«أسباب خلود أغاني الحقيبة»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
من أسباب خلود أغنية الحقيبة:

1- أغنية الحقيبة شكلت المرجع و الأصل و الهوية
2- جودة و تكامل العمل الفني
3- أشعرت المواطن باتصاله مع تاريخ وطنه و مجتمعه
4- التزمت أشعار أغنية الحقيبة الوزن و القافية "لزوم ما لا يلزم" والبلاغة و المحسنات البديعية
5- أغنية الحقيبة عبرت عن قيم و أصالة و موروثات و جماليات الإنسان السوداني
6- استند فن الحقيبة علي تراث فني غني وخبرة عميقة من غناء الحكامات و الدوبيت وغذاء روحي ثر يتمثل في الإنشاد وأدب المدائح و الذكر.
7- تمتع شعراء الحقيبة بثقافة دينية و عربية واسعة
8- خضوع شعراء الحقيبة الأوائل الذين أسسوا لهذا الفن إلى اختبارات و تمحيص دقيق من اجل الاعتراف بهم من قبل أساطين الشعر في ذلك الوقت
9- احتفاظ أغنية الحقيبة بسجل حافل للتاريخ الاجتماعي في ذلك الوقت مما مكن بعد تحليله من قراءة السيكولوجية الاجتماعية و اتجاهاتها و مناهجها.
10- تنوع و خصوصية النص الإبداعي للحقيبة و تباين الأسلوب تبعا للبيئة التي نشأ فيها الشعراء
11- مجاورة و معايشة الشعراء و الملحنين و المطربين لبعضهم البعض و تعاونهم في وضع الأشعار و الألحان.
12- البواعث و المناسبات الحقيقية (إلهام المناسبة) و التجربة و الرؤية الوجدانية الحقيقية الصادقة
13- الأداء المشهود له بالحلاوة و التفرد
14- تعرض حقيبة الفن في بداياتها إلى ولادة متعسرة و معاناة حقيقة مما اكسبها قوة و صلابة على البقاء و التغلب على كل التحديات التي جابهتها.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
وهناك يوجد عدة عوامل في فن الحقيبة وهي:-

العامل الثقافي و الاجتماعي

يقول عاطف عبد الله عن فترة ما قبل الحقيبة؛ لم تأتي أغاني الحقيبة من فراغ
بل تأسست علي أمجاد تراث فني وثقافي موغل في القدم.

كان الرواد الأوائل لغناء الحقيبة أمثال
محمد ود الفكي ومحمد أحمد سرور والأمين برهان هم في السابق من (الدوباتية) المعروفين،
أي الذين يؤدون الدوبيت في المناسبات المختلفة،
وكان كل منهم يسانده طنبارة يقومون بالكرير الحلقي خلف (المدوبي) بين كل مربع للدوبيت وآخر،

وفن الدوبيت كما هو معروف ما يزال موجودا في كثير من بوادي السودان الشمالي.
وكان شعراء الدوبيت حاضرين دوماً ومعظمهم من الذين أسسوا لغناء الحقيبة فيما بعد أمثال
صالح عبد السيد أبو صلاح وود الرضي و العبادى.
وكان إبراهيم العبادى أصغر شعراء الدوبيت يحمل في أحشائه فكرة جديدة للشعر غير الدوبيت،
رغم قبوله في مجلس الكبار (شعراء الدوبيت)
جماعة يوسف حسب الله (سلطان العاشقين)
ومحمد عثمان بدري وأبو عثمان جقود, احمد محمد صالح المطبعجي..
لكن العبادى كان شاعراً هائما مثل محمد ود الرضي يبحث عن الجمال في سماوات لا يغطيها الدوبيت ولا الكرير الذي يؤديه الطنبارة،
ووجدا ضالتهما في المطرب محمد أحمد سرور فأسسا مدرسة فنية جديدة علي أنقاض الطنبرة والدوبيت،
وهو ما يعرف الآن بأغاني الحقيبة
والتي تعتبر الأغنية الوترية الحديثة امتدادا طبيعيا لها.

و كان علي رأس شعراء أغنية الدوبيت
كل من حاج عثمان جقود و محمد علي عثمان بدري و يوسف حسب الله (سلطان العاشقين)
و عبد الرحمن خالد أبو الرؤوس و الحاج الخليفة يوسف الحسن والد حسن ابو العائلة.

و كان إي شاعر لإيجاز عن طريق الثلاثة
جقود و بدري و سلطان العاشقين لا يعتبر شاعرا و لا يعترف به
كما سوف حدث عندما ذهب بدري و مركز و سلطان العاشقين لاختبار خليل فرح في الداخلية في أول ظهوره.

و لإدراك سر حقيبة الفن و قوتها يكفي أن نقارن بما جاءت به
مع ما كان من قبلها (الطنبرة) حيث كان فن غنائي بسيط شكلا و أسلوبا مثل:

فوق قلبي جرت كيه
شالت بصر عينيـــه
أو
كلما جن ليل
ازداد هلواسي

و قارن بما جاء به عبيد عبد الرحمن حين يقول:

يا أم ضفائر قودي الرسن *** و اهتـــــــــــفي فليحيا الوطــن
أصله موتا فوق الرقاب *** كان رصاص أو كان بالحـــــــراب
البدور عند الله الثــــــواب *** اليضحي و يأخذ العقـــــــــاب

يقول الأستاذ إبراهيم احمد عبد الكريم (المرجع):
"مهما قيل فإن أغنية الحقيبة من أغاني التراث المحضور في وجدان الشعب السوداني.
طرب لها آباؤنا و طربنا لها منذ نعومة أظفارنا و لا يزال أبناؤنا يرددونها في نشوة و طرب
و هم من جيل جاء بعد ميلاد الحقيبة بما ينيف عن السبعين عاما مما يدل علي خلود هذه الأغاني.

يقول الأستاذ مصعب الصاوي في مقال له
"الحقيبة حية تسعي بين الناس".
احتفظت أغنيات الحقيبة بسجل حافل للتاريخ الاجتماعي
لتلك الحقبة يمكن بعد الرجوع إليه و تحليله إلي قراءة السيكولوجية الاجتماعية
و اتجاهاتها و مناهجها فالمدخل إلي التعرف علي التراث هو السيكولوجية الاجتماعية.
ثمة رافد آخر تغذت منه أغنيات الحقيبة هو تيار الأدب الصوفي في الثقافة السودانية،
أو فلنقل هو النهر الجوفي للثقافة السودانية الذي تنهل من معينه كلما جفت ينابيعها الظاهرية
ذلك الذي يجعل ابو صلاح يتحدث عن الجهد الفكري،
مركز فلسفة الإشراق الفارسي عند السهرودي
و يجعل عتيق يتحدث عن وحدة الذات العاشقة بهدفها الوجداني الاسمي الذي يصل درجة الاتحاد و الغناء
و هي مؤثرات لا تخفي علي من نظر في فكر الشيخ محي الدين بن عربي و يجعل سيد عبد العزيز يتحدث عن طرف فتاة سودانية
يغض في عصر السفور في رائعته

(بت ملوك النيل)".

يا بت ملوك النيل يا أخت البدور

مين لى علاك ينيل فى البدور والحضور

الجبرة فيك بتخيل محمية الحما
الما حام حداه دخيل
ما كان أبوكى بخيل بت عز الرجال
أهل الدروع والخيل
والهنا… والسرور

يا صاحبة الأكليل ما أظن النهار
العين تدور له دليل
محياك نورو جليل كنت أقول شمس
لو ما الزمان كان ليل
وانتي عليكي نور

ما دمتا ليك أميل يا رمز السعادة
الما أتوجد له زميل
يا آية التكميل يا مراية الجمال
الفيكى كلو جميل
ريحانة العصور

يا بت ملوك النيل يا أخت البدور
مين لى علاك ينيل فى البدور والحضور


 
العامل البيئي

يقول الأستاذ مصعب الصاوي (المرجع السابق):
"الحقيبة هي اتصال فكري عميق
بجذور الظاهرة الاجتماعية التي أنتجت هذه التحولات و معبرا شرعيا هائلا لتراكم النتائج الشعرية الغنائية و القولية
بدا بالشعر القومي المنثور في أودية ربوع السودان حتى تأتي له الانصهار في زمان و مكان موحد هو أمدرمان.

و المتتبع للأصول الديموغرافية لشعراء الحقيبة يجد إنهم ينحدرون من بيئات اجتماعية ثقافية متباينة.
و هذا هو الذي يفسر تنوع و خصوصية النص الإبداعي للحقيبة.

فود الرضي القادم من أم ضوا بان
(و هنا اختلف مع الاستاذ مصعب حيث إن ود الرضى ولد فى العيلفون و لكنه درس الخلوة و حفظ القرآن فى ام ضوبان)
و الأمي من الجزيرة و خليل فرح خير من الشمالية أمثلة لذلك.

أما علي مستوي الأسلوب أي فضاء الأخيلة و الصور الشعرية و الموضوعات، فإنه يحمل سمة هذا التباين.
فبين مؤثرات الدوبيت و النم و الرباعيات عند إبراهيم العبادى المشبع ببيئة البطانة و تجليات البيان القرآني
عند ود الرضي الغناي و حضور المدينة الأنيق عند سيد عبد العزيز و براعة "الاستهلال" و "المجاز العقلي" عند أبو صلاح
الذي قرأ للمتكلمة و النحاة و المتصوفة، ينتظم عقد هذه المنظومة الجمالية المعرفية المسماة حقيبة الفن و التي هي بالأصل حقيقة الفن)

و كان بيئة الريف السوداني بقراه و وهاده ونجاده و سهوله و قيزانه و طبيعته و حيواناته و مياهه نهرا و مطرا
هي تلك البيئة الواسعة التي فرضت سيطرتها علي الإنتاج الفكري.

حين تقرأ قصائد شاعر ذي خبرة شعرية طويلة تتمثل أمامك في تجربته خواص مهمة منها دقة منهجه الشعري
وتخطيطه لتنيك القصيدة وتعبيره الوجداني عن جوهر الفكرة ثم تحس مناخها من خلال نبضات موضوعها الحي وما يختزن في ذاكرة الشاعر
من رؤى حاشدة تورق فيها الصور كخلايا حية في جسد القصيدة كما تحس بالانسياب البارع الذي يسيطر على نظام القصيدة ).

تصديقا لذلك و على سبيل المثال لا الحصر قصيدة "في الضواحي"
لخليل فرح كمثال من شعر الحقيبة في وصف بيئة الريف.
و يمكنك أن تري معي لماذا أصاب فن الحقيبة "الخلود" و تم و صمها بوصمة "العبقرية".

"يُشّرح" لنا أستاذنا علي المك هذه القصيدة فيقول:
هي قصيدة قيلت في وصف محاسن الطبيعة، وقد جاراه فيها كثير من الشعراء
من بينهم إبراهيم العبادي في قصيدته ومطلعها :

(يا محاسن حسن المحاسن)



في الضواحى وطرف المداين ..
يلا ننظر شفق الصباح ..قوموا خلو الضيق في الجناين ..
شوفوا عز الصيد في العساين

يلا نقنص نطرد نعاين ..النهار إن حر الكماين ..
كلبي يا جمجوم أصله خاين ..شوفوا كيفن يبرأ الملاين ..
هب شال وكشح المراح

للقنيص الخيل خف راسن ..نحن ما بنخاف من مراسن ..
المكارم غرقنا ساسن ..والمجاهل مين غيرنا ساسن ..
ان عطشنا نمز مر وآسن ..وأن عشقنا بنعشق محاسن ..
فى المحاسن كفي يومنا راح

في الخميلة انجلت المحاسن ..عيني حايرة ومشي قلبي جاسن ..
بعض حسنك هي يا محاسن ..الحرير حين قدميك داسن ..
والزهور حين شفتيك باسن ..والغصون من لدنك مياسن ..
والنسيم فاح بكر الملاح

يا الطبيعه الواديك ساكن ..ما في مثلك قط في الأماكن ..
يا جمال النال في ثراكن ..ياحلاة البرعن أراكن ..
في قفاهن تور قرنه ماكن ..لا غشن لا شافن مساكن .
.في الخزام والشيخ والبراح

شوف صباح الوادي وجماله ..وشوف خضاره وصيده ورماله ..
شوف يمينه وعاين شماله ..شوف نسيم الليل صاحي ماله ..
شوف فريع الشاو مين أماله ..القمر خجلان من كماله ..
والصباح لاح بهل الوشاح

يا أم لسانا لسع معجن ..كلمة كلمة وحروفو ضجن ..
ديل خدودك غير داعي وجن ..ديل عيونك من غير سبه لجن ..
ديل دموعك من نظرة شجن ..ده دلال ايه ده دلال معجن ..
محن الامات يا رداح

ماك نسيم الليل بي برودك ..نامت الازهار فوق خدودك ..
غرد العصفور فوق عودك ..النفوس ما اتعدت حدودك .
.ما عرفنا عدوك من ودودك ..بس أنا المقسوم لي صدودك ..
يا حياتي وأملي اللي راح

إن هذه القصيدة صورة فنية رائعة

تعجز عن إبرازها ـ مكتملة الظلال والألوان ـ أيدي المصورين البارعين.
ولكنها خرجت من مخيلة الشاعر النابه متناسقة الألوان، وارفة الظلال، بديعة النغمات والألحان .

*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
يتبع

 
وهنا ينادي الشاعر صحبه بالهجرة من المدن إلي الضواحي للاستمتاع بمنظر الشفق عند الصباح في الأفق الواسع،
حيث يطيب الصيد الذي يرتع في نجوع الفضاء، وقد اكتنز لحماً وطبق شحماً، فيخلو قنصه وطرده من مكان إلي مكان.

وحينما يصير النهار حاراً يحسن اللجوء إلي الكمائن
[ يلاحظ إن الشاعر قصد هنا أن القانصين للصيد يمعنون النظر الي تلك الكمائن [جمع كمين وهو المخبأ (او المكامن ساعة الحر
لان الصيد عادة يبحث عن الانجمامة علي ظلال تلك الكمائن ) ]،
ويبقي كلبنا "جمجوم" [اعرف أن للفرجوني كلب قنص يسمي جمجموم لعله اسماه علي كلب الخليل (الكاتب)]
سارحاً وراء الملايين [الملاين هي القطعان (من الصيد فيخطفها هارباً بها مبتعداً عن سراحها.

[والقنيص هو الصيد.. و قانص أي متحفز ينتظر صيده الثمين وعادة ما يكون القانص مختبئ.
ويستعان في القنيص بالكلاب ( كلاب الصيد ) والتي من أشهرها الكلاب السلوقية وهي كلاب يمنية من قرية سلوق التي اشتهرت بهذا النوع من الكلاب
وهي ذات صدر واسع وخصر نحيف جداً وسريعة في الجري وذكية في التدريب).]
في الضواحي وطـرف المـــداين
يلّه ننظر شفـــــــــــق الصبـــاح
قوموا خلّوا الضيق في الجناين
شوفوا عز الصيد في العساين
يلّه نقنـص نطــرد نعــــــــــــاين
النهـار إن حــرْ الكمــــــــــــاين
كلبي يـا جمجـوم أصله خـــاين
شوفوا كيفن يبــرا المـــــــلاين
هَبّ شال وكشـح المـــــــــــراح

ثم ينتقل الشاعر إلي ذكر الخيل
التي تأهبت للقنص والصيد وفي ذلك اشارة إلي وطنه قائلاً:

إنه لا يهاب من مراسن (معاناة القوم) فنحن أصل المكارم والشجاعة لا نخاف المجهول ولا اقتحامه،
وفي الشدة نشرب الماء الآسن المتعفن المر،
كما وأننا لا نعشق سوي فضائل الأخلاق، التي نضيع فيها زماننا.
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
يتبع
 
للقنيص الخيـل خَفّ راســـــن
نحن مـا بنخـاف من مراســن
المكـارم غــرّقنـــــا ســاســـــــن
والمجـاهل من غيرنـــــــا ساسن
إن عطشنا نميزْ مُـر وآســــن
وإنْ عشقنا بنعشــــق محـاسن
في المحاسن كفي يومنــــــا راح
ثم يعرج إلي ذكر الخميلة وفيها تتجلي المحاسن،
التي تأسر العيون وتفتن القلوب التي تتحرك لمشاهدة ما يكسو قدميها من الحرير،
وشفتيها التي تزدان كالزهور رقة وحلاوة،
وجسمها اللدن الناعم كالغصون في لينها وحركتها، وقد سار النسيم الفوّاح بعطر الملاح.
[هذا المقطع فيه إطراء و اعتزاز بحسنائه (محاسن)
و مقابلة طريفة بينها و بين (محاسن) الروضة الغناء مع ما فيها من تنوع و جمال ) ]

في الخميلة انجلت المحــــــاســــــــن
عيني حايرة ومشي قلبي جاســـن
بعض حسنك هي يا محاســـــــن
الحرير حين قدميك دامــــــــــــن
والزهور حين شفتيك باســـــــــن
والغصون من لدنـــك مياســــــــن
والنسيم فاح بكر الـمـــــــــــلاح

ثم يناجي الشاعر الطبيعة في سكونها وهدوئها
الذي لا يماثله شئ في الوجود، حيث تجد المتعة في شجر النال المنثور في ثري الوادي
[النال نبات ينمو في اراضي الدندر وجهة القضارف والحواتة وعادة تفوح منه اجمل العطور
ومن النال تبني القطاطي ومنه تعمل الصرفات فهو ينمو في الثري اي التراب
وهكذا الخليل قال يا جمال النال في ثراكن ،
وتري حولها الغزلان ومن خلفها (المحل)
ذكر الغزلان، بقرنه الماكن ترعي في أشجار الخزام والشيح والبراح.
[ الشيح و الحزام (هكذا وردت) و البراح و الشاو نباتات خلوية لا تخلو من رائحة ذكية )]
يا الطبيعة الواديك ســـاكن
مافي مثلك قط في الاماكن
يا جمال النال في ثراكـــــن
يا حلاة الــبرعن أراكــــــن
في قفاهن تور قرنه ماكـن
لا غشن لا شافن مساكــن
في الخزام والشيح والبراح

ثم يحث صحبه قائلاً لهم:
انظروا إلي الوادي في الصباح، حيث الخضرة والرمال،
والصيد في اليمين وإلي اليسار.
فتحس بنسيم الليل يهب بارداً، فتتمايل الأشجار في ضوء القمر
الذي يستتر وراءها خجلاً.
ثم يهل الصباح فيتجلي منظر الطبيعة وضوحاً وجمالاً ومتعة.
شوف صباح الوادي وجمــــاله
شوف خضاره وصيده ورماله
شوف يمينه وعاين شمـــــــــاله
شوف نسيم الليل صاحي ماله
شوف فريع الشاو مين أمــــاله
البدر خجلان مــن كمــــــــــــاله
والصباح لاح بهل الوشـــــاح
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
يتبع
 
ثم يخاطب حبيبته ذاكراً دلالها الذي يتضح في عجمة لسانها الذي ينطق الكلمة متعثراً في حروفها
(وردت "حروفه" عند المبارك ابراهيم).
ثم يصف خدودها اللامعة، وعيونها التي تسبي الناظر خفراً وحياءً، ثم دموعها التي تسيل علي خديها من أول نظرة.
ويصف كل هذا بالدلال الساحر الذي حيّر الأمهات.

يا أم لسانا لســـــــع مـعجـــــن
كلمة كلمة وحروفهـــــــــا ضجن
ديل خدودك غير داعي وجن
ديل عيونك من نظــــرة سجن
ديل دموعك من نظــــرة شجن
ده دلال أيه..ده دلال معجن
مــحن الأمــــــات يـــــــا رداح

و يخاطب نسيم الليل العليل والأزهار التي نامت فوق خدودها.
وتسمع للعصفور وهو يغرد بألحان بديعة فوق جسمها.
وحين ذاك هدأت النفوس، ولم نعرف من هو العدو من الصديق وصرت أعاني من صدودك وأفقد أملي الذي ضاع.
مال نسيم الليل بي بــــــرودك
نامت الأزهار فوق خــــدودك
غرد العصفور فــــوق عـــــودك
النفوس ما اتعـدت حــــــدودك
ما عرفنا عدوك مـــــــن ودودك
بس انا المقسوم لي صــــــدودك
يا حـياتي وأمــــــلي اللـــى راح

وقد وردت كلمة "شوف " في قصيدة الضواحي عدة مرّات كما تبيّن الأبيات التالية:

شوف محاسن حسن الطبيعة *** تلقي هيبة وروعة وجمال
شوف نواحي الوادي الخديرة *** والحمائم يشجيك هديرها
شوف طبيعة البهاء والنضارة * شئ يعيد الروح في احتضارها
الخضار والماء والجمال

فكلمة "شوف" من كلمة أشتاف،
أي تطاول ونظر.
و"تشوف" تطلع إلي الخير من السطح.
شفته شوفاً: أي جلوته. ودينار مشوف: أي مجلو.

وفي هذه القصيدة تجد بعض كلمات تظنها عامية وهي عربية فصيحة، ونسوق إليك بعض الأمثلة : ـ
قوموا خَلُّوا الضيق في الجناين
شوفوا عزّ الصيد في العســاين

فالعساين جَمْع كلمة "عسن" وهي نجوح العلف والرعي في الدوّاب.
فعسنت الدابة نجع فيها العلف والري. وأعسن إذا سمن. .

يقول الطيب شيقوق: في موسم الدرتية اي بعد ادبار الخريف المطير
( بكسر الميم والطاء والياء وهي تصغير جمع مطرة -امطار- و تصغير المفرد مطيرة)
لما ينزل خلال تلك الفترة تنبت بعض النباتات التي تحافظ علي خضرتها من هبيّب الشتاء الزارق
( نسام فصل الشتاء الداخل جديد) وندي الصباح الباكر
و هذه النباتات المخضرة هي التي قصدها الخليل حيث يرعي الصيد ذلك العسين او النبات الدرتي.)
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
يتبع
 
وفي رواية اخري العسين هو النبات الذي ينمو علي اطراف الميع او الاودية بعد انحسار المياه منها
وغالبا تشبة البنت الجميلة وهي في ريعان شبابها بالفوسيبة
والفوسيبة هي القصبة الخضراء التي تنمو علي اطراف الاودية ايضا
بعد ان تنحسر منها المياه وتظل يانعة ومفرهدة ومخضرة
بسبب نسيم الشتاء ورطوبة ارضها بدون اي مصدر آخر للري .

ففي البيت التالي :

كلبي يا جمجوم أصله خائن شوفوا كيف يبري الملاين
هَبَّ شاله وكشح المراح.

قال الأزهري: كشح عن الماء:
إذا أدبر عنه. والكشح ما بين الخاصرة والضلع الخلف. وشاله من شلت العين دمعها بمعني أرسلته.

ويقول في بيت آخر :

القمر خجلان من كماله والصباح لاح بهل الوشاح

ويقول في بيت آخر :
القمر خجلان من كماله والصباح لاح بهل الوشاح

فالوشاح: حلي النساء كرمان من لؤلؤ وجوهر منظومان أحدهما علي الآخر تتوشح به المرأة...

(من مقدمة ديوان خليل فرح)

لعل في الدعوة المفتوحة في قصيدة في الضواحي..
تحمل في جينات تفاصيلها ترياق الانفتاح علي جمال ما خلق الله في مدارات الطبيعة.
ليتفقه الخلق في اتساع قدرة الله..وذلك الخروج إلي الطبيعة يتضمن معالجات ..
نفسيه.وبيولوجيه..واستراحات عقليه.وحسية..وترويح للنفس .وتهدئه..وراحة..
تغير وتبدل في المزاج والحالات النفسية..ويمكن أن يكون دقيق الوصف فيما احتوي من تفاصيل يؤكد كل ذلك...
انكسار الانقباض.وتفتح رؤى الأبصار علي ذلك المزيج البديع من سحر تداخل الجمال..
والوصف التعبيري للقنص ..
وكل تلك الأنشطة التي تعيد تغيير كيمياء الجسد بما تفعله من تغيير بيولوجي يساعد النفس والحس..
ويني لبنات صحاح في قوام وفكر وخواطر الإنسان).
 
البيئة الأم درمانية

توفرت لأمدرمان كافة العوامل الجاذبة لانطلاقة الفن الجديد (الحقيبة)

فهاجر إليها كل موهوب تواق لتقديم مساهمته في الغناء الحديث
وكان أولهم محمد ود الفكي
الذي انتقل من الخرطوم إلي أم درمان حي العرضة،
وفي حي السيد المكي تجمع أساطين الغناء تحت سقف واحد:
سرور والأمين برهان وكرومه، مجاورين لعمر البنا

وليسوا ببعيدين عن إبراهيم العبادي ودار محمد عثمان بدري..
فلا عجب أن احتوت أم درمان دار الإذاعة والمسرح ودور الغناء الحديث والشعبي.

صارت أم درمان وطنا لمعظم مطربي أغنية الحقيبة
وما بات يعرف بالأغنية الحديثة، بداية
بعبد الله الماحي والأمين برهان وعبد الكريم كرومه والحاج محمد أحمد سرور وعطا كوكو
ومحمود عبد الكريم (ثنائي الموردة) و ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة وعبيد الطيب والتاج مصطفي
وعبد الدافع عثمان وصلاح محمد عيسي وإبراهيم عبد الجليل و التوم عبد الجليل وفضل المولي زنقار وعثمان الشفيع
محمد أحمد عوض وإبراهيم عوض وهاشم ميرغني وأحمد الجابري، وبادي محمد الطيب..

كما لا تزال تضم صلاح مصطفي ومحمد الأمين وزيدان إبراهيم وأبوعركي البخيت وكمال ترباس وعوض الكريم عبد الله،
وأحمد الفرجوني والعديد من المطربين والموسيقيين..

إما ولد وترعرع بأم درمان، أو هاجر إليها واستوطنها.

ربط بين عملاقي الحقيبة كرومه و سرور الكثير من الأشياء
فمن ناحية البيئة فهما قد نشآ في بيئة أم درمان، و في حواري أم درمان تشكلت أجمل القصائد

و فيها أقيمت الأعراس و الليالي الملاح و كان مسكن كرومه في حي السيد مكي القريب من حي ود ارو
حيث يقطن سرور وما بينهما تقع خلوة الشيخ أرو و بيوت الجالوص
و خلفهما يقع حي القلعة حيث منزل الشاعر توفيق صالح جبريل و بدور القلعة.

لا يخفي علينا ماذا ستؤدي بيئة تحتوي علي كل هذا التنوع.
الاختلاط و تلاقح الأفكار و التشاور و النقد البناء و التنافس و حفلات الأفراح و الجمال ...

كل هذه العوامل

امتزجت مع بعضها في بوتقة أم درمانية اسمها حقيبة الفن
فأنتجت عطرا معتق عبّق المكان و ساد خلال الدهور و الأزمان

فأصبحت حقيبة الفن
كوكب منزه في علوها ...سحرها غريب ..
شخصها بعيد او كان قريب ...أنوارها آخذه بدون سلوك ...
يبرق ثناها في غيهب الليل الحلوك
 
إن الأصالة في قيم المجتمع السوداني هي أصالة فطرية
تستمد أصولها من تراث ضارب في جذور النفس السودانية و من عادات و تقاليد و موروثات تتغلغل في وجدان الروح و البدن.

من هنا نبتت شجرة الحقيبة، من تربة خصبة متّرعة بالحب و العفاف

و هي مع مرور الزمن استمدت قوتها من عصير شعري يجري في عروقها
و من نسمات ألحان تنساب بين أوراقها فأنبعثت أصوات تهمس بما فاض بها من شوق و حنين و أنين.....

لهذا أصبحت حقيبة الفن خالدة...
تأمل محمد عبد الله الأمي في قصيدة "ما بخاف"
مع التزامه بلزوم ما لا يلزم (القافية ثلاثية الأحرف)
حين أُتهم بالتعاون مع الإنجليز فكتب القصيدة يدافع فيها عن نفسه:

ما بخاف من شيء برضي خابر *** المقدر لا بد يكـــــــون
إن أتاني الهم جيشه دافر *** يلقي يا خلاي صبري وافـــــر
يلقي عزمي التام ليه خافر *** ويلقي قلبي شجاع ما جبون
بالعداء معروف ما ببادر *** وما بخون الجار ماني غـــادر
وما بقول للناس متلي نادر *** بل بقول للخالــــــــق شؤون
ما عصيت مولاي ماني فاجر *** لا ولا بالعالم بتاجــــــــــر
نفسي يا أحباب ليها زاجر *** لم أكن كل يوم لي لـــــــــون
الثبات معروف لي مُعاصر *** لو بقيت في داخل مَعاصر
والإله غير شك لي ناصر *** رغم أنف الواشي الخــــــؤون
قول لشاهد الزور فيم ساير *** هدِّي روعك قبل الخساير
يا ما قبلك عميت بصاير *** من لساني وقولي الهتــــــــــون
قول لأهل الجور والمساخر *** ما في أول ما ليه آخــــــر
ما بِدوم العز والمفاخر *** وما بدوم الظل والحصـــــــــــون
عن سبيل الحق ماني نافر *** وما جحدت الخير ماني كـــافر
وما ضمرت السوء ماني حافر *** للصديق هاويات السجون

هذه القصيدة هي في الحقيقة مجموعة من الحكم و مآثر الأخلاق و فضائل السلوك والتعامل الراقي المتحضر
انظر إلي هذه الفضائل و الصفات المتأصلة في نفسه؛
فضيلة الشجاعة (ما بخاف، قلبي شجاع ما جبون)،
فضيلة الإيمان بالقضاء و القدر (المقدر لازم يكون)،
فضيلة الصبر الوافر حين الشدة والعقل الراجح الموزون،
فضيلة عدم التعدي علي الآخرين و عدم الخيانة و اخلاق رعاية حقوق الجار و التواضع (ما بقول مثلي نادر)
وهو متوكل ومسلم أمره للخالق.

فضيلة الطاعة للمولي عز و جل
و حين يقع في المعصية فإنه لا يفجر و يتمادي فيها و سرعان ما يقلع عنها(ما عصيت مولاي ماني فاجر).
فضيلة الإنصاف و عدم الكذب و الغش (و لا بالعالم بتاجر)
و فضيلة نهي النفس عن الهوى كما قال مولاه في محكم تنزيله " وما أبري نفسي إن النفس لأمارة بالسوء "
و هو لا يتلون و يظهر بوجهين (لم أكن كل يوم لي لون)
و فضيلة الثبات عند اللقاء و المجابهة (حتى في داخل معصرة)
و فضيلة حسن الظن بالله (الإله غير شك لي ناصر).

و يستمر في سرد المكارم و حسن الخلق
فيقول بالأمر بالمعروف و النهي عن شهادة الزور
و ينصح الآخرين بان كل نعيم لا محالة زائل.
ثم يوالي بفضيلة الثبات علي الحق و انه لا يخشي في قول الحق لومة لائم و
وينتهي بفضيلة حمده تعالي علي الموجود
و انه لا يجحد الناس حقها ولا يضمر السوء لأحد..
 
من أسباب الخلود كذلك إلهام "المناسبة"

حيث كانت كثير من القصائد مصدرها التجربة الحقيقية الصادقة.
فالقارئ يبحث عن أشراقات القصيدة بصورها المضيئة ولغتها النافذة…

يبحث عن شحنات إيحائية تتجلى فيها مهارة الشاعر بما فيها من تفجر وتوهج…

يبحث عن تجربة صادقة فيما تثيره القصيدة من الأحاسيس الموحية والدالة والبليغة
ذلك أن من أسس الإبداع الشعري الوعي العميق للتجربة التي تضعه أمام رؤية وجدانية صادقة ).

مثال لذلك

قصيدة في "المسالمة غزال" و "في بنانك ازدهت الزهور" و "بدور القلعة"

و كذلك قصيدة "حاول يخفى نفسه"
للشاعر سيد عبد العزيز
عندما كان يسير مع صديقه عبيد عبد الرحمن و خالد ..

هي مثال آخر للصلة الوثيقة التي كانت بين الشعراء
و التي كانت عامل محفز و قوى لإنتاج إبداعات من مثل هذا القبيل.

حاول يخفى نفسه *** و هل يخفى القمر فى سماه
أبدا لا .. و طبعا لا.... شفناه ...شفناه

كما كانت "مناسبات" الأفراح هي الباعث الحقيقي للإبداع و المنافسة
و ينتظرها الشعراء و المطربين ليظهروا فيها إبداعهم و نسج شعراء الحقيبة
فيها قصائد لاتزال محور احاديث و غناء حتى الآن
مثل "جوهر صدر المحافل" "
و تم دوره و اتدور" لخليل فرح
التي نظمت في زواج محمد عثمان منصور سنة 1926و
هو صديق لخليل فرح و لحنها و غناها كرومه
و لقد رد عليه صديقه حدباى عبد المطلب
في نفس المناسبة بأغنيته المشهورة "زهر الرياض في غصونه ماح"
والتي نظمها في عام 1928 في زواج محمد الحسن عثمان منصور و لحنها و غناها كرومه مع الأمين برهان
و سجلها في العام 1929 كما غناها حديثا الفنان أبو داود
و شارك في نفس المناسبة
الشاعر بطران بأغنية "فردوس الجنان" التي تغنى بها كرومه.

كما كانت الصدمات العاطفية
لها دور كبير في نسج درر من قصائد الحقيبة مثل

ابداعات بطران حينما تركته حبيبته و تزوجت من غيره
و كذللك سيد عبد العزيز مع بنت المسالمة (قائد الاسطول)
و عبيد عبد الرحمن و خليل فرح فى واقعة مقابلة خليل فرح
و حدباى لمجموعة من الحسان مصادفة بحي الترس حيث كان يعيش مع الخليل
و التي ألهمته قصيدة "أذكر بقعة أم درمان" (انظر ترجمة الخليل).
الليلة كيف امسيتوا يا ملوك ام در
يبقى لينا نسيتو .. المنام ابى لـــى
بالسقام لجسمى و خليل اكسيتـوه
مالو لو بى طيف المنام آسيتـــوه
 
ختــــــــــــام:

إن الأعمال الكبيرة الخالدة لا يفرضها أحد علي الناس،
و لكنها بقوتها و روعتها تفرض نفسها علي الناس.

و أغنية الحقيبة توفرت لها كل عناصر النجاح من كلمة تحتكر النشوة و الطرب علي مر العصور،
لا لشئ سوي روعتها و حلاوتها

و قامت بأدائها حناجر مشهود لها بالحلاوة و التفرد.

من أجل هذا بقيت و ستبقي أغنية الحقيبة.

لا يقلل من قيمتها محدودية الآلات المصاحبة.
يكفي أن موسيقاها في اللحن الأساسي تستوعب التوزيع العلمي للموسيقي
و إدخال جميع الآلات الموسيقية و لقد قام بذلك معهد الموسيقي و المسرح
و أدخل التوزيع الكورالي و الاوركسترالي، فزادها روعة علي روعة".

لقد بني لنا شعراء و فناني حقيبة الفن أساس غنائي قوى وعلى أكتاف هؤلاء الأربعة
خليل فرح
و عمر البنا
كرومه و سرور
قامت نهضتنا الموسيقية الحديثة

عندما تتكون الفراشة الكاملة داخل الغلاف الصلب في مرحلة العذراء
أو الشرنقة تمر بمرحلة من المعاناة و المشقة من اجل الخروج فيفرز جسمها سائلا يخلصها من غلاف الشرنقة ،
ثم ينتفخ صدر الفراشة الكاملة ليكسر غلاف الشرنقة ثم يخرج الرأس والصدر من الغلاف،
وبعد ذلك تدفع الفراشة أرجلها إلى خارج الغلاف
وتسحب باقي جسمها من داخل الغلاف إلى الخارج،
وقد لا تستغرق هذه العملية بالكامل سوى عدة دقائق و قد تطول قليلا...
هذه هي العملية الطبيعة.

لكن أذا قام احدهم بشق الغلاف كي يساعد الفراشة على الخروج
فان هذا بالطبع يساعدها على الخروج سريعا

...ولكن....

ستصبح الفراشة ضعيفة و سرعان ما تموت ...
و ذلك لان حكمة الطبيعة و حكمة سبحانه و تعالى
أن تعانى الفراشة و تقهر الغلاف القوي لكي تكون قوية عندما تخرج ...
أنها طريقة عمل الطبيعة في تقوية عود الفراشة و جعلها قادرة على مجابهة صعاب الحياة.

كذلك حقيبة الفن ...

ولدت بصعوبة و مشقة بالغة
و صعوبات جمة من المجتمع و العائلة و عانت من الظروف السيئة سواء الاقتصادية أو السياسية أو الفنية
(الطنبرة و التم تم)
و كانت تفتقر إلى الخبرة و وسائل الانتشار و طرق التعليم المكتوبة و السمعية و البصرية
و عدم وجود القدوة و الرواد إلا قليلا و غير ذلك كثيرا....

رغم كل هذا خرجت حقيبة الفن قوية في عنفوان و شباب دائم
و شقت طريقها في الحياة لا يعترضها معترض
و لا يهون من قدرها شيء.....

و ستدوم ما دامت هناك روح و إحساس و جمال.

دمتم في أمان الله ....
 
هل يجف البحر من الماء وهل يكف الرضيع عن البكاء وهل يستغنا الانسان عن الغذاء هذي هي الحقيبه هل بمقدورنا ان نستغني عنها جزيت خيرا ضي القمر
 
ضى القمر .. تحياتى النواضرمجهودات نقف لها إجلالاً وتوثيق يسعد الناظرين ويشنف المسامع
ومن أسباب خلود أغانى الحقيبة يا القمر أعتقد صدق هولاء الذين تواجدو فى تلك الحقبة
شكراً جميلاً أيها الضى المنير
مودتى
 
العزيز ضي القمر اولا لك الشكر على هذا المجهود الرائع
وفي اعتقادي المتواضع كذلك عفويت وعدم التكلف في الكلمات لدى شعراء الحقيبة بل كلمات نابعة من الطبيعة والمجتمع السوداني
 
أعلى أسفل