اخر كلمات الشهيد عمر شعيب للميدان

بكرى سوركناب

:: كاتب نشـــط::
اخر كلمات الشهيد عمر شعيب للميدان
اسرة الشهيد : نطالب بالقصاص ونشكر لجنة الاحزاب السياسية على التضامن
الريح علي
كثيرون تعرضوا للإصابة والاعتقال والتعذيب والشهادة في سبيل الوطن خلال انتفاضة سبتمبر المجيد والقليل منهم من وجد الاهتمام والمتابعة والعلاج؛ لاسباب منها : تعفف بعض الاسر وتجاهل الحكومة لحقوق المواطنين , الميدان تابعت اوضاع الذين تعرضوا للعنف ابان هبة سبتمبر ومن ضمنهم الشهيد عمر شعيب الذى تابعت الميدان حالته وتوفى متأثرا باصابته البالغة فى الرأس رغم العناية الطبية التى وجدها بمتابعة من للجنة احزاب المعارضة ,لقد تم اعداد هذه المادة لنشرها تأخرت لاسباب فنية . للاسف ننشرها الان بعد استشهاد عمر شعيب الذى ستظل ذكراه نبراسا امام شعب السودان .
من ضمن الذين أسعفهم الحظ عمر شعيب الذي يسكن الانقاذ مربع(2) بالقرب من سوق أبوجا والذي أنقذته العناية بعد أن يئس أهله من عافيته وعن طريق لجنة التضامن التابعة لقوى الإجماع الوطني، التي تباشر أعمالها بمتابعة المصابين وأسر الشهداء والمعتقلين، تم تحويله إلى مستشفى تقى على نفقة اللجنة، عندما علمنا بالأمر ذهبت (الميدان)للمستشفى لمقابلة عمر وأهله وصادف وجودنا المرور اليومي للدكتورعبدالرحمن الزاكي الذي قام بالعملية ونسبة لإنشغال الطبيب بمتابعة الحالة تحدثنا إلى شقيق عمر (ناصر) وهو المرافق له ويعمل فني تركيب ألمونيوم وأكبر من عمر سناً تحدث إلينا قائلاً: علمنا بخبر اصابة عمر عن طريق صديقي وأخبرني بأنه بحضور عربة من قسم شرطة الأزهري ونقلت شقيقى لمستشفى بشائر وهو مصاب في الرأس وفاقد للوعي عندها أصبت بحالة من الانهيار أنا وبقية الأسرة وتحركنا إلى المستشفى؛ وعندما وصلنا وجدنا عمر في حالة يرثى لها لم يتلق الاسعاف المطلوب وقمنا بنقله لمستشفى إبراهيم مالك وبقى طريح المستشفى دون أي تحسن في حالته لمدة(13) يوما وبعد ذلك أخذناه للمنزل، وساءت حالته بصورة مزعجة بعد(3)أيام، مما أضطرنا لتحويله إلى مستشفى إبراهيم مالك مجدداً وكانت الفاجعة عندما لم نجد الاخصائي، وبعد جدل مع المدير الطبي أخبرنا بأن الإخصائي خارج المستشفى، مما إضطرنا لتحويله لمستشفى جرش الخاصة، وتم اجراء فحوصات وتم تحديد موعد لاجراء عملية بعد العيد، ورجعنا للمنزل ننتظر قدر ربنا سبحان وتعالى بعد أن غلبتنا الحيلة.
ويواصل حديثه قائلا : ولكن لجنة الأحزاب السياسية المعارضة التي يرأسها صديق يوسف قدمت المساعدة وتم تحويل عمر إلى مستشفى تقى الذي قام باجراء عملية سريعة جداً عن طريق دكتور عبدالرحمن الزاكي وتمت العملية بنجاح وإستخرج الصديد من الجرح وبعض عظام الرأس التي تحطمت نتيجة للرصاصة وعادت إليه بعض العافية وزال عنه الصداع وفقدان الشهية والتشنج والتقيئ المستمر واصبح يتحدث بصورة عادية.
وقال ما حدث في منطقة جنوب الحزام من ضرب للرصاص الحي وسحل بالعربات بطريقة عشوائية وقمع لامثيل وبشاعة في التعامل يجعلنا نتساءل لماذا حدث ذلك؟ هل لعدم وجود مسؤول أو ضابط برتبة كبيرة أو أحد رجال الدولة يسكن تلك المنطقة؟ وقال : نطالب بالمحاسبة العادلة فمن غير المعقول ضرب سائق (ركشة) مسالم واضاف : دعم لجنة القوى السياسية وفر لنا السند وقال : البعض اضطروا لبيع كل شئ رغبة فى الشفاء لكننا نطال بالمحاسبة ويوجد فى منطقتنا حوالي أربعة مصابين وأولا وأخيرا نحن نطالب بالمحاسبة والعدالة من الذين اعتدوا على شقيقى وعلى المواطنين في المنطقة .
حديث الشهيد عمر :
فى حديثه للميدان وصف عمر شعيب ملابسات اصابته قائلا : ( بدأ يوم الخميس كاى يوم عادي وهادئ منذ الصباح وكان ثاني يوم لمظاهرات الغلاء، وكسائق ركشة في منطقة الأزهري محطة الركشات شارع السلمى، كنت اقف بالقرب من الركشة انتظر الرزق ولم أكن من ضمن المشاركين في المظاهرات وأنا باعمل بالنهار وادرس بالليل لاجل الجلوس لامتحان الشهادة السودانية التي لم أفلح في الحصول عليها العام السابق، كما أنه ليست لي عداءات مع الناس أو البوليس حتى يقوم بضربي بالرصاص كما ذكرت لم تكن هناك مظاهرة تذكر، ولكن ظهرت حوالي عربات ثلاثة تتبع للأمن يرتدون ملابس شبيهة بملابس الاحتياطي المركزي، ودون اصدار اوامر بالانفضاض والتحرك بدأ ضرب الرصاص الحي في الهواء وعلى الموجودين الذين أصابهم الهلع وبدأ الناس فى الركض خوفا من الرصاص، اصابتنى رصاصة فى الرأس ، فاغمى علي غيبوبة وافقت بعد اجراء العملية ، واتوجه بالشكر لدكتور عبدالرحمن الزاكي الذي قام بالعملية كما أسال ربنا الانتقام من الذين ضربوني والذين لا وازع أخلاقي أو ديني الذين لم يهتموا بإسعافي.

وذكرت دكتورة مودة للميدان بأن العملية كانت خطيرة واستمرت أربع ساعات لأن بعض العظام تعرضت للكسر واحدثت الرصاصة شقا وبعض الكسور في عظمة الرأس وتجمع صديد فى الجرح نتيجة للتأخير في الإسعاف مع صديد أصفر تم استخراجه من الدماغ مع باقي العظام المكسورة وبلغ طول الجرح عشرة سنتمترا وإن الجرح ، هذا اذا استبعدنا حدوث إلتهابات قد تصيب الجرح ولذلك استلزم حجز المصاب أياماً بعد العملية حتى الاطمئنان على حالته النهائية وظل المصاب يتلقى بعض المضادات الحيوية للوقاية من أي إلتهابات واجراء نظافة يومية للجرح .
 
أعلى أسفل