إنتصار محمد الحاج «حجة كولن كولن»

عزيزوغالي

:: كاتب نشـــط::
حجة كولن كولن


(جمعت بينهما امدرمان وفرقت بينهما الاحلام فسافر سليمان لنايجريا وبقى يوسف بالسودان تقاربا وتالفا لدرجة ان سليمان يحكى ليوسف عن مايدور فى نفسه بقوله : تريد ان تقول كذا .......... ويوسف يضع سليمان فى السماء، وافترقا جسدا فقط ولكن بينهما تواصلا قويا عبر اسلاك التلفون وشبكات الانترنت وساعى البريد )


حجة كولن كولن

حجة قومى تعالى

احكى ليك عن حالى

البريدو انا ليا منو سنة

الله خلى وليدى

الله خلى بنية

حجة باشاكا باشكا

حاجة ماشا الله ماشاالله


بدأت بها الفنانة وصلتها الغنائية فى ذلك الحفل الذى ضم لفيفا من الناس بمختلف فئاتهم العمرية وانتمآتهم العرقية والوانهم المختلفة غير انهم تساووا فى شىء واحد وهو الجنسية السودانية اصل التوحد وحقيقة الانتماء.

تحرك الجميع فى رقص سعيد وبايقاع بذات الايقاع الغنائى الذى تحمله الاغنية وكانوا جميعا يرقصون باستمتاع واندماج شديدين مما جعل الفنانة تعيدها وتكررها مرات ومرات . هذا الاندماج الشديد الذى رأيته فى حجة كولن كولن هو ذات الاندماج الذى لاحظته فى رقص ذات الناس على ايقاعات اغنية عينى عينى نفسى ومنى عينى ، هذه الملاحظات المتواصلة اعطتنى انطباعا وقناعة ثابتة وحسمت بداخلى جدل الهوية الذى يحاولون ايقاعنا فيه دون مبرر مقنع ودون وصولهم هم انفسهم لثوابت بشأنه تشفى غليل انفسنا وتسكت صريخ استفساراتنا فى اجابة ثابتة لهذا السؤال التعجيزى :عرب نحن ام افارقة ؟

هذا السؤال يحمل اجابتان والمطلوب هو اجابة واحدة إما الأولى او الثانية

ولكن عن نفسى اورد اجابة ثالثة لا ادرى اتتفق معى فيها عزيزى القارىء اما لا : نحن عرب افارقة وافارقة عرب ويمكن ان نجمع العبارات فى كلمة ( نحن سودانين ) وفى هذا مفخرة.

لا اريد الخوض فى بحر الاعراق وتعدداتها وافرعها وكيفية اندماج العنصر العربى بالافريقى ولكن يكفينى فخرا انهما اندمجا ويكفينى فخرا ان بلادى تجاور اكثر من سبع دول وقد اختلطت بكل هذه الاعراق عبر التداخل الحدودى وافرزت انسانا مميزا وذو ثقافة فنية عالية .

وان لاحظت عزيزى القارىء نحن لا نجيد اللغات الافريقية المختلفة ولكننا نرقص على اغانيها ونحسها ونتذوقها وأثناء متابعتي لبرنامج عن افريقيا تعده القناة الفرنسية بصورة اندماج الحضور مع الموسيقى والايقاع اثناء غناء فنانة افريقية باللغة السواحيلية ، كانوا كأنهم يفهمون حديثها ويعونه . ولم يقف حاجز اللغة عائقا امام استمتاعنا وميلنا لما تقول، فلماذا نغالط انفسنا ولماذا ننكر الافريقية فينا بينما تهتم بها اوربا وترعاها اكثر من رعايتنا لها، لماذا نهرب من جسد افريقيا الذى نحن منه بمثابة القلب وننكر لون بشرتها الذى توسمنا به لنتمسك بعنصر فينا ينكره اهله وان اقروه اعلاميا ورسميا ؟ لماذا لا نمد ايدينا لوطننا الافريقى الذى يعنى تكويننا وسحناتنا وايقاعاتنا وأزياءنا ووجداننا؟ لماذا نترك نصفنا القوى ونهتم بالنصف الاخر ونسلط عليه الاضواء هل يستطيع احد منا بتر يد وترك الاخرى ؟ بالتأكيد لا.

ولعل ما بين لتيسيا السنغالية وامانى السودانية و ما بين سليمان النايجيرى ويوسف، نسيج صداقة محمومة وعاطفة صادقة وحقيقية تفسر حاجة وجدان كل منهما لما فى العنصر الآخر، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف .


انتصار محمد الحاج​
 
أعلى أسفل