#إذا_صلح_الرأس_صلحت_الجتة.جهاز الأمن والمخابرات الوطنى خطوة إلى الأمام..!

hafizz

:: كاتب نشـــط::
نثمن عاليا، ونحسن الظن بلا تحفظ فى الخطوة الإجابية التى أقدم عليها جهاز الأمن والمخابرات الوطنى حسب الخبر المنشور فى دعوته أهل الإعلام الحضور إلى سجن كوبر الشهير لتغطية حدث إطلاق سراح المعتقلين السياسيين فى الاحتجاجات الاخيرة المتعلقة بموازتة العام 2018 ، وارتفاع الاسعار الجنونى، وغلاء المعيشة، وانواع الفساد المختلفة فى البلاد، واعتقد مضاف إليهم معتقلين آخرين تم اعتقالهم فى وقت سابق...

الخطوة أنا كمواطن وجدت عندى ارتاح كبير واحسبها خطوة فى الطريق الصحيح والخطوة تعتبر نقطة فى محيط مقابل الأزمات الكبيرة التى تمر بها البلاد ولكنها أيضا خطوة غير معتادة تعكس لنا توجه جديد لهذا المرفق الأمنى الحيوى، واهتمامه بصميم قضايا، وهموم الناس التى كانت فى نظره قبل ذلك جريمة إذا تحدث المواطن عن همومه، او عبر عنها فى الاعلام، أو فى مظاهرات، واحتجاجات وقدم فيها مذكرات احتجاج، أو تكلم المواطن فى السياسة كمعارض ضمن حقوقه الدستورية، أو انتقد سياسة مسؤول فى الدولة قد يواجه المواطن اعتقال، ومصاعب أمنية كبيرة كأنه مجرم وصاحب سوابق..

والخطوة كما ذكرت نقطة فى محيط هناك مهام جسيمة متراكمة عبر ثلاثة عقود من الزمان أول مهمة: إصلاح الذات وتغيير الذهنية القمعية لدى كثير أفراد الجهاز واعادة تأهيلهم وتدريبهم على أن المواطن هو الهدف الاول الذى يستحق الحماية، والأمن وليست كما كان مفهوم فى السابق على أنه الخطر الاول الذى يهدد أركان الدولة، أو شىء على هذا النحو، ويجب وضعه تحت المراقبة الدائمة حتى أعطى أفراد هذا المرفق الحيوى حق الوصاية الكاملة على المواطن ماذا يفعل وماذا يقول كبتا"، وحرمانا.

المهمة الثانية :
يجب عمل إدارة فى جهاز الأمن أشبه بالشرطة العسكرية فى القوات المسلحة تراقب آداء وسلوك افراد جهاز الأمن، والنفس لأمارة بالسؤ وليس هناك شخص معصوم من الخطأ .. وهناك كثير من انواع الجرائم فى بعض الدول تزداد وتنتشر بتهاون بعض افراد الأجهزة الأمنية الغير منضبطين ... وهذا الأمر ليس منحصر فى بعض افراد الاجهزة الامنية موجود أيضا فى كل مرافق اى دولة تحدث فيها ثغرات بسبب سلوك بعض موظفيها لهذا تحتاج اى دولة تحترم القوانين، والدستور، ومواطنيها أن تسد هذه الثغرات وترقية الأداء المهنى البحت عند موظفين الدولة، ومحاسبة المقصرين على الفور حتى لا ينجر آخرون وتعم الفوضى فى مؤسسة معنية بالأمن والانضباط..

المهمة الثالثة والأكثر خطورة:
جرائم الاتجار بالبشر هذه الجريمة العابرة سببت لنا حرج وقللت من مكاتة دولتتا، واصبحت دول الغرب تنظر إلينا باننا مصدر قلق وبؤر جرائم انسانية، وهذا آخر شىء ممكن نتوقعه أن يقال فى السودان، وشعب السودان الذى احرز المرتبة الثانية فى العالم فى النزاهة الشخصية... فهى جرائم حقيقة عابرة ولكن المؤسف انها شجعت آخرين مواطنيين من اصحاب الاخلاق الفاسدة للتعاطى معها والشر يعم والخير يخص خربوا سمعتتا كدولة وكشعب حتى شكلت معضلة أمنية كبيرة ونسبيا انتشرت فى مناطقها وحولها.. واخشى ان تمتد هذه الجرائم بعد ان كانت حدودية وبين اللاجئين وطالبى اللجؤ تمتد إلى ترويع المواطنين الآمنين ... وهنا تأتى مهمة، ودور الأجهزة الأمنية فى التقصى وراء هذه الجرائم بدلا من كيل الاتهامات هنا وهناك...

وهذه من المهام الجسيمة للأجهزة الأمنية كافة هى أمانة فى أعناقهم وأمن المواطن خط أحمر يجب ان نرتقى لهذا المستوى العالى من الحس الأمنى ولا نكون شركاء فى زعزعة الامن بالتراخى، أو بسبب ضعف ذوى النفوس الفاسدة، وسرعة التقصى وضبط المتفلتين إن وجدوا..

المهمة الرابعة:
المساعدة فى تعزيز مناخ الحريات للمواطنين، والإعلام بتطبيق دستور البلاد والتحقيق فى المخالفات الدستورية وهى مفتاح للأمن والامان وكشف الحقائق أمام الأجهزة الامنية.

المهمة الخامسة:
التحقيق مع المسؤليين السياسيين الذين تحوم حولهم شبهات بالثراء المشبوه، أو مخالفاتهم الإدارية، ومساهمتهم فى تدمبر اقتصاد البلاد، وهنا يبدأ اول الغيث للبحث فى مشاكل ومعضلات الأزمة الاقتصادية ومن هم الذين من ورائها بشكل مباشر وغير مباشر..

المهمة السادسة وهى مفصلية:
تعزيز دور مؤسسات الدولة والفصل بين السلطات وفك الارتباط الحزبى، والمسؤول فى اى منصب مسؤول أمام القانون ومحاسب خلال فترة عمله وفى نهاية فترة عمله ومساءل عن انجازاته، وواجباته المهنية فى المنصب الذى تولاه.

المهمة السابعة:
تجديد وهيكلة الخدمة المدنية وابعاد كل الادارات الحالية واستبدالها بكفاءآت تحترم الدستور والقانون وحقوق المواطنيين بعيدا عن الحزبية والمحاباة والمحسوبية.

المهمة الثامنة:
هى تتويج للعمل السياسى واستقراره بالدعوة لحوار حقيقى وجامع بدون شروط، او تأطير مسبق بحضور مناديب لجان من كل القوى السياسية المعارضة بشقيها السلمى، والمسلح، والموالية بما فيهم الحزب الحاكم والجلوس فى طاولة مستديرة ليست شبيهة بحوار الوثبة، فى هذه ياتى الناس إليها بدون أجندة مسبقة بقلوب، وعقول مفتوحة لايجاد حل لقضايا البلاد كافة السياسية والاقتصادية وغيرها من القضايا، والخروج من عنق الزجاجة وارساء قواعد متفق عليها لمدة اربعة سنوات تنتهى إلى انتخابات شاملة فى جميع المستويات، والشعب لن يخرج ولن يحتج لأفضل من ذلك.

هذا المطلب الآخير سنام ما ننشده ليتحقق للشعب السودانى الامن الحقيقى، والرقابة الذاتية المشتركة من جميع الشركاء ورفع حالة الذعر السياسى الحالية، والهلع الاقتصادى والخوف من المصير، والتنافر بين السلطة والمواطن والاجهزة الامنية الذى خلق شروخات اجتماعية وعدم طمأنينة وسخط فى اوساط المواطنين وتراجع الاوضاع الأمنية، وانتشار السلاح، والجريمة بسبب الفقر، وغياب الرقيب..

وهناك كثير من المهام الأخرى الملحة تحتاج إلى تصحيح شامل ... والخطوة نحو إطلاق سراح المعتقلين إن لم تتبعها هذه الخطوات الهامة فى النقاط الثمانية بشكل عاجل فى المستقبل القربب سيحتاج جهاز الأمن لفتح سجن كوبر من جديد.

( وإذا صلح الرأس صلحت الجتة، وإذا فسد الرأس فسدت الجتة) ( وصلاح، ورشد الرعية فى صلاح، ورشد قادتهم.. )
 
أعلى أسفل