شادية عبد المنعم
:: مشرفة سابقة ::
لا أدري كيف أكتب
حزينة جداً على مستقبل المليون ميل
على أخوتي وأخواتي من جنوب هذا البلد الذي حلمنا به وعرفناه معرفة اليقين كرحم واحد .. سماء واحدة .. وتراب خصب
آوانا جميعاً
تحدينا بوحدتنا كل المحن وويلات الحرب
أتذكر كم حلمنا وصغنا احلامنا مواجهة شرسة للحرب وتقتيل السودانيين لبعضهم البعض
صديقاتي الجنوبيات
روتا حكيم
روز باولينو
تريزا سريسيو
وصغيرتنا بم بيم
ميري
أجوك
أصدقائي
أين أنتم
كيف لم نفلح في ترجمة أحلامنا لواقع
كيف لا ونحن آمنا بأخوتنا ووحدة مصيرنا
كيف سمحنا لتجار الدين وعبدة المال
العنصريين بأن يفرقونا
أنا ألبس الحداد ألسود منذ أمس الأول
حزينة على إرهاصات فراقنا
حزينة ومشفقة على جزء من وطني لا أعرف ما سوف يحل به ولا كيف سيواجه أحبتي في الجنوب مقبل الأيام
سعيدة بأنهم نالوا هذا الحق في أن يختاروا نوع دولتهم وشكلها
سعيدة بأنهم إنعتقوا من شعورهم بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية
وهي صفة
لم اتمناها لهم يوماً
ولكن هل الأماني تمنح الواقع
أعرف أن التحديات كثيرة لكلينا شماليين وجنوبيين
أعرف أني لن أحس بأني أجنبية في الجنوب
ولا مواطنة كاملة في الشمال دونهم
وأحزن اكثر لأني برغم قناعاتي وبكل ما قمت به
لم أفلح في أن أحقق دولة المواطنة التي تسعنا كلنا
كل السودانيين
والآن أعرف أني سوف أخوض معركتي القادمة
وهي أني لست عربية
بل بجاوية
ولن أتنازل من لغتي ولا ثقافتي
ولن أرضى أن أكون مواطنة من الدرجة الثانية كما تبحج السفاح الأرعن
وبيننا وبينه ثقافتنا الراسخة الجذور
وليأتي بالشعر الجاهلي لينازلنا به
وأعتذر بشدة لأصدقائي وصديقاتي الجنوبيين
بأني رغم كل ما فعلته طوال سنين لم اتمكن من محاربة العنصرية ولا الإستعلاء العرقي والثقافي
ولم يكن لدي ما أقدمه لهم سوى الحب
وهو لم يكن يكفي لنبقى معأص تحت ظل وطن واحد
ولكن لدي الآن عهدي بأن أكافح من أجل دولة المواطنة حتى أبقي على شمعة الأمل مضيئة
حزينة جداً على مستقبل المليون ميل
على أخوتي وأخواتي من جنوب هذا البلد الذي حلمنا به وعرفناه معرفة اليقين كرحم واحد .. سماء واحدة .. وتراب خصب
آوانا جميعاً
تحدينا بوحدتنا كل المحن وويلات الحرب
أتذكر كم حلمنا وصغنا احلامنا مواجهة شرسة للحرب وتقتيل السودانيين لبعضهم البعض
صديقاتي الجنوبيات
روتا حكيم
روز باولينو
تريزا سريسيو
وصغيرتنا بم بيم
ميري
أجوك
أصدقائي
أين أنتم
كيف لم نفلح في ترجمة أحلامنا لواقع
كيف لا ونحن آمنا بأخوتنا ووحدة مصيرنا
كيف سمحنا لتجار الدين وعبدة المال
العنصريين بأن يفرقونا
أنا ألبس الحداد ألسود منذ أمس الأول
حزينة على إرهاصات فراقنا
حزينة ومشفقة على جزء من وطني لا أعرف ما سوف يحل به ولا كيف سيواجه أحبتي في الجنوب مقبل الأيام
سعيدة بأنهم نالوا هذا الحق في أن يختاروا نوع دولتهم وشكلها
سعيدة بأنهم إنعتقوا من شعورهم بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية
وهي صفة
لم اتمناها لهم يوماً
ولكن هل الأماني تمنح الواقع
أعرف أن التحديات كثيرة لكلينا شماليين وجنوبيين
أعرف أني لن أحس بأني أجنبية في الجنوب
ولا مواطنة كاملة في الشمال دونهم
وأحزن اكثر لأني برغم قناعاتي وبكل ما قمت به
لم أفلح في أن أحقق دولة المواطنة التي تسعنا كلنا
كل السودانيين
والآن أعرف أني سوف أخوض معركتي القادمة
وهي أني لست عربية
بل بجاوية
ولن أتنازل من لغتي ولا ثقافتي
ولن أرضى أن أكون مواطنة من الدرجة الثانية كما تبحج السفاح الأرعن
وبيننا وبينه ثقافتنا الراسخة الجذور
وليأتي بالشعر الجاهلي لينازلنا به
وأعتذر بشدة لأصدقائي وصديقاتي الجنوبيين
بأني رغم كل ما فعلته طوال سنين لم اتمكن من محاربة العنصرية ولا الإستعلاء العرقي والثقافي
ولم يكن لدي ما أقدمه لهم سوى الحب
وهو لم يكن يكفي لنبقى معأص تحت ظل وطن واحد
ولكن لدي الآن عهدي بأن أكافح من أجل دولة المواطنة حتى أبقي على شمعة الأمل مضيئة