أبو ذر بابكر «عناء الصندل - غِبطةُ الجمر»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
سيدتى

أبى الليل

أن يحمل قصيدتي

حملتها وحدى

عاشقاً جهولا

أبى الليل

خرّت نجماته

وهى تبتهل

ثم سجدن

أمام قبرى

أمام بريق طيفكٍ الوضاء

وأنا أشعلت

صندل عشقكِ العصى

علنى بإحدى الميتتين أفوز

إما ضياءاً يؤنس ميتتى

أو قبرا من الجمرِ

حملتها وحدى

عاشقاً جهولا

ثم اشرعت فى القلب

عتمتى

وتحت ألحفة المساء

خبأت هيامى وخيبتى

الآن تذكرتُ

قد ضاع منى

يا سيدتى

ضاع منى

خاتم أمنياتى القديم

طفقت أبحث عنه

عنى وعنكِ

فى أصقاع الروح

عاشقاً جهولا

فلم أجدنى

لم أجدكِ

نبشت كل مفاوز العناء

عرضا وطولا

قد ضاع منى

تذكرت الآن

حين كنت به

أقرأ إسمكِ

فيستحيل الوقت

قرنفلاً و بهاء

حين كنت به

أرسم وجهك

على أجنحة الأغانى

ألف جدايل الياسمين

جسراً بين القمر

وبين النهر

قُبلاً على خد النهارً

حدائقاً

وموعداً يهدينى عمرا

يلون جدران السنين

حين كنت به

أرشف من رحيقكِ الضنين

خمر الحنين

فأراكِ تمتطين فراشة

يضج لونها

في مدائن الفضاءْ

سيدتى

الشوق موت فى الخفاء

ووجهكِ البستان

يربض باسما

في قلب كُرَّاسَتي

تبتسم الأناسيد الندية، غبطةً

يضحك الجمر اللئيم، غبطةً

وينهزم البكاء

الشوق قبرى

والعشق قدرى اللعين

يا سيدتى

الموت قدر العاشقين

يا سيدتى

ناديت فجركِ

لأعلن فيكِ حياتى

فخاصمنىِ النداءْ

أسميتكٍ الحديقة

نسيتنى الفصول

واستباحنى العناء

والآن أسميك

أرضي التي

تنبت من مسام خدها

بشارات الحالمين

بخُّلب الرجاء

يا سيدتى

أطوف الآن

حول صندلك البهى

أمد فرائض صبوتى

فيحسدنى الأريج

ويسكننى الضياء

ضاع منى

خاتم أمنياتى القديم

كنت به

اسألك قطرة

من ريق لحنك الندي

فتجود لحظاتى بفيض الإرتواء

كنت به

أراود نافذتي عن الشمسِ

عن طيفكِ الحميم

فينتصب الغناءْ

الآن كتبت إسمكِ

أيقونة وزهرةً

يا نقية

مثل أحلام العصافير

مثل نوايا الأنبياء

يا سيدتى

طيفكِ مدينتى

تميمتي التى بها

أعرج صوب مدائن السناء

حيث أعراس الأزاهير

يا قصيدتي

يا قوافل نشوتي

يا رحلتي الندية

يا ابدية البقاء

ها أنا الآن أؤدى فرائضي

لصندل عشقك الذى

تحترق الآمال فيه

يدثر صبوتي

ببردة الفناء
 
أعلى أسفل