التَعْقيب .. خَواطِر قُرْآنِية

[1]

العمران أنثى

خلق الله تعالى الإنس والجِن وخلق لهُما الجنةِ والنار ، وحِكمة أن يبدأ خلق الإنسان الأول بِالجنةِ وإنزالِهِ ، هي أن الجنةِ أجَّل مِن أن يسكُنُها طين ولهيب فإراد الله تعالى أن يستحِق الطين واللهيب جنتِهِ بِالإختِبار فإبتلانا جل شأنِهِ بِإبليس وكانت براءةِ آدم وحواء مدخلِهِ ، لم يتَوقعا أن يكذِب أحدٌ على الله < وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ > الأعراف 21 وإبتلى الجِن بِالإستِكبار والحسد < وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى > طه 116 فكان مِن الإنس مؤمِنين وكذا مِن الجِن ومَن لم يؤمُن مِن الإنس كافِرٌ ومَن أبلس مِن الجِن شَيطان ... ولِلمُراوحه بَين الكُفر والايمان أتاح الله تعالى فُرص الغُفران < إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ > الزمر 53 ولأن الجنةِ والنار ستغدو بعد آدم وحواء غَيبٌ كانت حِكمتِهِ تعالى شأنِهِ ، أن يبدأ خلق الإنسان الأول بِالجنةِ ومِن ثَم إنزالِهِ بِالأرض ، فنتطلع لها بِالأشواق ، وثبتها بِحاستَين اللمس والسمع ... بِلمسِنا < وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ... > الأعراف 172 بِخِطابِنا < ... أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ... > الأعراف 172 ، وجعل لِسانِنا حُجةٌ علَينا بِقَولِنا لهُ جل وعلا < ... بَلَى شَهِدْنَا ... > الأعراف 172 قال الله تعالى < ... أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ > الأعراف 172-173 فتأصل الشَوق فينا وبات فطرةٌ ، لِذا علِم حتى مِن كان بِالأدغال منبتِهِ ولم يُخص بنبي أو رسول ، أن مُستقرِهِ جنةٌ أو نار.

مهد الله تعالى الأرض لِلإنسان < وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ... > فصلت 10 والإنسان نوعَين ذكر وأُنثى وكُل ما عاداهُما كان مِما هيأهُ الله تعالى لِصلاح عَيشِهِما ولإختِبارِهِ ... وجعل حاجة الذكر لِلأُنثى أكبر وأجَّلْ مِن حاجة الأُنثى لِلذكر ، هذا قديماً بِالجنةِ < ... أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ... > الروم 21 ، وجعل الله تعالى الأُنثى سكنٌ لِلذكر < ... لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ... > الروم 21 وبِالسكن يُعبد الله تعالى وتُعَمْر الأرض ، وسكن الأُنثى يُفَعل تفعيلاً بِطلب الذكر لِسِكونِ نفْسِهِ ، فإذا إستغنى لِعارِض كان أو إنحِراف عن القاعِدة ، لم تأبه الأُنثى لِذلِك البته ، فإن الأُنثى مفعولٍ بِها والذكر فاعِلٌ ومُفَعِل ، فاعِلٍ لِكَون تركيبِهِ ينشُد السكن ومُفَعِل لِسكن الأُنثى الهامِد ، فإذا أجاد الذكر عملِهِ أنتج < ... مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً > الروم 21 وبِهِما يطيقان فِتنة الأولاد < ... وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ... > التغابُن 15 وهذا مِن تعمير الأرض ، فإذا بلغ مُحيط الذكر حشدٌ ، زوج وأبناء ، إحتاج إلى بَيت < وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ > النحل 80 وبِتجمُع الحُشود تقوم القُرَية ومنافِعِها التي تفي إحتِياجات سُكانِها ، فإن إكتملت مصانِعِها باتت مدينة ، فتزداد المُتطلبات وتضيقُ الحِيَل ، فيتَوسعوا بِالغزَو ، فتتبادل الخِبرات وتتلاقح النُطف وتُقَوى بِالهُجناء والأقراف وتتعدد الألوان والأشكال < أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ > الحجرات 13 فتتدافُع القبائِل وينداح هذا التدافُع على الشعوب وتسوء الأخلاق بِتعدُد الأعراق والأهواء ، فيرسِل الله تعالى رُسُلِهِ.
 
التعديل الأخير:
اخي عزام

هل خلق الانسان من اجل الجنة (لتفعل) .ام الجنه من اجل الانسان لينعم بها ؟ وايهما اسبق للوجود. الانسان ام الجنة ؟ .
وهل الاصل وجود الانسان في الجنة اما خارجها؟
 
التعديل الأخير:
عزيزي أبو عجاجة
كيف حالك؟ علك طَيِب​

هل خلق الانسان من اجل الجنة (لتفعل) .ام الجنه من اجل الانسان لينعم بها ؟ وايهما اسبق للوجود. الانسان ام الجنة ؟
"الجنة" مآل وكذلِك "النار"​
خلق الله تعالى الإنس والجِن وخلق لهُما الجنةِ والنار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهل الاصل وجود الانسان في الجنة اما خارجها؟
أزعُم أن الأصل وجود الإنْسان بِالأرض، لِذا خُلِق مِن مُكَوِناتِها، وحِكمة خلق آدم في الجنة، ومُخاطبتِنا بِـ< ... أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ... > الأعراف 172 لِنتطلع إلَيها بِالأشواق، التي وقودُها نفخة الله فينا،التي تتعاظم إذا إهْتدى الإنسان، وتتقزم إذا ضَلْ​

إحْتِراماتي ،،،​
 
الاخ الفاضل عزام حسن فرح
مرحبا باطلالتك في الراكوبة متفيئا ظلها الوريف ومغذيها بجواهر من كلمات قلمك
ساتابع ...لاستكمال الفكرة ومن ثم التعقيب والتداخل
مرحب بيك تاني ....
ودمت بخير...
 
[2]

عرض الأَمَانَةَ

< إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّماواتِ والأَرْضِ وَالجِبَالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً > الأحزاب 72

بِدايةً ماهي الأَمَانَةَ المذكورة في الآية الكريمة أعلاه؟

- جاء تفسير الآية الكريمة في [ الميزان في تفسير القُرآن ] : الأمانة –أيا ما كانت- شئ يودع عند الغير ليحتفظ عليه ثم يرده إلى من أودعه ، فهذه الأمانة المذكورة في الآية شئ ائتمن الله الإنسان عليه ليحفظ على سلامته واستقامتة ثم يرده إليه سبحانه كما أودعه (إنتهى).
- وقال ابن عباس وسعيد بِن جُبَير : الأمانة هي الفرائِض التي فرضها الله على العِباد.
- وقال قتادة : الأمانة هي الدين والفرائِض والحدود.
- وقال مالِك عن زَيد بِن أسلم : الأمانة هي الصلاة والصَوم والإغتِسال مِن الجنابة.
- وقال آخرون : الأمانة هي التكاليف.
- وقال ابن عُمر : عُرِضَت على آدم الطاعةُ والمعصِيةُ وعُرِّفَ ثَواب الطاعة وعِقابَ المعْصِية ، والذي عِندي فيهِ أَن الأَمانة ههُنا الـنِّـيّـةُ التي يعتقِدُها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان ويؤَدَّيه من جميع الفرائِض في الظاهِر ، لأَن الله عز وجل ائْـتَـمَـنَـه علَيها ولم يُظْهِر علَيها أحدًا مِن خَلْقِهِ ، فمَن أَضْمر مِن التَوحيد والتصديق مِثل ما أَظهر فقد أَدَّى الأَمانة ، ومَن أَضْمر التكذيب وهو مُصَدِّقٌ بِاللِسان في الظاهِر فقد حَمَل الأَمانة ولم يؤدِّها ، وكلُّ مَنْ خان فيما اؤتُمِنَ علَيهِ فهَو حامِلٌ ، والإنسان في قَولِهِ < ... وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ ... > هو الكافِر الشاكُّ الذي لا يُصدِّق ، وهو الظَّلُوم الجهُولُ (إنتهى).

التَعْقيب :

إن الأَمَانَةَ حسب التعريفات أعلاه (المعجمِية وتفسير المُفسِرون) لا تجوز عِندي ، أن تُعرض على جماد (سَّماوات/أرْض/جِبال) لأنها تكاليف تُفرض على المؤتمن علَيها والتكاليف جُهد رِياضي مِن صلاة وصَوم ... إلخ وهي عِبادات لا يتسنى لِلسماوات والأرض والجِبال القِيام بِها. لِذا يجِب تأويل الآية الكريمة لِيستقيم المعنى ... وأزعُم أن الأَمَانَةَ التي عُرِضَتَ < ... عَلَى السَّماواتِ والأَرْضِ وَالجِبَالِ ... > والتي حَمَلَهَا < ... الإِنسَانُ ... > لِظُلمِهِ وجَهَلِهِ ، هي العقل ، فالعقل هو المُخاطب ... هو المُكلف ... والتكليف يقود إلى إمتِثال أو إلى عُصَيان ، إلى جنةٍ أو نار ... والتكليف يتطلب الحُرِية < ... فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ... > الكهف 29 ... وجبرِية الله تعالى تنصب فقط في أن جعل مِنك إنسان دون إرادةٌ مِنك ، ثُم ركب فيك عقل ، يُفترض أن يعي هذا العقل ، حِكمة أن جعل مِنك الله تعالى إنسان بِدون إرادة مِنك ، وبِالعقل تَسعد وتشقى ، فإذا ركب الله تعالى في المرء عقل ، جعلهُ يختار ، بعد أن يعرِض علَيهِ مُحتَوى الأمانة ، التي تتلخص كُلِها في < ... أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ... > الأعراف 172 وإرهاصاتِها ، فإن شِهادتنا بِرُبوبِية الله تعالى شأنِهِ بِـ < ... بَلَى ... > الأعراف 172 يُفترض أن يتبعُها الإمتِثال التام لأوامِر ونواهي الرب ، هذِهِ الأوامِر والنواهي لم تُطرح علَينا بِمشهد الشِهادة < وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ ... > الأعراف 172 الذي عُرِض علَينا وقتذاك ، فقط أن نشهد لله على رُبوبِيتِة تعالى شأنِهِ ... ومرد غِياب الأوامِر والنواهي وقت الشِهادة لأن حينما خاطبنا الله تعالى بِـ < ... أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ... > الأعراف 172 لم تكُن إحتِياجاتِنا وشهواتِنا قد طلت بِرأسِها ، كُنا حينُها في عالم الذر ، وهو عالم خالي مِن الشهوات ... لِذا لم ينكُر أحدُنا رُبوبِية الله تعالى ، لأن الشهوات إستُحدِثت فيما بعد لِتكون لإبليس مدخل ويتعرف الله جل وعلا علَينا < أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ > آل عِمران 142 لم نكُن نستطيع أن نُقِر لله بِرُبوبِيهِ الله تعالى ما لم يكُن لنا عقل مُدرِك ...​
 
عزيزي عزام

"الجنة" مآل وكذلِك "النار"

خلق الله تعالى الإنس والجِن وخلق لهُما الجنةِ والنار

أزعُم أن الأصل وجود الإنْسان بِالأرض، لِذا خُلِق مِن مُكَوِناتِها، وحِكمة خلق آدم في الجنة، ومُخاطبتِنا بِـ< ... أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ... > الأعراف 172 لِنتطلع إلَيها بِالأشواق، التي وقودُها نفخة الله فينا،التي تتعاظم إذا إهْتدى الإنسان، وتتقزم إذا ضَلْ

الا يتعارض هذا مع (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36)}البقرة .حيث ان النزول كان عقابا لهما لاتباعهما الشيطان ...ولولا هذا العقاب لظلا فيها .(اذا افترضنا جدلا ان الجنه ليس مكانها الارض)
ام تري ان النزول من الجنة لم يكن عقابا....رغم ان الجنة افضل من الارض .

وليس بالضرورة ان يكون سبب خلق الانسان من مكونات الارض لانه خلق في الارض ..فبامكان الخالق خلقه من اي مادة حتي وان لم تكن متوفرة في المكان الذي خلق فية (وجود او عدم وجود طين في الجنة لم يكن ليكون عائقا للخالق من ان يخلق الانسان من طين) .

تحياتي








 
التعديل الأخير:
الأخ العزيز عزام حسن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ويجزيكم خيرا وفي موازين حسناتكم ، واصل متابعين ،اللهم أجعلنا وإياكم والجميع هنا من أهل الجنة وفي الفردوس الأعلي من الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلي الله عليه وسلم

تسلم واحترامي
 
صقر الجديان​

الا يتعارض هذا مع (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36)}البقرة .حيث ان النزول كان عقابا لهما لاتباعهما الشيطان ...ولولا هذا العقاب لظلا فيها .(اذا افترضنا جدلا ان الجنه ليس مكانها الارض)
ام تري ان النزول من الجنة لم يكن عقابا....رغم ان الجنة افضل من الارض .

نعم الأرض لَيس عِقاب، لأن الله تعالى قَبِل تَوبة آدم علَيِهِ السلام، وبعد قُبول التَوبة، أُنْزِل إلى الأرض، فيكون الإنزال لَيس بِعُقوبة، إلا فما فائِدة أن يُلقِن الله تعالى، آدم كلِمات التَوبة، وكَيف يصِف الله تعالى نفسهُ بأنهُ < ... التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ... > ثُم يُعاقِب ما قَبِل مِنهُ تَوْبتِهِ < فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ > البقره 36-37

الجنة لَيس دار "تكليف" والعِبادة "تكليف" والله تعالى يُريد أن يُـعْـبـد < وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ > الذاريات 56 وقد هُيِأت الأرض (خشبة المسرح) قبل خلق آدم < وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ > فصلت 10
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وليس بالضرورة ان يكون سبب خلق الانسان من مكونات الارض لانه خلق في الارض ..فبامكان الخالق خلقه من اي مادة حتي وان لم تكن متوفرة في المكان الذي خلق فية (وجود او عدم وجود طين في الجنة لم يكن ليكون عائقا للخالق من ان يخلق الانسان من طين) .

الإشارة إلى مُكَوِن تخليق الإنسان < وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ > المؤمنون 12 ثُم إنزال آدم إلى الأرض بعد قبول تَوبتِهِ، ثُم إسْتِحالتُنا إلى تُراب بعد فناءِنا، يدل إلى أن في الأمر حِكمة، وأزعم أن صِفات الطين الدنيئة تُصارِع نفخة الله النبيلة < ... وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ... > الحجر 29 هذا الصِراع (الخَير/الشر) هو الذي بِموجِبَهُ سَوف يُصنف الناس في قوائِم الجنةِ أو النار. المُكَوِن التخليقي لِلكائِن، إشارتِهِ جلِية حسب زعمي:
ملاك = نور (ضياء)
إنسان = طين (كثافة/دناءة)
شيطان = نار (غضب/دمار)

ووصفي لِكَون "الطين" دنئ، هذا الوصف مُقارنةً لِنفخة الله التي جعلها فينا.​
 
[3]​

الملائِكة الكِرام

قال الله تعالى شأنهُ في مُحكم تنزيلِهِ بِسم الله الرحمن الرحيم < وإِذ قالَ رَبُكَ لِلمَلائِكةِ إِنّي جاعِلٌ في الأَرضِ خَليفَةً قالوا أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ وَنَحنُ نُسبِحُ بِحَمدِكَ ونُقَدِسُ لَكَ قال إِنّي أَعلَمُ ما لا تَعْلَمونَ > البقرة30 .


التعقيب :

1/ تبدأ الآية الكريمة بِإبلاغ مِن الله تعالى لِلملائِكة بِـنِـيَـتِـهِ جل شأنهُ بِجعل خليفة بِالأرض.
2/ إبلاغ الله تعالى لِلملائِكة بِجعل خليفة بِالأرض يدُل على أن لدى الملائِكة القُدرة على الإعتِراض.
3/ لم يُحدِد الله تعالى مادة الخليفة (طين/نور/نار ... إلخ) لِلملائِكة حينذاك.
4/ قَول الملائِكة < أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > يدُل على إستِبعادِهِم أن يكونوا هُم الخُلفاء بِالأرض.
5/ قَول الملائِكة < أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > يدُل على أن هُناك خلق قد خُلِفوا سابِقاً بِالأرض وفسدوا وسفكوا الدِماء.
6/ قَول الملائِكة < وَنَحنُ نُسبِحُ بِحَمدِكَ ونُقَدِسُ لَكَ > يدُل على أن هذا الخليفة المُزمع تخليفِهِ بِالأرض لن يُسبِح ويُقدِس الله كما يفعلون هُم لهُ جل شأنهُ ... وتُفيد أن جُل عِلمِهِم مِن حِكمة خلق الله تعالى لِلمخلوقات هي التسبيح والتقديس لله جل شأنِهِ < ما خَلَقَتُ الجِنَّ والأنسَ إلا لِيَعبُدونِ > الذارِيات (56) وأٌخفِيت عنهُم وحُجِبت حِكمة عَمارة الأرض < يا أَيُها الناسُ إِنَّا خَلَقْناكُم مِن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلناكُم شُعوباً وقَبائِلَ لِتعارفوا ... > الحُجُرات (13)

بدأت الآية الكريمة بِإبلاغ مِن الله تعالى لِلملائِكة بِـنِـيَـتِـهِ جل شأنِهِ بِخلق خليفة بِالأرض بِقَولهِ تعالى < ... إِنّي جاعِلٌ في الأَرضِ خَليفَةً ... > ... وسِياق النص القُرآني يُفيد بِأن الله تعالى لم يجعل حتى هذا الوقت خليفة الأرض وهذا الإبلاغ فيهِ نظر لِما تعارف مِن صِفات الملائِكة رُضوان الله علَيهِم بِالطاعة المُطلقة ... فهذا الخِطاب التبليغي يكون بِلا منطِق – والعِياذُ بِالله – إذا ما كان المُخاطب ذو طاعة مُطلقة ، فإذا كان المُخاطب ذو طاعةٍ مُطلقة أحرى أن يكون سِياق النص القُرآني < إِنّي جعلت في الأَرضِ خَليفَةً > فيكون مُجرد خبر يترتب علَيهِ مُهِمات لهُم ، ولكن الآية الكريمة جاءت بِصيغة أقرب إلى المُشاورة والمُحاورة التي تؤدي بأحد الأطراف لِلقناعة فبِالنظُر إلى سِياق النص القُرآني :
- < إِنّي جاعِلٌ في الأَرضِ خَليفَةً > ... خبر بِصيغة مُشاورة.
- فردت الملائِكة رُضوان الله علَيهِم < أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > ... إستِهجان هو أم إستِفهام فحرف الألِف في < أُتَجْعَلُ > حرف إستِهجاني وإستِفهامي ، مِثل قَولِهِ تعالى في سورة المائِدة (116) < أأنت قُلت لِلناس ... > وهو هُنا -أي حرف الألِف- حرف إستِفهام.
وقَول الملائِكة الكِرام < أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > ... هذِهِ المعلومات [ الفساد وسفك الدِماء ] لا تكون إلا مِن أربعة مصادِر على سبيل الحصر :-
1 - أن الملائِكة الكِرام يعلمون الغَيب ... وهو فرض يرُدهُ نص قُرآني < ... إنما الغَيب لله ... > يونِس 20
2 - أن الملائِكة الكِرام إفترضوا هذا الفِعل مِن خليفة الأرض إفتِراضاً ... وهو إفتِراض غَير منطِقي.
3 - أن يكون قد أخبرهُم بِذلِك الله تعالى شأنهُ ... وهذا يتعارض مع عدم عِلمِهِم بِحِكمة تخليف خلقِ بِالأرض .. فإذا أعلمهُم الله تعالى بِأن هذا الخليفة سيفسِد ويسفِك الدِماء كان سيعلِمهُم بِحِكمة خلقِهِ إبتِداءاً ... و سيكون رد الملائِكة بِقَولِهِم < أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > رد إستِهجاني ولَيس إستِفهامي.
4 - أن الملائِكة الكِرام علِموا بِسابِق خِبرتِهِم بِصِفات وخُلُق الخَلَق الذين يُخَـلَـفون بِالأرض.

- وكمُحاولة أخير مِن الملائِكة الكِرام لإستِعطاف الله تعالى < ... وَنَحنُ نُسبِحُ بِحَمدِكَ ونُقَدِسُ لَكَ >.
- فقال الله تعالى رداً على إستِفهام الملائِكة الكِرام بِقَولِهِ < ... إِنّي أَعلَمُ ما لا تَعْلَمونَ >.

هذِهِ المُحاورة تُفيد أن لِلملائِكة الكِرام حق الإعتِراض والحِوار والإقناع أو على الأقل لَيس كُل الملائِكة الكِرام مُسخرين لِلطاعة المُطلقة ... وإلا لكان قِبول الملائِكة لــ < إِنّي جاعِلٌ في الأَرضِ خَليفَةً > قِبول فَوري ... وتُفيد كذلِك بِقِبول الله تعالى مِنهُم هذا الإعتِراض المُغلف وقد قَبِل الله جل شأنهُ ذلِك مِنهُم ولم يُعتبروا عُصاه.
وقَول الملائِكة الكِرام < أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > ... تُفيد كذلِك بِسابِق خِبرتِهِم بِصِفات وخُلُق الخلق الذين يُخَلَفون عادةً بِالأرض.
وقَول الملائِكة الكِرام < ... وَنَحنُ نُسبِحُ بِحَمدِكَ ونُقَدِسُ لَكَ > ... تَوحي إلى أن هذا الفِعل التسبيحي تكليف ... والتكليف مشقة وجُهد ... فأنت لا تعِدُ ما تفعلهُ رغماً عنك إنجاز تُفاخِر بِهِ بل تُفاخِر بِما تفعلَهُ مُختاراً بِإرادتُك الحُرة وإن كان بِهِ مشقة ورِياضة وهي صِفة لازِمة لأي فِعل تكليفي وهذا الجُهد مردهُ الجنة < أَمْ حَسِبْتُم أَن تَدْخُلوا الجَنَّةَ ولَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذين جاهَدوا مِنكُم ويَعْلَمَ الصَّابِرين > آل عِمران (142) ... فلِماذا تفاخرت الملائِكة الكِرام وأعدت < ... وَنَحنُ نُسبِحُ بِحَمدِكَ ونُقَدِسُ لَكَ > إنجاز؟ كأنهُم رُضوان الله علَيهِم يقولون هل نحنُ قصرنا في التسبيح والتقديس لك يا ربُ حتى تخلِق خليفة في الأرض ... إذن الأمر تكليف ... والتكليف مشقة ... والمشقة وقتِية تهون بِالمِنحة الأبدِية ... أبدِية الجنة والنار ، فهُم ومَوعودون مِثلُنا بِأحدِهِما ... فقد قال إبليس لعنة الله علَيهِ < ... أنظِرني إلى يَومِ يُبعثون > الأعراف (14) ... أي حاسِبني بِيَوم القِيامة ويَوم القِيامة يَوم الجنةِ والنار ... فقال لهُ الله تعالى < ... أُخرُج مِنها مذءُوماً مَدحوراً لَّمَن تَبِعكَ مِنهُم لأَملأَنَّ جَهَنَّم مِنكُم أَجْمَعينَ > الأعراف (18)

كان تعَيين مكان الخليفة المُزمع تخليفِهِ – في الأرض - هو محل الإستِهجان والتعجُب < أُتَجْعَلُ فيها > ... فلِماذا لم يتوقعوا أن يُخلِفهُم الله هُم في الأرض ... كانوا يدرِكون أن الأرض قد هُيأت لِمخلوقات غَيرِهِم ، مخلوقات ذات صِفات مُعَينة ... إحتِياجات خاصة وبيئة مُعَينة < جَعَلَ فيها رواسي مِن فَوقِها وباركَ فيها وقَدَّرَ فيها أَقْواتَها > فُصلَت (12) ... إلخ مِن ما سُخِر لِخِدمة الخلق الجديد.

( بداية تكوين المنظومة الشمسية solar system منذ 4.6 بليون سنة كسحابة غازية دوارة. ومع الوقت بردت السحابة وتجمعت معا لتكون أجساما كبيرة مكونة الكواكب الأولية وما تبقي من مواد تكونت المذنبات والأجسام الفضائية التي تتجول في صمت بين المجموعة الشمسية. وبالصدفة بعد 100 مليون سنة سخنت كرة الغاز وسط السحابة بشدة وانفجرت إنفجارا نوويا شديدا لتتولد الشمس كنجم أشبه بأي نجم له سيرة حياة نهايتها الموت. وتعتبر الشمس نجم من بلايين بلايين النجوم في الكون ) [ما جاء بِاللَون الأزرق نص منقول].

وخلق الله تعالى مخلوقات كثيرة جِداً قبل تخليف الإنسان بِالأرض ... جهز سُبحانهُ البيئة المُلائِمة لِعَيش الإنسان ... بِمخلوقات جديدة ذات أسماء جديدة وهذِهِ المخلوقات الجديدة عِند خلقِها لم تكُن تُشكِل تهديد لِلملائِكة الكِرام لِذا لم تستعجِب أو تستهجِن مِن خلقِها ... فأنها - أي المخلوقات الجديدة التي كانت قبل خلق الإنسان - غَير مُكلفة.
( الحشرات من أول الحيوانات التي ظهرت فوق الأرض منذ 435 مليون سنة وكانت أول حيـوان طائر ظهر قبل الديناصورات الطائرة التي ظهرت منذ 204 مليون سنة. فظهرت قبل الطيور والوطاويط بمدة طويلة. والحشرات ساعدت النباتات الزهرية لتعيش وتستمر عن طريق القيام بعملية تلقيحها. ولقد ظهرت الحشرات علي الأرض منذ 400 مليون سنة ) [ما جاء بِاللَون الأزرق نص منقول].

وكانت الملائِكة الكِرام تدرِك بِسابِق معرِفتهِم بِمخلوقات الأرض المُكلفة أن مِن صِفتِها < يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > ...

وهذا الخليفة لا يخلِف الله تعالى بِالأرض ، فالخليفة لابُد أن تكون لدَيهِ صِفات المُستخلِف جل وعلا أن يكون لهُ كفواً أحد ... إنهُ خليفة لِمن سبقهُ بِالأرض ، وإلا كَيف علِمت الملائِكة الكِرام بِأن هذا الخليفة سيسفُك الدِماء < أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > ... فأنت إنما تستخلِف كُفؤك ... ولا كفؤ لله عز وجل ... وإنما إستِخلاف الإنسان إستِخلاف مَن سبقهُ بِالأرض وكان < ... يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ >
فأراد الله تعالى أن يريهِم قُدرتِهِ في خليفتِهِ الجديد < وعَلَّمَ آدَمَ الأسماءِ كُلَّها > وعجزِهِم مِن إدراك الحِكمة < أَنبِئوني بِأَسماءِ هؤلاء إِن كُنتُم صادِقين > ... لِماذا لم تُنْبِئ الملائِكة الكِرام < ... بِأَسماءِ هؤلاء ... >؟

هل الملائِكة الكِرام نسوا مُسميات مَن كان بِالأرض؟ ... نسوا مُسميات أشياءِهِ ولم ينسوا فسادِهِ وسفكِهِ لِلدِماء! لم ينسوا .. فقط كانت أشياء الخليفة الجديد جديدة علَيهِم لأنها أصبحت < كُلَّها > ... وقَولِهِ تعالى < ... إِن كُنتُم صادِقين > ... إن كُنتُم صادِقين في أن الخليفة سـ< يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > ... أعجزهُم الله تعالى ... لم يعرِفوا < ... أَسماءِ هؤلاء > فأعترفوا بِعجزِهِم < ... سُبحانَكَ لاَ عِلْمَ لَنا إلاَّ ما عَلَّمتَنا ... > ... فقال سُبحانهُ لآدَمُ < ... أَنبِئهُم بِأَسمائِهُم ... >.​
 
adam bahar
كيف حالك؟ علك طَيِب ...

شُكرًا على مُرورك الكريم... وممنون على مُتابعتك

إحْتِراماتي ،،،​
 
adam bahar

5/ قَول الملائِكة < أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ > يدُل على أن هُناك خلق قد خُلِفوا سابِقاً بِالأرض وفسدوا وسفكوا الدِماء.​


الفاضل عزام ازيك ..
كل عام و انت بخير و السودان بخير ..
__________
قرأت هذه الخواطر بتمعن فاعجبني اسلوبك في بساطته الجميلة ... !!

لفت نظري الجزئية اعلاه ... !!
نفهم منها ان هنالك مخلوقات اخري عمّرت الارض قبل بدء البشرية بنزول سيدنا آدم
و امنا حواء عليهما السلام من الجنة كما هو معلوم .. !!
تري ما كانت تلك المخلوقات غير البشرية ؟!! أهناك ثمة اجابة ما لهذا السؤال .. ؟!!

و سوف اتابع معك البقية ..
تقديري ..
 
معروف أوشي ...
كيف حالك؟ علك طَيِب​

نفهم منها ان هنالك مخلوقات اخري عمّرت الارض قبل بدء البشرية بنزول سيدنا آدم
و امنا حواء عليهما السلام من الجنة كما هو معلوم .. !!

أزعم أن الأرض كان بها "مخلوقات عاقِلة" وعله ذلِك قَول الملائِكةِ الكِرام < ... أُتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِماءَ ... > البقرة 30 وهي معلومات لا تتسنى لهم، فهذا غَيب، ولكِن علموا بِسابِق خبرتهم أن الذين يُخْلفون بالأرض، يفْسِدون وكانوا لِلدِماء سافِكين. وأيضًا إذا علِمنا أن عُمر الأرض أكثر مِن 300 مِليون سنة وأن عُمر أبينا آدم علَيهِ السلام، لا يتعدى الـ10 مِليون سنة، هل يُعْقل أن تكون الأرض غَير عاقِلة طُوال هذِهِ الملايين؟ وما حِكمة هذا، إذا كانت الأرض أساسًا قد هُيِأت لِسكن عابِد عاقِل، وعِله خلقِهِ < ... إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ > الذارِيات 56 كُل هذِهِ الإشارات تدُل على أن هُناك خلق سبق آدم علَيهِ السلام.​
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تري ما كانت تلك المخلوقات غير البشرية ؟!! أهناك ثمة اجابة ما لهذا السؤال .. ؟!!

الذي تدُل علَيهِ الشواهِد أن الذي سبق آدم علَيهِ السلام، بِالضرورة مخلوق عاقِل، فإن الله يُعبد حق عِبادة بالإفْهام ولَيس بِالإرْغام، فكل الأشياء تعبُد الله رغم أنفِها، إلا الجِن والإنس، فإنهُما يعْبُدانهُ جل وعلا بِالعقل < وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ... > الكهف 29

كما تدل مُكَوِنات الأرض، مِن أوكْسِجين وماء، وشجر وحجر، تدُل أن السابِقين لآدم علَيهِ السلام، يأكُلون ويشربون ويتناسلون فيما بعضهِم البعض، ولهم خصائِص إبن آدم مِن طمع أدى إلى الفساد وسفك الدِماء، وأنهُم كانوا بأحجام وقُوى كبيرة، وكانوا منهُم يعبِدون الله وآخرون كفروا بِهِ، فقط الذي لا نعلمهُ أشكالهُم التي بها يمشون.

إحْتِراماتي ،،،​
 
[4]

عرش بلقيس

< ... فقال أَحَطتُ بِما لم تُحِط بِهِ وجِئتُكَ مِن سَبَإِ بِنَبإ يَقينٍ > النمل 22

< إني وَجَدتُ امرَأَةً تَملِكُهُم وأُتيت مِن كُل شَئٍ ولها عَرشٌ عَظيمٌ ... > النمل 23

< قال يا أيُها الملأ أَيُكُم يَأَتيني بِعرشِها قَبل أَن يأَتوني مُسلِمين > النمل 38

< ... قال أنا أتيكَ بِهِ قَبل أَن يرتدَّ إلَيكَ طَرفُكَ ... > النمل 40

التعقيب :

1- الآية الأولى الكريمة < أَحَطتُ بِما لم تُحِط بِهِ > تُوضِح محدودِية إحاطة سَيدُنا سُلَيمان علَيهِ السلام بِالرغم مِما أعطاه الله تعالى < قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ > ص 35 فقد أفادهُ الهُدهُد بِأنهُ قد أحاط ما لم يحِط بِهِ.

2- الآية الثانِية الكريمة < وأُتيت مِن كُل شَئٍ > فبِالرغم مِن أن سيدُنا سُلَيمان علَيهِ السلام قد سُخر لهُ الجِن والريح وكان يملُك ما لم يملُكهُ قبلِهِ ولا بعدِهِ أحدٌ مِن العالمين ... بِالرغم مِن ذلِك قال الهُدهُد < وأُتيت مِن كُل شَئٍ > ولم يستهجِن مِنهُ سيِدُنا سُلَيمان ... وهذا يدعونا لِلرِجوع إلى النِسبِية فـ< كُل شَئٍ > التي لدي ملِكة سبأ لا تدخُل تحت < مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ مِن بعدي > ص 35 كما يُلاحظ أن سَيِدُنا سُلَيمان قال < ... لأحدٍ مِن بعدي > وبلقيس كان عصرِها مُتزامِن مع عصرِهِ، ولَيس بعدِهِ

3- الآية الثالِثة < قال يا أيُها الملأ أَيُكُم يَأَتيني بِعرشِها ... > نفهم طلب سيِدُنا سُلَيمان علَيهِ السلام أن يأتوه بِعرشِها لِيُريها قُدرتِهِ ، ولكن لِما طلب وتخَير الأسرع في إحضار العرش؟

ستأتي بِلقيس ملِكة سبأ مِن اليمن وهو علَيهِ السلام بالشام وتستغرِق الرِحلة العادِية مِن اليمن إلى الشام شِهور دع عنك رِحلة المِلوك التي يإن الطريق بِثِقَل أحمالِهِم ، فهي تستغرِق شِهور مُضاعفة ( كانت رِحلة قُرَيش بِالشِتاء إلى الشام وبِالصَيف إلى اليمن ) ...

فلِما العجلةِ إذن؟
هل سيظل العرش عِندهُ علَيهِ السلام طوال فِترة الشِهور التي ستستغرِقُها ملِكة سبأ حتى تصل إلَيهِ؟
وما هي الحِكمة مِن ذلِك؟


أزعُم، أن بِلقيس ملِكة سبأ والتي < وأُتيت مِن كُل شَئٍ > ستأتي على بُساطِ الريح في لحظات أو دقائِق أو ساعات على أكثر تقدير ، كما كان يتنقل سيِدُنا سُلَيمان علَيهِ السلام في مملكتِهِ على بِساط الريح .​
 
التعديل الأخير:
[
]

[5]

وفد بِلقيس

قال الله تعالى شأنهُ في مُحكم تنزيلِهِ < ارجِع إلَيهِم فَلَنَأتِيَنَّهُم بِجُنودٍ لاَّ قِبَل لَهُم بِها ولِنُخرِجُنَّهُم مِنها أَذِلةً وَهُم صاغِرون> النمل 37

قال الإمام السِيوطي في تفسير الآية أعلاه : هذا خِطاب مِن سيُدنا سُلَيمان لِرئيس وفد بِلقيس.

التعْقيب :
- أزعم أن الخِطاب كان مِن سيُدنا سُلَيمان لِلهُدهُد ولَيس لرئيس وفد بِلْقيس، فقَولِهِ علَيهِ السلام < ارجِع إلَيهِم ... > تُفيد طلب العَودة الثانِية ... الأولى عِندما طلب سيِدُنا سُلَيمان مِن الهُدهُد أن يُلقي على قَوم بِلقيس كِتابِهِ < اذهَب بِكِتابي هذا فَأَلقِه إلَيهِم ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُم فانظُر ماذا يَرجِعونَ > النمل 28

- إذا كان الكلام لِرئيس وفد الملِكة بِلقيس .. لقال سيُدنا سُلَيمان لِرئيس وفد بِلقيس، الذي هو مِن قَوم الملِكة بِلقيس [ فَلَنَأتِيَنَّـكُـم بِجِنود لا قِبل لكُم بِها ولِنُخرِجُنَّـكُـم مِنها أذِلةٌ وَأنتُم صاغِرون ].​
 
عزام
علك طيب

قلت لي فكر ...

يا ولد يا بتاع الفكر إنت

أنصحك لوجه الله تعالى أن تترجل عن صهوة حمارك الأرعن
وأن تُسند رُكبتيك مع طلبة العلم
وأن تأخذ العلم من مصادره
ودع عنك هذا التعالم فهذه العلوم لها رجال
وقبل كل شئ عليك مراجعة الأخطاء النحوية .

وإن عدتم عدنا
 
عبدالمنعم فتحي
كيف حالك؟ علك طَيِب

أنا لاقيك وين يا أخي.. الناصِح بِقى أندر مِن الكِبريت الأحمر.. أنصحني وأرشِدني وضع يدك على مَوضِع الخطأ فيما كتبتهُ أعلاه، فإني أواب. أنا ما طرحت ما كتبت إلا لأُناقش وأتحاور مع الآخر، فإذا علِمت مِنك الصحيح بِسند ومتن، تراجعت وكفرت بِخاطِرتي الأولى وأعلنت ذلِك، هكذا يتعلم الناس، أرِني أين أخطائي فيما جال بِخاطِري وكتبتهُ (أعلاه) وضع يدُك على أخطائي النحَوِية وصحِهُها، وكتر خيرك مُقدمًا.

بس لو في إمكانِية يعني، تعفيني مِن السِباب أكون شاكِر، فإن الساحة التي نجول فيها أقدس مِن أن تشتُمُني.. فإن الشُتم لِلقَوم العواوير..​

صهوة حمارك الأرعن
ودع عنك هذا التعالم

ومِن قبل (الروابِط أدناه):​
بحرٌ خِضم لا أحسبك تُحسن السباحة
ليتك قرأت شيئاً في هذا الصدد قبل أن تُشَرِّق وتُغَرِّب بغير علم
إذا كان الغراب دليل قوم
ما تقوم به أنت من تفيهق
و قول بغير علم
و المصيبة أنك تُسمي هذا الهُراء فكراً

http://www.alrakoba.net/vb/t24339.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثامناً : هذه البذاءات و الألفاظ الساقطة لا تُشبه إلا قائلها و لا أرد عليها لأني لا أرد على قلة الأدب .
http://www.alrakoba.net/vb/t23904.html


ولا تهمِل ما قد بدأناه -أخي- في الروابِط أعلاه، هُناك أسئِلة ووعد بِالنِقاش.​
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت لي فكر ...
يا ولد يا بتاع الفكر إنت
و المصيبة أنك تُسمي هذا الهُراء فكراً

مُمكِن تجيب لينا بإقْتِباس وين أنا سميت البكتببو هِنا ده < فِكْر > ؟​

ولا تهمِل ما قد بدأناه -أخي- في الروابِط أعلاه، هُناك أسئِلة ووعد بِالنِقاش.

إحِتِراماتي ،،،​
 

[6]

حج البَيت الحرام

قال الله تعالى < يسألونَكَ عَنِ الأَهِلةِ قُل هِي مواقيت لِلناس والحَجِ ... > البقرة 189

وقال تعالى < الحج أشهُر معلومات فَمَن فَرَضَ فيهِنَ الحَجَّ ... > البقرة 197

عن إبن عباس رضي الله عنهُ الله عنهُما ، قال / كانت عُكاظ ومِجنَّةُ ، وذو المَجازِ أسواقاً في الجاهِلِية ، فتأَثموا أن يتجِروا في مواسِمِ ، فنزلت : < لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغوا فَضْلاً مِن رَبِّكُمْ > البقرة 198 وقرأها إبن عباس < لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغوا فَضْلاً مِن رَبِّكُمْ في مواسِمِ الحَجِّ > بِزِيادة ( في مواسِمِ الحَجِّ ) رواهُ البُخاري / صفحة 367 رِياض الصالِحين / الطبعة الثانِية 1997م
والأئِمة الأربعة (المالِكي وأبي حنيفة وأحمد بِن حنبل والشافعي) جعلوا الوقوف بِعرفة بِاليَوم التاسِع مِن ذي الحجة شرط لِصحة الحج كُلِهِ. وهو المعمول بِهِ اليَوم.

التعقيب :

إن الدين الإسـلامي الحنيـف ، هو دين الحــق لا ريب فيهِ ... وهذا العام (2010م) حـج بَيت الله الحرام ما يربو على [2] مليون حاج ... ولأنهُ دين الحق ... سيعلو ... وبعد [10] سنوات أو [20] سنة أو حتى [100] سنة سيرغب في الحج أضعاف مُضاعفة ... ومهما قام القائِمين على الحج مِن توسيعات في الحرم وبقِية أعمال المناسِك ، لن يفلحوا بِكِفاية الحجيج ... حتى لو أزالوا كُل المباني وجعلوا جبلي مكة أسوار لِلطواف ، فلن يفلِحوا ... فطالما أن الله يقول < الحج أشهُر ... > و < أشهُر > جمع شهر يعني أكثر مِن شهرَين ... وإتفق كُل المُفسِرين والفُقهاء ( رغماً ) أنها [4] أشهُر ... وحددها الله تعالى بِقَولِهِ < ... معلومات ... > أي معروفات ، مُحددات ... إذن يكون لدَينا ما يقرُب مِن [116] يَوم هي أشهُر الحج ...

ولكِن إشترط الأئِمة الأربعة رُضوان الله علَيهِم ، الوقوف بِعرفة يَوم 9 ذو الحجة كشرط لِصِحة الحج ... وقالوا بِأن الرسول (ص) فعل ذلِك ...

- نعم نفعل نحنُ أيضاً ذلِك إسوةً بِالرسول (ص) ولكِن من الذي جعل يَوم 9 ذو الحجة شرط لِصِحة الحج ؟- قالوا حديث ( الحج عرفة ) إشترط ذلِك لِصِحة الحج.

- إذا سلمنا بِصِحة الحديث ، نعود ونسأل هل نص الحديث أن لابُد مِن الوقوف بِعرفة بِيَوم 9 ذو الحجة ؟

لا ... لم يشترِط لِلوقوف بِعرفة يَوماً بِعَينِهِ ... يُفهم مِن نص الحديث أن لابُد لِلحاج مِن الوقوف بِعرفة ، ولم يُحدِد يَوماً بِعَينِهِ ، المُهِم أن يكون في وقت الحج.

لقد ضيقوا واسِع ... إن وقوف الرسول (ص) بِعرفة كان وقوف تاريخي ، ولما سعى بَين الصفا والمروة كان سعَيِهِ علَيهِ السلام سعي في وقت تاريخي وكذلِك طوافِهِ ورمي جمراتِهِ ، فلِما جعلوا وقوفِهِ بِعرفة خِلاف ذلِك ... إن الدين يُوافِق العقل دَوماً ... لِذا تجِد أن أغلب نِهايات الآيات القُرآنِية الكريمة تنتهي بــ ( أفلا يعقِلـون ) مِن العقل
( أفلا يتدبرون ) مِن التدبُر
( أفلا يفقِهون ) مِن الفِقة
( أفلا يعلمون ) مِن العِلم ... إلخ وكُلُها تحِث على التبصُر

لابُد مِن - المُخارجة – فكما إضطروا الفُقهاء أن يتداركوا تدافُع الحُجاج في رمي الجمرات والذي يتسبب في مَوتِهِم ، فأفتوا بِجواز التوكيل (أن يُوكِل الحُجاج أحدُهُم لِيرمي لهُم جمراتِهِم) ، وهذا ما لم يكُن لِيرضى بِهِ الأئِمة الأربعة رُضوان الله علَيهِم ولم يقولوا بِهِ، كذا الأمر في شأن الحج لِتجاوُز حديث ( الحج عرفة ).

وزعمي هو: أن يكون الحج أشهُر أربعة كما جاء بِنص القُرآن الكريم وقال تعالى < الحج أشهُر معلومات فَمَن فَرَضَ فيهِنَ الحَجَّ ... > البقرة 197
 

[6]

حج البَيت الحرام

قال الله تعالى < يسألونَكَ عَنِ الأَهِلةِ قُل هِي مواقيت لِلناس والحَجِ ... > البقرة 189

وقال تعالى < الحج أشهُر معلومات فَمَن فَرَضَ فيهِنَ الحَجَّ ... > البقرة 197

عن إبن عباس رضي الله عنهُ الله عنهُما ، قال / كانت عُكاظ ومِجنَّةُ ، وذو المَجازِ أسواقاً في الجاهِلِية ، فتأَثموا أن يتجِروا في مواسِمِ ، فنزلت : < لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغوا فَضْلاً مِن رَبِّكُمْ > البقرة 198 وقرأها إبن عباس < لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغوا فَضْلاً مِن رَبِّكُمْ في مواسِمِ الحَجِّ > بِزِيادة ( في مواسِمِ الحَجِّ ) رواهُ البُخاري / صفحة 367 رِياض الصالِحين / الطبعة الثانِية 1997م
والأئِمة الأربعة (المالِكي وأبي حنيفة وأحمد بِن حنبل والشافعي) جعلوا الوقوف بِعرفة بِاليَوم التاسِع مِن ذي الحجة شرط لِصحة الحج كُلِهِ. وهو المعمول بِهِ اليَوم.

التعقيب :

إن الدين الإسـلامي الحنيـف ، هو دين الحــق لا ريب فيهِ ... وهذا العام (2010م) حـج بَيت الله الحرام ما يربو على [2] مليون حاج ... ولأنهُ دين الحق ... سيعلو ... وبعد [10] سنوات أو [20] سنة أو حتى [100] سنة سيرغب في الحج أضعاف مُضاعفة ... ومهما قام القائِمين على الحج مِن توسيعات في الحرم وبقِية أعمال المناسِك ، لن يفلحوا بِكِفاية الحجيج ... حتى لو أزالوا كُل المباني وجعلوا جبلي مكة أسوار لِلطواف ، فلن يفلِحوا ... فطالما أن الله يقول < الحج أشهُر ... > و < أشهُر > جمع شهر يعني أكثر مِن شهرَين ... وإتفق كُل المُفسِرين والفُقهاء ( رغماً ) أنها [4] أشهُر ... وحددها الله تعالى بِقَولِهِ < ... معلومات ... > أي معروفات ، مُحددات ... إذن يكون لدَينا ما يقرُب مِن [116] يَوم هي أشهُر الحج ...

ولكِن إشترط الأئِمة الأربعة رُضوان الله علَيهِم ، الوقوف بِعرفة يَوم 9 ذو الحجة كشرط لِصِحة الحج ... وقالوا بِأن الرسول (ص) فعل ذلِك ...

- نعم نفعل نحنُ أيضاً ذلِك إسوةً بِالرسول (ص) ولكِن من الذي جعل يَوم 9 ذو الحجة شرط لِصِحة الحج ؟- قالوا حديث ( الحج عرفة ) إشترط ذلِك لِصِحة الحج.

- إذا سلمنا بِصِحة الحديث ، نعود ونسأل هل نص الحديث أن لابُد مِن الوقوف بِعرفة بِيَوم 9 ذو الحجة ؟

لا ... لم يشترِط لِلوقوف بِعرفة يَوماً بِعَينِهِ ... يُفهم مِن نص الحديث أن لابُد لِلحاج مِن الوقوف بِعرفة ، ولم يُحدِد يَوماً بِعَينِهِ ، المُهِم أن يكون في وقت الحج.

لقد ضيقوا واسِع ... إن وقوف الرسول (ص) بِعرفة كان وقوف تاريخي ، ولما سعى بَين الصفا والمروة كان سعَيِهِ علَيهِ السلام سعي في وقت تاريخي وكذلِك طوافِهِ ورمي جمراتِهِ ، فلِما جعلوا وقوفِهِ بِعرفة خِلاف ذلِك ... إن الدين يُوافِق العقل دَوماً ... لِذا تجِد أن أغلب نِهايات الآيات القُرآنِية الكريمة تنتهي بــ ( أفلا يعقِلـون ) مِن العقل
( أفلا يتدبرون ) مِن التدبُر
( أفلا يفقِهون ) مِن الفِقة
( أفلا يعلمون ) مِن العِلم ... إلخ وكُلُها تحِث على التبصُر

لابُد مِن - المُخارجة – فكما إضطروا الفُقهاء أن يتداركوا تدافُع الحُجاج في رمي الجمرات والذي يتسبب في مَوتِهِم ، فأفتوا بِجواز التوكيل (أن يُوكِل الحُجاج أحدُهُم لِيرمي لهُم جمراتِهِم) ، وهذا ما لم يكُن لِيرضى بِهِ الأئِمة الأربعة رُضوان الله علَيهِم ولم يقولوا بِهِ، كذا الأمر في شأن الحج لِتجاوُز حديث ( الحج عرفة ).

وزعمي هو: أن يكون الحج أشهُر أربعة كما جاء بِنص القُرآن الكريم وقال تعالى < الحج أشهُر معلومات فَمَن فَرَضَ فيهِنَ الحَجَّ ... > البقرة 197


الأخ عزام

تحية طيبة

سيكون حديثى من ثلاثة محاور رئيسة الأول قول الله تعالى فى وصفه للنبى صلى الله عليه وسلم ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ)

إنّ هذه الآية تبين أن كلما ينطق به النبى صلى الله عليه وسلم حق وهنا تأتى أهمية السنة التى لولاها لأستشكل فهم القرآن وفسر كل مسلم القرآن بما يروق له لذلك كانت السنة ضابطة لفهم آيات القرآن ثم أن معظم الآيات نزلت فى مواقف معينة لا بد من الإحاطة بها حتى يكون الفهم دقيقاً .. إذاً نحن هنا نتحدث عن أحداث تاريخية مهمة والذى جعلها كذلك ألله سبحانه وتعالى لأنها تمثل كلام الله ومن هنا نستطيع أن نقول إنّ الله أوحى للنبى صلى الله عليه وسلم بالقرآن وبغير القرآن (السنة) وهذا ما فهمناه من الآية أعلاه لا ينطق عن الهوى أى كل حديثه صحيح و بناءاً على هذا الكلام تبقى لنا التأكد من صحة الأحاديث والحديث علم متوارث دققه علماء ثقات لم يتركوا شاردة ولا واردة إلا وأعطوها حقها ومستحقها حتى خرجوا لنا بالصحيحين البخارى ومسلم ونخلص إلى نتيجة مهمة وهى أن القرآن نقل بالتواتر كما السنة فإذا طعنا فى السنة طعنا فى القرآن لأن كليهما وصلنا بنفس الكيفية.

نقتبس هذا الجزء للتعريف بالسنة:

أرسل الله سبحانه و تعالى محمداً نبيًّا ورسولا للعالمين وأوحى إليه بالقرآن الكريم الذى هو كلام الله تعالى وفسَّره رسول الله أقواله وأفعاله وتقريره لِمَا كان يحدث حوله فى عصره وتكوَّن من كل ذلك ما عُرِفَ بالسنة المشرفة

فالسنة هى مجموعة أقوال النبى وأفعاله وتقريراته ويعتقد المسلمون أن النبىَّ باعتباره نبيًّا معصومٌ من الخطإ وأن كل ما صدر منه من أقوال أو أفعال أو تقريرات حق يجب اتباعُه ومن أجل ذلك اهتمَّ الصحابة بنقل القرآن الكريم اهتماما بالغا باعتباره المصدر الأول للتشريع كما اهتموا بنقل سنة النبى واهتمت الأمة بعدهم بذلك النقل حتى أنشأوا علوما خاصة بتوثيق النص القرآنى كتابة وقراءة كعلم القراءات ورسم المصحف والتجويد وأنشأوا علوما أخرى لتوثيق النص النبوى كعلم الجرح والتعديل وعلم الرجال وأنشأوا ثالثة لفهم القرآن والسنة كعلوم التفسير والفقه وأصوله وأنشأوا علوما خادمة كالنحو والصرف والعَروض .



ما هو الحديث الصحيح:

يقول العلماء : هو الحديث المسند المتصل برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قارحة.

والمراد من "المسند" : أن يكون منسوبًا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)،
ومعنى "المتصل" : أن يكون كل راوٍ من رواته قد تلقاه من شيخه،
والمراد من "العدل": المسلم البالغ العاقل السالم من أسباب الفسق وخوارم المروءة.
أما "الضابط" فيراد به: أن يكون الراوي متقناً لروايته، فإن كان يروي معتمدًا على ذاكرته لا بد أن يكون حفظه قويًا، وإن كان يروي معتمدًا على كتابه، فلا بد أن يكون كتابه متقنًا وأن تكون قراءته منه سليمة، وأن يعرف عنه محافظته على كتبه.

فإذا توفرت العدالة في راوٍ وصف بأنه "ثقة".

وحتى يكون الحديث صحيحًا لا بد أن تتوفر صفتا العدالة والضبط في كل راوٍ من رواته من بداية الإسناد إلى نهايته. والمراد من "الشذوذ": مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه. أما "العلة" فهي السبب الخفي الذي يقدح في صحة الحديث، مع أن ظاهر الحديث السلامة من مظاهر الضعف. وغالبًا ما تعرف "العلة" بجمع الأسانيد التي رُوي بها الحديث الواحد، وبمقابلة بعضها ببعض لاكتشاف ما وقع فيه بعض الرواة من أخطاء مع كونهم ثقات. وقد تعرف "العلة"، بتصريح من العالم الناقد الخبير بوجود غلط في حديث ما، ولا يبدي أسباب هذا الغلط ويكون تصريحه مبنيًا على المعرفة الواسعة في هذا العلم والخبرة الطويلة في جمع الأحاديث والملكة القوية في معرفة المتون واختلاف ألفاظها، وإلمام كبير بأحوال الرواة.

ويلاحظ أن مدار صفات الحديث الصحيح على ثلاثة أمور:

أحدها: اتصال السند.

ثانيها: توثيق الرواة.

ثالثها: عدم المخالفة.

فإذا رُوي حديث بإسناد متصل، وكان جميع رواته ثقات، ولم يكن مخالفاً لأحاديث أقوى منه، وصفه العلماء بالحديث الصحيح. ويسميه بعضهم "الصحيح لذاته".

والأحاديث الصحيحة متفاوتة في قوتها، تبعاً لقوة رجالها، ويطلق على أقواها اسم "سلاسل الذهب".

والحديث الصحيح يحتج به العلماء ويعتمدون عليه في إثبات الأحكام، والعقائد وجميع أمور الشريعة.




ثم نستعرض بعض الآيات التى تأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ونسأل أسئلة:

قال تعالى( وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا) ﴿النساء: ٦٩﴾

كيف تتحقق طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بإهمال السنة والإعراض عن إحاديثه؟


قال تعالى ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) ﴿النساء: ٨٠﴾

كيف نحقق طاعة الرسول المبلغة لطاعة الله ونحن نطعن فى صحة أحاديثه الواردة إلينا بنفس الطريقة التى ورد بها القرآن؟


قال تعالى( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) ﴿النساء: ٨٣﴾

هذه الآية تأمر برد الأمر للرسول فكيف نفعل ذلك فى عصرنا هذا؟


قال تعالى ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) ﴿النساء: ١١٥﴾

إن هذه الآية توضح أن المؤمنون سلكوا سبيل الرشاد عن طريق هداية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ومن يخالفهم فى ذلك بعد هذا البيان فإنه موعود بسوء المصير كيف ترى ذلك؟



قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) ﴿النساء: ١٧٠﴾

هذه الآية تؤكد لنا أن الرسول قد جاءنا بالحق من عند الله(قرآن وسنة) والله يقول ذلك فى محكم التنزيل ويأمرنا الإيمان بذلك وعدم الكفر به ويذكرنا بقوته وقدرته نرجو أن تعرض لنا موقف القرآنيين فى هذه الآية ومدى فهمهم لها؟


ويقول جل وعلا ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )

ويقول (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) ﴿٥٣﴾

يتضح من خلال هذه الآيات أن المرجعين الأساسيين هما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد أمرنا الله تعالى أن نرد ما نتنازع فيه إليهما فكيف تعمل إذا ما إستشكل عليك شي فى القرآن هل تبحث فى السنة أم ماذا تفعل؟


ما معنى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم" [رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/125) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ورواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/943) بلفظ: "لتأخذوا مناسككم.." من حديث جابر رضي الله عنه.]؟ وما هي صفة حجة الوداع للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟

يقول العلماء معناه وجوب اقتداء الحاج بالنبي صلى الله عليه وسلم في أعمال الحج بأن يتعلم أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم التي فعلها في الحج وأقواله، ويقتدي به في ذلك، يعني تعلموا مني أحكام حجكم وعمرتكم فافعلوا مثل ما أفعل، وهذا خطاب لمن كان معه، ولمن يأتي بعده إلى يوم القيامة، فيجب على كل حاج أو معتمر أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في أداء المناسك، من كان معه من الصحابة فإنهم يشاهدونه ويرونه عليه الصلاة والسلام ويتابعونه، ومن يأتي بعده فإنه يعمل بالأحاديث الصحيحة الواردة في حجة النبي صلى الله عليه وسلم يتعلمها ويعمل على موجبها، وإن كان لا يستطيع ذلك فإنه يسأل أهل العلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ليخبروه وليبينوا له، هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم" [رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/125) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ورواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/943) بلفظ: "لتأخذوا مناسككم.." من حديث جابر رضي الله عنه.]، فهذا دليل على أن أعمال الحج توقيفية كسائر أنواع العبادة، فإنها توقيفية لا يقدم على شيء منها إلا إذا ثبت في الكتاب والسنة أنه مشروع، وأنه عبادة.
أما صفة حجة الوداع فوصفها يطول، ولكن على القارئ أن يراجع الأحاديث التي وردت في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعظمها حديث جابر الحديث المشهور الطويل الذي وصف فيه حجة النبي صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها [انظر "صحيح الإمام مسلم" (2/886-892).].


 
التعديل الأخير:
أعلى أسفل