجلسه العسكري من كضباشي وغيرهم هم متأمرون ضد الثورة وبخططوا مع الكيزان على فشل الحكومة المدنية ثم تحريك الشارع واعتصام في القيادة يوفروا له الحماية ثم موسيقي عسكرية والبرهان رئيس واعادة سناريو السيسي. والدليل على ذالك حملتهم تفويض الجيش لاستلام السلطة وبمجرد وصول الزواحف بواسطة عربات الليموزين الي القيادة كان هتافهم عاوزين بيان يا برهان ولكن خزلهم الشعب الواعي وكانت اعدادهم قليلة لدرجة المهزلة.
الحمد لله الان الشعب السوداني وضح له التخطيط الخبيث من جانب الكيزان والعسكر وتبقى السؤال المهم ماهي الخطوات المطلوبة لحماية السودان من هذا المخطط الخبيث؟؟؟؟؟
 
أعلى أسفل