أزهري شرشاب «انفض السامر»

ا

ابو نمر

Guest
جفاكَ الغيثُ..
وانطفأتْ على نارِ التَيبُّسِ ،
فى دواخِلِكَ النوازفِ ، أغنياتُ العشقِ ،
ماتَ اللحنُ ، وأنتحرَ الربابْ .
الآنَ روضُكَ جفَّ ناضرُه ،
وأرتحلَ الفراشُ إلى جحيمِ الموتِ ،
بينَ أزِقَةِ الأسفِ العقيمِ ،
ومدرجاتِ الشَّكِ ، فى المدنِ اليبابْ .
ومضى الصحابْ .
وأنفضَّ سامرُ من تُحبُّ ،
ونامَ كونُكَ فى الظلامِ ،
وانْمَحى من كأسِ عشقكَ ،
ماتبقى من حُبابْ .
صرختْ كمنجاتُ الأسى أسفاً ،
تَقَطَّعَ نبضُ صادحها ،
وناحَ عليكَ فوقَ الربعِ ،
بالبينِ الغرابْ .
هـا قدْ كساكَ الصمتُ ،
حُلّة إكتئابْ .
ماذا تبقى الآنَ بين يديكَ ،
غيرَ الجرحِ ينزفُ ، والصعابْ ؟ .
ماذا تبقى الآنَ ؟ غيرَ الحزنِ فيكَ ،
وأنتَ بينَ الوهمِ محبوسُُ ،
ومصلوبُُ على جِزْعِ التوجُسِ ،
لا فكاكَ الآنَ من فَكِ العذابْ .
تُلقى بكَ الأيامُ للأوهامِ ،
تسْرِجُ جامحاً للريحِ ،
والسفرِ السرابْ .
كمْ كانَ شَدْوُكَ مفْعماً بالحزنِ ،
ممزوجاً بلونِ الصدقِ ،
والفرحِ المذابْ .
فاقَ الأسى قدرَ النصابْ .
والروحُ ترزحُ فى ضجيجِ الإغترابْ .
ماذا يقولُ الناسُ عنكَ ؟
وكُنتَ أوَّلُ من يُغنى الحرفَ ،
مشدوداً على وترِ التصالُحِ ،
صادحاً للناسِ بالنغمِ العُجابْ .
والآنَ وحْدك فى الطريقِ القفرِ ،
مُنْتصِباً على وترِ إنْدهاشِكَ ،
مُرغماً تبقى ،
وقدْ هجرَ الديارَ رفاقُ دربكَ ،
والصِحابْ​
 
أعلى أسفل