أحمد فرح شادول «رحلة الابيض»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
رحلة الابيض

(1)
و شدى ( النعمان ) غنى
حين لاحت
من بعيدٍ
فى رمال الغرب جنة
جنة الغرب
عليها
أودع الرحمن فناً
صفق الجمع تغنى
و شدى ( النعمان )
ثانٍ
يذهب الآهة عنا
و احتوانا
الأهل حباً
بؤبؤ العين سكنا ..
و حللنا القلب فيهم
كانت الأرواح مرسى
فاحت
الطيبة طيباً
ما انقضى يومٌ و أمسى ..
حاتمٌ
لو عاش فينا
كان قد طأطأ رأسا
و مضى يحمل جرسا
يشهد العالم عرسا
إنها
شيمة أهلي
قد نمت أصلاً و غرسا
(2)
وبدت نجلاء فينا
فى ميوع البان ماست
تابع .. القلب خطاها
أين مادت و تهادت
يرفع الكف إليها
يرتجيها ..
لو عليه اليوم جادت
صدرها المغرور عالٍ
قائد الركب
حماها .. أين مالت !!
يتحدى الصبر فينا
ليته أدرك قبلاً
أنّ بئر الصبر جفّت
و حبال الصبر ماعت ..
و قوامٌ ..
أطيب المسك عجينه
و نفيس الدّر طينه
علّم البانة ليناً
ثم مادت ..
و حباها الرّب روحاً
منك يا جبريل جاءت
و حباها ..
ما حباها ..
و دعى كونى ..
فكانت
تحفة الغرب
هوينا
أسكرتنا ثم غابت
و توارت ..
(3)
و لفيفٌ فى العيادة
ذلك الشيخ توارى
بين ذاك الجمع غاب
أحدب الظهر
نحيف
هدّه الدهر فشابا ..
و فتاةٌ منه تدنو
شحب الوجه و ذابا ..
و على الوجه
ذبولٌ
و هزال و كآبة ..
سحنة الزنج عليها
فوق رجليها صغير
مسحت عنه لعابا ..
ربطت فى العنق
حصناً
و من العين حجاباً ..
تلك أخرى
بقع الزيت عليها
و من الرمل ترابا ..
و تجاعيدٌ
عليها
سطر الدهر كتابا ..
(4)
و أناس فى كنيسة
شهدوا
ميلاد حبٍ
كان فى العمق حبيسا ..
قد تناجوا
فى صفاءٍ
تخذوا الحب حديثا
مثلما قيسٌ
و ليلى
و الهوى كان جليسا ..
و أشادوا
الطهر نصبا
لهواهم ورئيسا
فيهم القلب
تغنى
ودعّوا عمراً تعيسا
بارك الرب
هواهم
ورعى العفة عيسى ..
( 5 )
وعزيزٌ
جاء للغرب يثابر ..
حاملاً
في الصدر قلباً
قيم جداً ونادر ..
مرهف الحس
رقيق
دائم الترحال حائر ..
يسكر العالم شعراً
إن صفت فيه المشاعر
عشق الحسن ..
و غنى
أين صار الحسن صائر
و إذا القلب يهاجر
مستقراً عند "هاجر" ..
دون قلب .. دون لب ..
جاءنا الخل يسافر ..
(6)
و شدى ( يعقوب ) حزناً
شاهراً بالحزن لحناً
و جم الجمع حزيناً
لم يعد يعشق فنا ..
لم يعد للعيش معنى
و دعوا فى الغرب جنة
حين وقت البين أسفر
و قطار الغرب زمجر
 
أعلى أسفل