إبراهيم إبنعوف «وطني عليك السلام»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
وطـــني علـيك الســـــلام

سلام موطني ومكان مهدي عليك من المهيمن ذي الجلال
ورحمته تعمك كل صبـــــــح اليك من السموات العوال
تصب حيافتحيا الارض زرعابسح السحب من قبل الزوال
وبركات يجثن على ثراك يجــــــود بهن غرسك من نوال
اليك اتيت يا اوسلي وكنت قتيل الوجد من بعد الوصــال
اسائل كل نسم منـــــك آت ويعجز ان يرد على الســـؤال
فأرسم صورة لك في البعيد ويعجز عنك نسج في الخيال
وكم من ليلة ارسلت طيفا لطيفك عله بين الليــــــــــالي
احبك يابنة الســــودان حبا على الازمان لم يخطر ببال
ففيه وجدت للايمان ركنـــا يريح القلب من نزغ الضلال
تسام الروح دونك وهي فرد فحبـــك جاء بعد الله غـــال
وكم سلم الذي خاض المنايا ورعديد يموت بلا قتــــــال
وإن كان الخليل يبث يوما لعزة ما بــــــــراه من الهزال
وشوقا قد اذاب اللحم منه وصار الجسم اشبه بالخــــلال
ومات مع التمني لسير حاف وجلسة خــلوة تحت الظلال
أعاد الحب روحه للخلودورقاه اللا رتب المعــــــــــالي
كذا الاوطان تصنع من بنيها رجالا يذخرون لكل حــــال
فمنهم من يفي الاصلاح حقا ومنهم من يموت على النضال
رضعت الشعرمنك كنت طفلا وجئتك شاعرا فذ المـــــقال
فأدهشني الذي اوحيتنيه بانك هالة في ذا الجـــــــــــــلال
كأنك غادة في يوم عرس يزف اليها ذو جاه ومـــــــــــال
كساها الزرع من خضر الثياب ولفها قرمصيص من رمال
فأنت لنبتة نسب وفخر وسحرك بابلي يغير بــــــــــــالي
ونيلك جاريا عبر القرون يجــــــــود عليك بالماء الزلال
اذا حل بك الغرباء يوماً يرون النخل رهطا من مـــــوال
ومن شهد المحاق على ثراك يخال اليه ينظر للـــــــهلال
وتاسعة الجنان على الاديم يطفن عليك ربات الحجــــال
تدانيهن في الاوصاف طراً وعيبك ان مالك للــــــزوال
فسبحان الذي اهداك سحراً وزانك دون غيرك بالجــمال
وارسل نسمةً تصحيك فجراً لتغسل وجهك انداء الطلال
وحببنا ترابك ان مشينا نخاف عليه من وطئ النعـــــال
وأما اليوم نفتح مصراعيك ليمشي عليك شريان الشمـال
نقيم لاجله الافراح عيداً للتاريخ اكبر احتفـــــــــــــــال
نقدم فيه للسودان عهداً ونحن الفاعلون بلا محــــــــــال
علمنا الولى قيم الوفاء نســــــــــــيربها على نهج الاوال
سنرجعه وريداً ما حيينا من الخـيرات والثمر الحـــــلال
فيا سودان نحن بنو ملوكٍ اقاموا العدل في الاول الخـوالي
وابناء اولياء ٍفي العصور اشاعوا النور بالنهج الرســالي
لنا في الدهر اعظم امهات نشأن على الشجـــــعة لا الدلال
يقدمن الاحبة والبنين لفوز بالشهادة في النـــــــــــــــزال
ويدفعن الاشاوس بالنشيد لخوض الموت في حرب سجال
ومابمهيرة الا مثال لربات كبرن على المثــــــــــــــــال
نعزك ايها الوطن المفدى وعزك اغـــــلى من نفس ومال
فأنت الآمر الناهي المطاع فقل لو شئت زحزحت الجـبال
نلبي لك النداء بإندفاعٍ كدفع السهم من وتر النــــــــــبال
ولسنا القائلين اذا دعينا لتذهب انت وحدك للقــــــــــتال
تعلمنا الشدائد كل يوم ونقتحم الشــــــــدائد لا نـــــــبالي
تزيد ضراوة ونزيد صبرا نبث الخوف في صدر الرجال
وكم متربص بك ذاق منا حمام الموت قهراً وهو قـــــالي
يسير النصر بيننا حيث سرنا ونحن له باصحـــــب وآل
فـيا وطني أحبك ما حييت احبك في مكوثي وفي إرتحالي
وأشهد ان لا وطناً ســــواك واشهد انك الشعب المـــثالي
 
أعلى أسفل