البعد الثالث للظل

عبد الناصر ميرغني

:: كاتب نشـــط::
البعد الثالث للظل

الوتر الشارد يضرب في البعد
ويشكو في حزن..
أو يأس
ثم يروح
يلعب لعبته
يتخفى في أثواب الريح
طفلا مأخوذا
بالهرم الشاهق للدنيا
ويخبئ في صدر الأم الحاني
وجها ككتاب مفتوح
والضوء المكتوم يرن بصمت
وينوح
ويحلم بالخفقان
بنفي البرد إلى أصقاع الدنيا
يحلم بالدفء المفتوح
والورق المصقول سؤال
يحلم بالألوان
وبالغزل المجنون
والفرشاة
بِدَل تتمنع..ثم تلين
والنصل البراد ثعبان
يتمطى نشوان على طرف الطاولة
ويحلم
بالدفء الآتي من نبض القلب
وأعلم
أنك حين تغيبين
سيتسع العالم كالصمت المذهول
وينداح
ليأكل كل الأشياء
وأعلم أنك نجم مهووس
بالدوران على أطراف أصابعه
حول الدنيا
لا يستنشق من نفس الوردة
إلا مرة..
وأذكر
أنك يوما قلت:
-حدائقكم معتقل الورد
-وملعبه المرج-هنالك-
-حيث الريح دفاترها بملايين الصفحات
-أذونا لمواعيد العشق المجنون
وأعلم أني حين نشلتك
من إغماء الدوران
غسلتك في كل مياه الأرض
وضمختك بالعطر
وبالقبلات
ولكن العراف المجنونْ
كان يصيح بأن دواءك في الطين
كان يصيح
-اغرس بذرتك العطشى في الطين..
لكني غطيتك بالنور
وبالقبلات
عرفت بأنك سوف تعودين
-يوما ما-
نجما مهووسا
بالدوران على أطراف أصابعه
حول الدنيا
وتغيبين..
النصل البارد ثعبان
يتلوى نشوان على طرف الطاولة
ويحلم
بالدف الآتي من نبض القلب
والفرشاة
قليلا تتمنع ..
ثم تلين
وتدور كطير سكران
على كل ملامحك الشاهقة الحسن
وترقص في نزق
وجنون
يتغطى كل الأبيض
بالغابات البكر
وبالأطفال
وبالألحان البضة
بالأقمار النشوانة
بالأشعار
وسحر مواعيد العشاق
وتبقى..!!
دائرة بيضاء وخاوية
كذهول المولود
تماما عند القلب
تتمنع عنها الفرشاة
وترتد
كراقصة سكرى بالنشوة
تنثال
تدور
على حافة فوهة البركان..
وينفلت الوتر الشارد
يضرب في نزق..وجنون
يحتد
ويرتجف الثعبان من البرد
من الحمى..
يحضرني العراف
بصوت حاد مبحوح
-اسقيه حمرة ذاك النبض الدافئ
-كي يحيى
-ارويه النبض الدافئ
-كي يحيى
تتصلب في كفي الفرشاة
وترتجف
كتمثال عملاق يعبث في قدميه الزلزال
ويظل يحوم
صدى صرخات العراف
ورائحة الطين المتساقط من جبته
ممزوجا بالدمْ
يتحفز في حافته الثعبان
ككلب ينتظر إشارة صاحبه
في قلق ويئن
....وحين نظرت إليه
بعين كبحيرة طين ماتت فيها الأسماك
انطلق كصاعقة
وانغرز كرمح مسكون بالحقد..
وفي حين مضى يروي رعشته
من دفء القلب..ويسكن
كانت قطرات تتساقط
فوق الدائرة البيضاء
وترسم..
ترسم قلبا
يأخذ من إيقاع اللحن الشارد نبضا
تنبض كل اللوحة..تنبض
تنهض
نجما مهووسا
بالدوران على أطراف أصابعه
حول الدنيا..
 
التعديل الأخير:
اكبر خطأ ارتكبته انني لم اربط حزام الامان حين اعتليت على مركبة شعرك التي انطلقت بسرعة لو سمع بها انيشتاين لغير من قانون الطاقة الذي الفه
يالها من رحلة سريعة جدا في عالم يتكون من مجاهيل كثيرة واحساس واحد هو الذي يقود الى حلها جميعا
المرة الجاية ما حاخاطر حاربط الحزام
 
طوال قرائتنا لحروفك كانت ومضات مشاعرنا تتراقص وهي على اطراف اصابعها وتدور
ووقفت انا اتأمل في الدرر المنثور
تتشابك في شغف وسرور
وتعربد بين نسيج احاسيسي الولهى مثل العصفور
كلمات ترقص تتلألأ
وكأن حروف قوالبها نسجت من نور
............
لقد امتعتنا اخوي عبد الناصر
فلك التحية
 
أخي المبدع أبو همام..
صدقني..لقد ربط جميع ما بمكن من أحزمة وأنا أدور حول هذه المرأة محاولا إيجاد متفذ لفك أسرار معادلتها,لعل وعسى,ولكن.........كان الانتحار فيها هو الحل الوحيد..
شكرا لك أيها المبدع على تجاوزك أبواب القصيدة دخولا إلى شرايينها..
 
أخي المبدع محمد بن عوض:
لأن لأفراد قبيلتنا شبكة عصبية ترسل على نفس التردد..فنحن دون غيرنا القادرون على المسح على جروح بعضنا وفتح أبواب العزاء..
فدعنا نتحدى نساءنا..هنَّ بخناجرهن ونحن بحروفنا..

..وأنت تمر على راياتي المهزومة
تنتعل الزغب المنتوف من الحس المرهف
تمضى
مهموما بحوافي تتكسر
عبر دروبي المسكونة بالحزن
وبالشوك
وتهمس خطواتك كي لا يصحو هذا الوجع المجنون..
أتنسم عبر مسامي
هذا النبض السامي
لكيان عملاق
هش
وحنون..
شكرا أخي المرهف..
 
اخي الكريم عبد الناصر
هل لي ان اساعدك بشيئ في امر علاقتك ؟؟هذا اذا سمحت واذا كان هناك مايمكن انقاذه
 
أخي المرهف أبو همام:
هي إجابة تنم عن الحيرة فقط فحين تنتحر في الحبيب تتلاشى ..يصبح في مسارب شرايينك مكان الدماء دروشات ابن العربي والحلاج ورابعة العدوية..ويفقد السؤال عن الحل لعذابات الروح مشروعيته..ونبقى أسرى الرضى بما يجود به الحبيب من فتات الوصال..
ولك موصول الشكر لرقتك ورهافة حسك بمكنونات غيرك..
وخالص تحياتي..
 
معليش ماحارفع منك جاز!!
انت حاليا في السودان ولا متغرب؟؟ جاوبني واطمن انشاء الله حلك موجود.. اسوأ الفروض حتكون محاولة صادقة ومعرفة خير! لاني زمان ايام الطشاش كنت من الشواكيش لافي عمامة! ونظام نتعلم من تجارب غيرنا!!
 
أخي حسين أنا حاليا بالسودان عودا من الغربة..ولو لبست أنت عمامة فقد لبسنا نحن (دبل خوذة) إن جاز التعبير..وبرضو الراس بقت همبيرقر وخليها على الله..
 
يا اخي اتفائل شوية!! لو لسة البت ما ارتبطت بس قولي عوك.. وانشاء الله يحصل خير
 
أخي المرهف أبو همام:
الموضوع بالضبط أن فعل السكون في الحب هو رابع المستحيلات إن لم يكن المستحيل الوحيد..وأنت بنفسك قلت أننا حينما نحب بعمق يأتي فعل الكتابة, والكتابة متفلتة..إذن فالناتج معادلة من مجهولين..وكما اتفقنا من الدرجة عميق جدا..وكما قلت لك يكون الانتحار في المحبوب هو الحل الوحيد..
سؤال على الهامش:
هل انتحرت في أم همام أم أنكما وجدتما شكلا هندسيا للعلاقة..؟
 
أعلى أسفل