الانسان (مسير)ام (مخير)؟

نزار عادل

:: كاتب نشـــط::
بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة علي اشرف الاعراب وآخر المرسلين محمد بن عبد الله الصادق المصدوق الامين ...وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
(قالوا ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) (قال إني اعلم مالاتعلمون) كلنا يعلم يقينا تفسير الآية السابقة
ولكن محور النقاش هنا إخوتي هو : هل كل خطوات الإنسان في حياته مبرمجة الاهيا(من الله تعالي)؟

بعض (المفسرين) ولا اظنهم بمفسرين استدلوا بالآية السابقة في حديثهم عن إذا ما كان الانسان مسير ام مخير
ولكن هل هو صحيح؟ استدلواا مثلا بأن الانسان لو مات (مقتول) فهو (قدره) مكتوب له وإن ال(قاتل) هذا قدره ان يقتل
لكي يكون سبب (القدر). !!!!!!!!
لكن إن كان القاتل هو سبب القدر (ومكتوب له ان يقتل) فلماذا نهانا الله عن القتل في قوله تعالي(ولا تقتلوا النفس التي حرم الله غلآ بالحق) وقوله تعالي:(من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا) انهم علي ما يبدو يفسرون علي هواهم (والعياذ بالله) يعني عندهم (لو اديت نفسك طلقة في الراس ومت) دا قدر مكتوب ونسوا قوله تعالي(ولا تقتلو أنفسكم) صدق الله العظيم.

إذا أحبتي فلنناقش الموضوع بعيدا عن المحظورات (والعياذ بالله) فهو فعلا يستحق
(اياكم والفتوي من قال الله ورسوله أعلم فقد افتي ) (والله أعلم)....

ولنا تبعات في الكلام إن شاء الله
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
حسب معلوماتى المتواضعة فإن الانسان مسير فى الأشياء التى تضمن حياته
كالتنفس و عمل الاجهزة الداخلية للجسد و خلافه
و مخير فى أفعاله التى يحاسب عليها و الا فلو جعل الانسان ففيم الحساب و العقاب
أراد أمير المؤمنين أن يقطع يد سارق فقال له السارق ( انما سرقت بقدر الله )
فجاراه أمير المؤمنين فى حماقته و قال له و أنا أقطع يدك بقدر الله
 
مشكورين امير القوافي وسهي ولكن يا سهي أاين الحيرة في السؤال؟ فهل ترين ان الانسان مسير في هذه الدنيا ام مخير بأرادته ولكي جزيل الشكر
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد عدد ورق الأشجار وعدد قطر الأمطار و عدد ما غرد طير و طار
الأخ الفاضل نزار عادل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وفي موازين حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم، سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه هذا السؤال و
اجاب فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز على هذا السؤال فقال رحمه الله :

يقول السائل: هناك بعض الناس يقول: إن كل الأعمال التي يعملها الإنسان هي من إرادة الله فنرجو أن توضحوا لنا: هل الإنسان مخير أم مسير؟
الجواب: هذه المسألة قد يلتبس أمرها على بعض الناس، والإنسان مخير ومسير، مخير لأن الله أعطاه إرادة اختيارية، وأعطاه مشيئة يتصرف بها في أمور دينه ودنياه، فليس مجبرا مقهورا، بل له اختيار ومشيئة وله إرادة، كما قال عز وجل: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير: 28 ، 29]، وقال تعالى: فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [المدثر: 55 ، 56]، وقال سبحانه: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ [الإسراء: 18]. فالعبد له اختيار وله إرادة وله مشيئة، لكن هذه الإرادة وهذه المشيئة لا تقع إلا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، فهو جل وعلا المصرف لعباده، والمدبر لشئونهم، فلا يستطيعون أن يشاءوا شيئا أو يريدوا شيئا إلا بعد مشيئة الله له وإرادته الكونية القدرية سبحانه وتعالى، فما يقع في العباد، وما يقع منهم كله بمشيئة من الله سابقة وقدر سابق، فالأعمال والأرزاق والآجال والحروب وانتزاع ملك، وقيام ملك، وسقوط دولة، وقيام دولة، كله بمشيئة الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران: 26] سبحانه وتعالى. والمقصود أنه جل وعلا له إرادة في عباده ومشيئة لا يتخطاها العباد، ويقال لها الإرادة الكونية والمشيئة، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ومن هذا قوله سبحانه وتعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام: 125]، وقال تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس: 82]. فالعبد له اختيار وله إرادة ولكن اختياره وإرادته تابعتان لمشيئة الله وإرادته سبحانه وتعالى، فالطاعات بقدر الله، والعبد مشكور عليها ومأجور، والمعاصي بقدر الله والعبد ملوم عليها ومأزور آثم، والحجة قائمة، فالحجة لله وحده سبحانه قال تعالى: قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [الأنعام: 149]، وقال سبحانه وتعالى: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ [الأنعام: 35]. فالله سبحانه لو شاء لهداهم جميعا ولكن له الحكمة البالغة حيث جعلهم قسمين: كافرا ومسلما، وكل شيء بإرادته سبحانه وتعالى ومشيئته فينبغي للمؤمن أن يعلم هذا جيدا، وأن يكون على بينة في دينه فهو مختار، له إرادة، وله مشيئة، يستطيع يأكل، ويشرب، ويضارب، ويتكلم، ويطيع، ويعصي، ويسافر، ويقيم، ويعطي فلانا، ويحرم فلانا، إلى غير هذا، فله مشيئة في هذا وله قدرة؛ ليس مقهورا ولا ممنوعا. ولكن هذه الأشياء التي تقع منه لا تقع إلا بعد سبق القدر من الله بها، بعد أن تسبق إرادة الله تعالى ومشيئته لهذا العمل قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [التكوير: 28 ، 29]، فهو سبحانه مسير لعباده، كما قال عز وجل: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [يونس: 22]، فهو مسير لعباده وبيده نجاتهم وسعادتهم وضلالهم وهلاكهم، وهو المصرف لعباده، يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى، يعطي من يشاء ويحرم من يشاء، يسعد من يشاء ويشقي من يشاء، لا أحد يعترض عليه سبحانه وتعالى. فينبغي لك يا عبد الله أن تكون على بصيرة في هذا الأمر، وأن تتدبر كتاب ربك، وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام، حتى تعلم هذا واضحا في الآيات والأحاديث، فالعبد مختار له مشيئة وله إرادة وفي نفس الأمر ليس له شيء من نفسه، بل هو مملوك لله عز وجل مقدور لله سبحانه وتعالى، يدبره كيف يشاء سبحانه وتعالى فمشيئة الله نافذة، وقدره السابق ماض فيه، ولا حجة له في القدر السابق، فالله يعلم أحوال عباده ولا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى، وهو المدبر لعباده والمصرف لشئونهم جل وعلا، وقد أعطاهم إرادة ومشيئة واختيارا يتصرفون به فله الحكمة البالغة والحجة الدامغة وهو الحكيم العليم.

منقول
 
افادنا الله و افادكم اخي وامد في محبتنا لرسولنا الكريم ووفقنا في عبادته هو وحده الله العلي العظيم (بارك الله فيك)
 
أعلى أسفل