إسماعيل حسن «الخرطوم»

Nabil :: nabsho

:: الإدارة ::
الخرطوم


دُوري وطـيري فـي الفضـاء الرحـــــبِ دوري
واسْري معطّرةً بأنفـاس الزنـابقِ والزهـــورِ
وتَخطّري بين الريـاضِ مع الأصـائلِ والـبكـور
أنشودةً تسـري بجـوقـات النسـائمِ والطـيـور
والزهرُ يرقص في الروابي فوق أبسطةِ الحـرير
مـا بـيـن نـاعسةٍ تُقبّل سُنْدسَ الروضِ الشجـير
وبراعمٍ صبغ الـحـيـاءُ خدودَهـا عـند الغدير
وفراشةٍ جاءت لتـرتشفَ الرحـيـقَ مـن الزهـور
دُوري وطـيري فـي الفضـاء الرحـــــبِ دوري
خُرطومُ يا لـحنـاً يُغرّد بـيـن أحنـاءِ الصدور
خُرطوم يا أملاً يرفرف بيـن أعـمـاقِ الشعـور
خرطوم يا لـحنـاً تُوقّعه القـوافلُ بـالزمـور
خرطـوم قـد نسجتكِ أَنـولةُ القـــــــــدير
فسَداتُهـا نـورٌ تَراكـمَ فـوق نــــــــــور
«تُوتي» تُطلّ كغادةٍ هيفاءَ مـا بـيـن الستـور
«والمقرنُ» الولهانُ ناجـاهـا فأصغتْ للجُسـور
والنيلُ طَوَّفَ عابداً ولهانَ يحرق فـي الـبخـور
قد رَتَّلـتْ أمـواجُه فـي الشطّ أغنـيةَ السـرور
ومضتْ تُعانق في الضّفافِ وتستريح على الصخـور
للحبِّ للأملِ الولـيـد عـلى ضفـافكِ والجُسـور
خرطـومُ إنـي عـائدٌ أسعى إلـيكِ ولـي نُذوري
أنا من دواليكِ الوريقةِ قد عَصَرْتُ هنا خُمـوري
بالطهر قـد ضَمّخْتُهـا ومزجتُهـا بسنى العطـورِ
ووهبتُها للفتنة السمراءِ في اللـيل الأخـير
عذراءُ لاهـبةٌ تُؤجّج مـن سعــــــــــــيري
تبكي إذا عـاتبتُهـا ودمـوعُهـا تُرضـي غُروري
وإذا شرحتُ لها الهوى تجري وتضحك من زفـيري
فـمضتْ كطـيفٍ عـابرٍ آهٍ لقــــد غابت بُدوري
أتُرى أنحن زوارقٌ تمضي إلى قـلـب الـبُحـور؟
فـي لُـجّةٍ سـوداءَ قـاتـمةٍ تُجلجل بـالزئـير
وشـراعُنـا مِزَقٌ مبعثرةٌ عـلى قـدم الصخــور
لا تحزني إن مَرَّتِ الأجسامُ كالورق الخريفيِّ النثـير
ما دامتِ الأرواحُ خـالـدةً عـلى مَرّ الـدهـور
فتذكّري حُبّي وحُبّي فـي الـحـيـاة ولا تجـوري
وأنا إذا دَقّتْ نواقيسُ النهـايةِ لـي مـصـيري
فعلى روابيكِ الـحـبـيبةِ سـوف نُبْعَث للنشـور
 
أعلى أسفل