أبو ذر بابكر «غناء في حدائق وجهها»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
فى حدائق وجهِها
تأتلفُ العصافيرُ
تكتبُ
على خدِ الصباحِ
الذى
فى كلِ يومٍ
يُفتّح أبوابَ الضياءِ
ثم
يخلعُ شمسَه
عند بابِ الوردِ
لتأتلقَ الأزاهيرُ

يغمسُ نومَه
فى نهلِها العبيرِ
ثم يرتدى
كسوةَ الرحيقِ

هناك
فى حدائق وجهِها
تدفقُ العصافيرُ
مواعيدَ بوحِها
تذكاراً
عن العشِِ العتيقِ
تدفنُ العصافيرُ
مَواتَ جرحِها
وما تبقى
من دموعِ ليلِها الصديقِ

وليلُنا الذى
كلما مددنا صوبَه
حرقةَ العيونِ
ترجلَ عن سوادِ حزنِه
أناخَ راحلةَ الجراحِ
ونام فينا
ونحن
بين يقظةِ الأنينِ
مطلقِ السراحِ
وغفوةِ الظنونِ
نجوسُ وسط نومِنا
أو
فوقَ موتنا المباحِ
حيث كلُ حلمٍ فيه أخرسٌ
يناوشُ الهتافَ
يستعيرُ
حرقةَ الصياحِ
وصيحةَ الحريقِ

فى حدائق وجههِا
نبعٌ بُنّى الطعمِ
يسكنُ الصفاءُ لونَه
يمنحُ السماءَ لونَها
وإرتواءَ نبضِها
وكحلَ جفنِها الخجولِ
نبعٌ
يسكنٌ غيرَ بعيدٍ عنه
حقلٌ
يمتزجٌ نداهُ
بروح القهوةِ
وبعضِ حليبٍ من ثدى الألقِ
قمرٌ
يمتهن النشوةَ
يغزلُ أفقَ العشقِ
بفضةِ إبتسامِها
بنشوةِ الفصولِ
فلأجلِ وجهِها
نهرٌ من صندلِ الليلِ
الموشى بالبريقِ
هبّ بشوقِه
همّ بها
وهمّت به
هبّ بشوقِه
وسيّجَ
بضفائرِ المساءِ
كرنفالَ زهوِها
فأعلنت سنابلُ البهاءِ
أن الضوءَ
إسمُها
أن البنفسجَ
رسمُها
وأننا
فى جدرانِ الطيفِ
ننحت المنى
سفناً تنتعلُ الموجَ
يباركنا ظلٌ أخضرٌ
يربضُ وسط ركامِ الصيفِ
يباركنا النهرُ
فى حدائق وجهِها
ترتاحُ الأيامُ
تتمددُ فوق أسُرةِ النهارِ
تحتفلُ الأعوامُ
بأعيادِ التفتحِ
فى أرجاءِ وجهِها النضارِ
تبتهجُ الأنسامُ
بنوافذٍ تهاتفُ الشموسَ
أن تعالى، فهنا
حيثُ حدائق وجهِها
تورقُ أحلامُ العشبِ
تدُس نداءَ الشوقِ
بعيداً
فى مهجِ الأسرارِ
فى حدائق وجهِها
عمّدنا البهاءُ
باركنا النهرُ
مدّ من بين القصائدِ وجهَه
وقالَ
هاكم إشربوا
مدادَ عشقِكم
قال إذهبوا
فأنتمُ العشاقُ
أنتمُ التعساءُ
 
أعلى أسفل