نلتقي ولا نبالي رغم التعالي والكبرياء !!

بسم الله الرحمن الرحيم

نلتقي ولا نبالي رغم التعالي والكبرياء ,,,,,,,,,,, !!
قـــــــــال :
لا تتنازلي أبداً عن الدلال فإني أحب ذلك الكبرياء والتعالي ،، والأنجم في كبد السماء تزداد مقاماً كلما تسمو نحو الأعالي ،، وتلك الثمار تحلو مذاقاً عندما تتواجد في قمم الأشجار ،، وتفقد المذاق والحلاوة كلما تتدلى وتتواجد في تناول الأنظار .. والنظرة المحببة هي تلك النظرة المستحيلة المبذولة عبر أثقاب الغربال ،، والمعروض جهراً في ساحة الأسواق ليس كالمعروض خلسةً في علبة الأسرار ،، هويتك لأني أبحث دائماً عن ذلك الكنز في أعلى البحار ،، وصعبة المنال تحلو كلما يكون قطافها ذلك المحاط بالأخطار ،، لقد تناغمت السيرة قبل مقدمها فكيف يا ترى تلك البهية عند الإشهار !.. تشوقت كثيراً حين أوصفوها وقالوا عنها الكثير والكثير من الأشعار ،، وبالأمس زارني عطرها فجأة وعندها أدركت أنها بالجوار ،، فالعطر قد يسافر أميالاً وأميالاً بقوة الحسن والانتشار ،، يتوارد إلى المناشق قسراً وجبراً والناس يجهلون مواقع العطار ،، أعرف أنها مستحيلة المنال وتلك الاستحالة تجبرنا بنزعة الانتحار ،، ولو تنازلت عن كبريائها لحظة لما ركضت خلفها بالليل والنهار ،، وندرة الألماس تجعل الألماس تتغزل بأحلام الكبار والصغار ،، كم وكم يطيبني عناد تلك المستحيلة ولو تساهلت قليلاً لبكيت من تدني المعيار ،، فأنا لا أطيق التنازل من نجمة عالية مكانتها قمة المنار ،، تتحدى بحسنها ملكات الجمال كما تتحدى بحسنها مباهج الأزهار،، كم وكم من يعيب الكبرياء والتعالي ويرجو ذلك التواضع في المسار ،، ولكني أرى التواضع جدلاً لا يليق بالأنجم ولا يليق بقمر من الأقمار ،، وتلك العدالة تعطي المحاسن حقها ولا تساوي بين الجواهر والأصفار ،، فأعذروني إذ أردتها سامقة لا تواكب الأخريات في القياس والمقدار .. كم أتوق في الخيال أن أقبض في يدي قبساً مهيباً لا ينال بالسهل والاستهتار ،، والزهرة المستحيلة العزيزة هي تلك الزهرة المحاطة بالأشواك والأسوار .. ولا ينالها إلا ذو عزيمة يعرف القيمة لتلك الجوهرة المصانة بأسوار العفة والوقار .

الأديب والكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
 
أعلى أسفل