عمر عيسى محمد أحمد
كاتب جديد
بسم الله الرحمن الرحيم
العاقل هو من يتخذ من الدروس عظة !!
التجربة التي مرت بها البلاد كانت مريرة وقاسية للغاية ،، وقد علمتنا تلك التجربة فداحة التحدي بغير تلك الإمكانيات والمقدرة !! .. وهؤلاء في يوم من الأيام خرجوا عن المألوف وتحدوا العالم بتلك الجرأة المقرونة بالوقاحة ،، كانوا يملكون تلك الألسن ولا يملكون مثقال ذرة من تلك الإمكانيات والمقدرات والقوة ،، وكانوا يعتقدون في أنفسهم أنهم الأقوى ثم الأقوى !! ،، وكذلك كانوا يعتقدون في أنفسهم بأنه لا يوجد فوق وجه الأرض من يقارعهم في السجال والمواجهات ،، وبنفس القدر لم يمتطوا الحكمة والعقل والمهارات السياسية التي تجاري العالم بكل دراية وحنكة ،، بل كانوا يرون في أنفسهم دائما أنهم الأعلى ثم الأعلى ثم الأعلى ،، وقد جاهروا وتحدوا تلك الجهات العديدة من دول العالم ،، وتلك الحقائق في أرض الواقع كانت تؤكد للعالم أجمع بأنهم أضعف عن ذلك التحدي ألف مليون مرة ،، ورغم ذلك كانوا يرددون تلك الهتافات العدائية حيث : ( دنا موتك يا أمريكا !!! ) ،، والناظر المتعمق لتلك الشعارات في الماضي كان يضحك من ضحالة الأفكار في هؤلاء القوم ،، لأن الذي يريد الموت لأمريكا كان يجب عليه أن يعد العدة والمقدرات لذلك الهدف الخطير ،، ولا يعد الألسن الفارغة ويطلق تلك الشعارات الواهية التي لا تقدم ولا تؤخر في مقتل أمريكا !! .. وهي تلك الشعارات العدائية التي أدخلت البلاد في زنقة ومحنة عويصة لأكثر من ثلاثين عاماً ،، ومازالت آثار تلك الشعارات الحمقاء تلاحق الشعب السوداني بالويلات والحصار والنكبات ،، وهؤلاء الأشخاص الذين كانوا يرددون تلك الشعارات العدائية كانوا لا يملكون مثقال ذرة من تلك العقول الواعية المدركة التي تحسب الحسابات بتلك الطريقة العصرية السليمة المطلوبة ،، بل كانوا أضعف الفئات فوق وجه الأرض في مناوشات الأعداء ،، وخاصة وكانوا يزعمون بأنهم أصحاب تلك المعتقدات والأفكار الأيديولوجية .. وكان الأجدى بهم أن لا يمتطوا تلك الألسن في مقارعة الأعداء والخصوم دون تلك الإمكانيات والمقدرات في أرض الواقع ،، وبنفس القدر فإن هؤلاء الآخرين الذين كانوا يرددون تلك الشعارات الجوفاء كالببغاوات مع هؤلاء وهؤلاء لم يفكروا لحظة من اللحظات كيف سيحققون ذلك الموت لدولة أمريكا !!! .. ومع الأسف الشديد فإن تلك الشعارات الجوفاء الفارغة قد أدخلت البلاد في تلك المحنة العويصة التي لم تعرفها البلاد من قبل منذ استقلال البلاد ،، وقد دخلت البلاد في ذلك الحصار الجائر الظالم ,, وقد تم وضع اسم دولة السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب بأفعال وأقوال وشعارات هؤلاء الناس ،، وفي نهاية المطاف فإن الشعب السوداني هو الذي تحمل وتكبد وزر تلك السياسات العدائية الرعناء الفارغة ،، وكانت الأثمان فادحة نتيجة ذلك الحصار الظالم الجائر ـ،، حيث ذلك الحصار الذي كتم الأنفاس براً وبحرا وجواً ،، وقد ضاقت الدنيا على الشعب السوداني بما رحبت .. وذلك اللوم الكبير لا يقع فقط على هؤلاء الحمقى في النظام البائد ولكن ذلك اللوم أيضاً يقع على هؤلاء البعض من أبناء السودان في المعارضة السودانية الذين اجتهدوا بشدة حتى يضعوا اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ،، فهؤلاء أيضاً قد أجرموا في حق الشعب السوداني .العاقل هو من يتخذ من الدروس عظة !!
تلك الأنباء في هذه الساعات القليلة الماضية تؤكد بأن الولايات المتحدة قد رفعت اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ،، وقد لزم التهاني القلبية للشعب السوداني ،، حيث تلك العقدة والمعضلة الأولى التي انفرجت قليلاً ،، ومازالت هنالك العديد والعديد من تلك العقد والمعضلات القائمة والتي تسبب فيها ذلك النظام البائد ،، ويجب أن لا يكتفي الشعب السوداني بمجرد الفرحة بتلك الخطوة بل لابد من وقفة مراجعة لتلك التجارب السابقة ،، حيث لابد من أخذ الدروس والعبرة والعظة من تلك الأخطاء الجسيمة ،، وهي تلك الأخطاء الجسيمة التي عطلت مسار الدولة لسنوات وسنوات كما تسببت في تلك الأوجاع الوخيمة للشعب السوداني ،. وكذلك يجب أن يتعلم الدرس والعظة هؤلاء القادة والرؤساء والزعماء والحكومات وأبناء الشعب السوداني من تلك التجربة القاسية المريرة التي مرت بها البلاد ،، وتلك التجربة القاسية المريرة تلزم أبناء السودان في مستقبل الأيام بأن يفرقوا بين المصالح العليا للبلاد وبين تلك النزعات الحزبية والسياسية البغيضة ،، وليعرف الشعب السوداني جيداً بأن تلك النظم والحكومات والأحزاب مصيرها الفناء والانتهاء في يوم من الأيام ،، ولكن البقاء دائما وأبداً لتلك الدولة التي تمثل الأم للجميع في كافة الأوقات والأزمان ،، وتلك الشعوب الراقية في أرجاء العالم تضع الأوطان في المقدمة وتضعها في حدقات العيون قبل تلك الخزعبلات والأفكار السياسية الخربة .