السقوط المهني و الوطني والديني للمكون العسكري

abdalaziz mohammad

:: كاتب نشـط::
بقلم: عبدالعزيز وداعة الله
سَقَط المكون العسكري يوم ان غدر بالشباب الذين استجاروا به أَمَام قيادته العامة و ليس في حلايب و شلاتين التى ما أنْ تُذْكَر ارتجفوا خوفاً مِن سيسي مصر, و في ذلك سقوط مهني و وطني و ديني و اخلاقي, فدينياً يقول بأنَّ مَن استجارك فأَجِره حتى لو كان مُشْرِكا كما أبانت ذلك الآية 6من سورة التوبة( و إنْ أَحَدٌ مِنْ المشركين استجارك فأَجِره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه), و في الحديث الشريف( كُل المسلم على المسلم حرام, دمه و ماله و عِرْضه) و في حديث آخَر(آيات المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب, و إذا أُؤتُمِن خان و إذا عاهَد غَدَر), و الآية93من سورة النساء (ومَنْ يقتل مؤمنا متعمِدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها, و غضِبَ الله عليه و لعنه و أَعَدَّ له عذابا عظيما)
و قد مهّدوا للانقلاب المشؤوم بافتعال خلاف مع المكون المدني اثاروه على الوسائط الاعلامية و صاحَبَه تهريج منهم اشبه بشجار الاطفال و مِن ذلك ما قاله(الفريق) حميدتي: و الله ما نقعد معاهم) يقصد المكون المدني شريكه في مجلس السيادة, فكان تهريجا و سَفَهَاً ربما لا يحدث في المقاهي الشعبية, و تقاعسوا عن تنفيذ اهم مهامهم مِنْ تطهير و هيكلة المنظومة الامنية, و تجاهلوا تهريب موارد البلاد الضخمة خاصة الذهب, و ايلولة شركاتهم لولاية وزارة المالية, و برغم انّ المكون العسكري شريك رئيس في حكومة الفترة الانتقالية و تُمثّل الشركات العسكرية العاملة في المجال التجاري المدني اكثر من80% من المنظومة الاقتصادية خارج ولاية المال العام فالمكون العسكري كثير الحديث عن فشل الحكومة, بشكل فاضح للخيانة و الغدر. و نقول لهم ما في الآية43من سورة فاطر(استكبارا في الارض و مَكْر السيئ و لا يحيق المكر السيئ إلاَّ بأهله).
ومنْ بَعْد غدروا بالثورة و بالشركاء المدنيين بوجه خاص و قد شارف انتقال رئاسة مجلس السيادة للمكون المدني و انقض البرهان على السلطة, و وعَد و أخلَف و كذَّب في بيانه الانقلابي الذي سمَّاه اصلاحاً و تمضى الشهور و-سعادته- بلا وزارة , فإذا كان فولكر كذابا فماذا يكون سعادته؟ و بعد انْ اصبح السودان بثورته سيّداً لنفسه مستقلا بقراره اصبح بعد انقلاب البرهان المشؤوم عبداً مأموراً اسياده في الخارج كلما اراد البرهان و نائبه أمْرا سافرا لتلقي التوجيهات. و كان في بيانه الانقلابي وَعَد بتشكيل حكومة كفاءات, فأنَّى له و لنائبه الكفاءات, و قد رأينا مَن يُدِيرون الوزارات و المناصب الحساسة بعد وعده هذا؟ و مِن اين على وجه الخصوص لحميدتي و مناوي و امثالهما الكفاءات, فحميدتي يتندر هذه الايام اطفالنا بقوله بأنَّ: الله قال إنَّ السماء لا تمطر ذهبا, و أمَّا مناوي فقد قال بأنَّ البرهان مِن اسماء الله الحسني.. استغفرك ربي, و أسألك ربي أنْ لا تؤاخذنا بما قال السفهاء مِنّا.
و سقطوا مهنيا لأنَّ أولَى مهامهم ضمان سلامة المواطن و الحفاظ على تراب الوطن, و هى مهمة يدفع لهم الشعب مِن حُرّ ماله لكي يحققوا هذه المهام لا أن يصوّبوا اسلحتهم المشتراة بمال الشعب على صدور شبابنا, و كانت الشرطة ترفع شعار (الشرطة في خدمة الشعب) و لا ادري ما المراد بكلمة(خدمة) و9طويلة و مثلها افرغت البلاد مِن أي أَمْن. و سقط كبير المكون العسكري بصفة خاصة مهنيا و انسانيا و دينيا و وطنيا حينما وجَّه عناصره لتفعل ما تشاء ضد المتظاهرين مع منحهم حصانة, و لِجهله فإنَّه لا يملك لنفسه حصانة في القانونيْن الدنيوي و الآخْرَوي.
و البرهان و بإعتباره القائد الاعلى للجيش الذي يفترض ان يكون قدوة خاصة للضباط الجدد استخدم أَمَامهم لغة غير لائقة و وصَفَ المبعوث الاممي بالكذاب و لو انه امتلك ادني قدر مِن الحصافة و اللياقة لَوَصَف تقرير المبعوث الاممي بعدم الدقة, و مما يؤكد طيْش الجنرال و انه يقتفي ذات طريق سَلَفِه حبيس كوبر فقد ألتقى بَعْد اقل من 24ساعة في مكتبه بذات المبعوث (الكذاب), و كان قائده قد استكبر و توعَّد و هدد و رقَصَ ما شاء له انْ يرقص و في لحظة انتشاء قال بذات اللغة السوقية (أوكامبو تحت جزمتى) و تحوَّل ذاك الطغيان الى خنوع و هوان و انكسار في قفص محاكمته في قضية الدولارات و انقلاب1989, و اصبح مؤخرا مرعوبا مفتَعِلاً أسباب مرَضِيّة للغياب عن جلسات محاكمته.
و لقد اصبح الشغل الانفاق الشاغل للدعم السريع لأجل الكسب السياسي و قد وجَد في بعض ضعاف الادارة الاهلية و شيوخ الطرق الصوفية و السلَفيّة و امثالهم صيدا سهلاً في نخاسة مهينة, و الحديث في هذا الصدد طويل و مثيرٌ للاشمئزاز و التقزز, و تناقلت الاسافير احدهم و هو يمتدح الدعم السريع و يستخف بالشباب الثوار بل و مِن على منبره و بحركات بهلوانية يريد بها الاضحاك يشجع على قتل الشباب بالرصاص.
و نقول لهم لا تغركم اسلحتكم و عتادكم و اصطفاف النفعيين اليكم فالملايين التى اسقطت سَلَفكم قادرة على اسقاطكم و مِن ثم القِصاص العاجل منكم , و لينظروا ما في الآية44 من سورة فاطر(أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين مِن قبلهم و كانوا اشد منهم قوة)
 
أعلى أسفل