إسماعيل حسن «ربيع.. وخريف»

Nabil :: nabsho

:: الإدارة ::
ربيع.. وخريف


أبكـي ربـيعَكِ يـا سمـراءُ أبكـيـــــــــهِ
عهدٌ تَصَرَّمَ وانفضّتْ لـيـالـيــــــــــــــهِ
أنّى تَلفَّتُّ فـي روض الشبــــــــــــابِ فلا
حُسْنٌ يـزيـد بـهـاءَ الروض فـي الـتـيــــه
لا سـربَ للطـير إن عـاد الـمســـــاءُ أتى
هـيـمـانَ يحـلـم بـالـدفء الـذي فـيــــه
حتى اللـيـالـي لقـد شـاخت بأَرْبُعـنـــــا
لا الـبـدرُ فـيـهـا كـمـا كـنّا نُنـاجـيـه
لا الزهرُ لا الطـيرُ لا الأنسـامُ تلثـمـنـا
عـند الصـبـاحِ إذا مـا شـاد شـاديــــــهِ
أتذكريـنَ زمـانـاً كـان يجـمعـنـــــــــا
حـلـمُ الشبـابِ جـمـيلاً فـي مغانـيـــــه؟
نـبنـي مـن الـحـبّ آمـالاً نُشـيِّدهـــــــا
فـوق السِّمـاكِ وأعـلى مـن أعـالـيـــــــه
نَجـري خـفـافـاً فطـيرُ الروضِ يحسدنــــــا
نسـري ونضحك بـيـن الزهـرِ نُغريـــــــــه
قـد كـان شَعـرُكِ مـثلَ الـمـوجِ يـا أمـلــي
دومـاً يثـور عـنـيفـاً فـي نـواحـيــــــه
تـنصـبّ فـوق بـهـاءِ الـوجهِ خـصلـــــــتُهُ
فتَمدديـنَ يـمـيـنـاً كـي تُسـوّيــــــــــه
عـيـنـاكِ عـيـنـاكِ مـثلُ الزهـرِ ضــــاحكةٌ
تُنبي الحـبـيبَ بـمـا فـي القـلـب تُخـفـيـه
قـد كـان حُبّاً وألـحـانـاً مــــــــــنغّمةً
فـيضٌ مـن النـور فـي عـيـنـيكِ تَحكـيــــه
الخَدُّ كـان رقـيـقـاً زاهـيـــــــــاً نَضِراً
حتى أخـاف مـن الأنسـام تُدمـيــــــــــه
والثغرُ أصــــــــــــــبحَ وَرْداً لا تُفتّحه
مـراودُ النـورِ فـانضمّتْ حـواشـيـــــــــه
كـم كـنـتُ أخشَى مـن الألفـاظِ تُؤلــــــمه
عـند الكلامِ صغـيراً كـم أُفَدّيـــــــــــه
أبكـي ربـيعَكِ يـا سمـراءُ أبكـيـــــــــهِ
عهدٌ تَصرَّمَ وانفضّتْ لـيـالـيــــــــــــــهِ
لا الـيـومُ كـالأمسِ يـا سمـراءُ وا حَزَنــي
حتى أخـافُ مـن الأنسـامِ تُدمـيــــــــــه
جـاء الخريفُ وفـيـه الريحُ عـاتــــــــيةٌ
ثكلى تُولـول بـيـن الصخر والـتّيــــــــه
 
أعلى أسفل