محمد اسماعيل الرفاعي «ودمت لتغرس فينا الإباء»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
ودمت لتغرس فينا الإباء
( لوالدي عليه الرحمة قبيل وفاته )

عرفتك يوم وعيت الحقائق حولي
تهيمُ هُياماً
بحبِ الإلهِ
تعيش نقياً تقياً
كريماً سخياً
تؤملُ في من برى للبرية
دوماً بكل رجــاءْ
توكلتَ يوم كان
التوكلُ معناً غريباً
بفعل التغابش في ذي الحياة
يُعَدُ الغبــاءْ
تواضعتَ حيناً
وكان التواضعُ فِعلاً مهيناً
إذا ما أتتهُ الرياحُ
هبـاءً هبــاءْ
لبستَ دثارك عشق الوطن
تسربلت عشقك زهواً
تباهي به في
رواق المدينةِ في كبريـاءْ
تجوبُ الوهادَ
تذودُ تجودُ
بحبِ كبيرِ
تعود ديارك تلهج
حمداً لرب السماءْ
رأيناك تسمو سموءاً
كبدرٍ منيرٍ
تلألأت فينا أشعتَ الضياءْ
وأنت تقوم اللياليَ ذكراً
وتسجدُ خوفاً
وتدعو إلهك سراً وجهراً
فتنسى وتُنسي
غِـمـارَ العناء
ومازلتُ أذكرُ حالة كونك
تأتي سريعاً خفيفاً
تجيءُ تروحُ
وتسعى حثيثاً
تُلبي النداءْ
تقشّفتَ ذُهداً
وصرتَ أسيراً ذليلاً
كسيراً لوجهِ الإلهِ
بغير افتتانٍ
بحبِ البقاءْ
وها أنت ذا الآن شيخٌ
تخوضُ
بآخر عمرك ِحرباً ضروساً
لتُحي شموخاً
وتُفني بصبرك
معنى الفنـاءْ
حسبتُك حيناً
حُسيناً أميناً
أتانا يجدد درس الثبات
يعيد لذهني
سمات البطولة في كربُلاءْ
تُحاربُ وحدُك
تستلُ سيف صمودك
تسرِجُ صبرك
مهراً جموحاً
بنبضِ الـنـقاءْ
تناهِضُ وحدك
جيش الخنوع
دُعاة الخضوع
ويغسل طهرك
قبح الركوع
بماءِ الخشوعِ
وسيلِ الدموع
لتغرس فينا مبادي
الطهـارة والكبرياءْ
وإني لمحتُكَ يوماً تذوب .. وترنوا بعيداً
تؤوب تنادي .. تتوبُ تُناجي
إلهك طوراً .. تُريدَ الرحيل
وتُعلنَ أن قد مللتُ الحياة
فيرتد صوتك حُزناً عليَ
عصيّاً على صخر أُذني
وذهني يُقلبُ كُرهاً صداه
أُغالطًُ أًذني وأجري بعيداً
أعوذُ ببطءٍ .. ألوذُ بحقٍ .. أعوذُ بربي و ربَ السماءْ
أُتمتمُ همساً .. أُناجيك ربي
وألهج ألهجُ .. لطفك ربي
أعني .. رجاءً رجاءْ
فهلا أجبت إلهي الدعاءَ؟؟
مننتَ عليَّ بسر دُعائي
منحتً حبيبي الشفاءَ الشفاءْ ؟؟
 
أعلى أسفل