أبوآمنة حامد «لاننا نبدأ حين نعترف»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
لاننا نبدأ حين نعترف


يا موسـم الطاعـون قف

فشعبنا يصلـى

وأرضنا تصلى

والشهداء .. فى سينـاء والجـولان ..


والخليـل

يستغفـرون الله .. يا طاعـون

فنحن فى أحـزاننا ..

أقرب .. ما نكـون ..

لقلب هذا الـرب ..

يا جحافل الطاعـون !

نستاف .. فى رحابـه ..


نرق فى إهابـه

نخفق فـى ضميره ..

نشكـو .. إليه ..

نحتمـى به ..

نسأله الـرحمة والغفران !


فنحن حيـن نقرأ القرآن

أسيافنا تستأنف الصـليل

وتسمع القـدس

أذان الصـلاة .. والخليل !

يا موكب الطاعـون .. نحن نعترف ..

لأننا نبدأ حيـن نعترف ..

فبينما فى وطـن القرآن .. والإنجيل

تسهـرون .. ترقصـون .. تشربون

وبينما بنصركـم تحتفلون ..

كنا .. على جراحنـا وحزننا

نؤمن أن الشمس والصبـاح

يستعصيان دائماً علـى الظلام والجريمة

ويرفضان منطق الهزيمـة ..


تقول أنباء لنا قديمـة

بأنكم تأتون من مجاهـل الأرض ..

ومن غدر الظـلام ..

وتشعلون فى بيوتنـا الحريق ..

وتسرقون .. تنهبـون .. تقتلون

وتزرعون .. المـوت والخراب

وبعـدها تعتنق الانخـاب

تأريخكـم

يقول مهمـا كان نصركم

يقول مهما كان حجمـه المذهل أو معناه

فمجدكم مؤكد النهايـة

تأريخكم يقول ـ أو أخبارنـا ـ لا فرق

"فى قمة انتصاركم .. يأتى صـلاح الدين"

ويبدأ الرحيل .. مـوكب الجراد

من حيث جاء .. مـوكب الجراد


رقصتمـو .. سكرتمـو ..

ملأتمو الآفاق .. والسـاحات .. والشوارع

أغرقتم الحانات والمضـاجع

حملتموه فى النعوش الشـامته

صلبتم اسمه العبيق فـى المشانق

أكلتم لحمـه

شربتم دمـه ..

لأنه آثـر أن يحتمل الجراح ..

وأن يقينا لوعـة الجراح ..

لأنه بكل ما فـى الكبرياء .. والشموخ .. والإباء

امتد حول شعبنـا كروعة الصباح

وحول السكين نحـو قلبه الرحيب

***

أخطأتم الحساب يومهـا ..

أخطأتم الحسـاب

لو كان فى حياتـه لمرة واحدة ..

لو كان

طاغية أو حاكماً عميـلا

لو أنه استباحنا ..

لو أنه حكم فـى رقابنا .. الأتراك والألبان

لو أنه شيد مـن عظامنا

القصور .. والقـلاع

لو أنه جاء إلينـا مثلما جئتم هنا ..

من خارج الحـدود ..

كنا .. انتظـرنا .. موعد الحساب ..

لكنكم أخطأتـم الحساب ..

أخطأتم الحسـاب .

 
أعلى أسفل