عبدالقادر الكتيابي «عَرضحال»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
عَرضحال


إلى الأعتابِ الشَّريفةِ بين يَدَيْ أشراطِ السَّاعة

***

سيدي ..

يا محضَ روحِ الصدقِ ..

يا خيرَ البريةْ

زادك اللهُ صلاةً في سلامٍٍ ـ في مقاماتٍ سَنيّةْ

ثمَّ آلَ البيتِ والأصحابَ ـ أحبابي ـ

و أُهديك التحيَّةْ

ثمَّ أمَّا بعدُ : ـ

هذا طبقُ ما أخبرتَنا بالأمسِ بالضَّبطِ ـ

انجَلى للعينِ آياتٍ جليَّةْ : ـ

بالتفاصيلِ الدقيقاتِ وبالأسماءِ والوصفِ الذي أخبرتَنا ـ

قد جاءَ بالرُّوميِّ للأعماقِ ( أخنسُ مِن أُمَيَّةْ ) ..

كان قد أَفضَى إليهمْ ـ

وَ هْوَ مغلوبٌ على سُلطانه ِـ

فِعلاًـ كما أَخبرتَ ـ

يَبْكي ....ـ

ثمَّ لمَّا أنْ رأيناهُ ـ

ضَحِكْنا نحْنُ من شرِّ البليَّةْ!!!

زادَكَ اللهُ صلاةً سَيِّدي :

ها نحنُ لازلنا كما نحنُ ...

اختَلفنا ـ

منذُ ( كَسْرِ البابِ ) حتَّى :

( سَحقِ بَغْدادٍ ) كما أخبرتَنا بالحرفِ ..

لازلنا بذاتِ الجاهليَّةْ ...

زادَكَ اللهُ صلاةً سَيِّدي ـ

ثم وازْدِدنا خلافاً

قَالَتِ الأعرابُ آمنَّا بهذا ( الزيت ..)

والباقونَ ـ بالأهرام و ( العَمْ سام ) والإعلامِ

والأغنامُ ـ أدناها إلى الذئب ـ القصية ...

كَرَّةٌ هذي علينا .. لِبَنِي يعقوبَ هذي

كَرَّةٌ كٌبْرى ... كما أَخبرتَ ..

لكنَّا نُلَطِّفُهَــــا ... ـ

نُسَمّيها ( القَضِيَّةْ ) ...!

زادَكَ اللهُ صلاةً سَيِّدِي ـ

طِبقَ ما أَخْبَرتَنا هاهِيْ تَهَاوَتْ

أُمَمُ الدُّنيا عَلينا ـ رغْمَ أنَّا الآنَ مليارٌ ونصفٌ ـ بلْ غُثَاءٌ

كَغُثَاءِ السَّيلِ نَسْعَى نحوَ جُحر ِالضَّبِّ ـ

لا نَدري ...

وَ هلْ يَدري اّلذي ضلَّ الهُوِيَّةْ .. ؟

كلُّ ما أخْبرتَنا عنهُ رأيناهُ بهذا العَصْرِ لكنْ ..

زادَكَ اللهُ صلاةً في سلامٍ ـ

لم نَعُدْ نَدري ـ مَنِ الجاني على الثاني ؟ ـ

الرُّعاةُ أَمِ الرَّعيَّةْ ؟

إنَّهُم يا سَيِّدي ـ صَلَّى عليكَ اللهُ ـ

خَافوا ـ مُنذُ أنْ دُكَّتْ خُرَاسَانُ الّتي دُكَّتْ

بِقُنْبُلَةٍ ذكِيَّةْ

سَارَعُوا فِيهمْ ( أيِ الدُّوَلَ الصَّدِيقَةَ ) طِبقَ ما أخبرتَنا

راحُوا يُسِرُّونَ المَوَدَّاتِ اّلتي صِيغَتْ مَواثيقاً خَفِيَّةْ

هُمْ كِرَامٌ سَيدي ـ قد سَلَّمُوهم مَنْ أَرادوا ـ ما أَرادوا ـ واسْتَزَادُوهم فَزَادوا

هَكَذا حُكَّامُنا ـ قد أَفسَدوا فِينا فَسَادوا

و اتَّبَعْناهم بِحَقِّ التَّابِعِيَّةْ

زادَكَ اللهُ صَلاةً

سَيِّدِي

هُمْ عَلَّمُونا كَيفَ نُغْضِي عَنْ بِنَاءِ السُّور ِ

عَنْ قَتْلِ الأُطَيْفَالِ ـ دَمار ِ الحَرْثِ و النَّسْلِ ـ اكْتَشَفْنَا

أَنَّهُ ( فَنٌّ ) يُسَمَّى

( فنُّ ضَبْطِ النَّفْسِ ) ـ شَرْطَاً

أنْ تَكونَ النَّفسُ في ( الضَّبْطِ ) رَضِيَّةْ

هكذا حُكَّامُنا ـ يا زادَكَ اللهُ صَلاةً ـ

نحنُ أوْ هُمْ

بلْ كِلانا ـ بعضُ أَشْرَاطٍ تَوَالَتْ ـ

ليسَ مِنْ فَرقٍ سِوَى أَنَّا عَرَفْنا ـ

طِبْقَ ما أَخْبَرتَنا ـ عَن في غَدٍ كيفَ البَقِيَّةْ

بَيْنَما هُمْ ـ زادَكَ اللهُ صَلاةً سَيّدي ـ

هُم طِبقُ ما أَخبرتَنا عنهم ـ يَبِيعُون العَلِيَّةَ بالدَّنِيَّةْ

ما تَبَقَّى سَيّدي ـ

عنْ خَرْجَةِ الدَّجَّالِ إِلاّ إِمْرةُ المهْديِّ حِيناً

ثُمَّ عيسَى .. ـ سَيّدي مَا دُونَهُمْ

إلاّ اجْتِيَاحاتٌ ثَلاثٌ لِلْحِجَازِ و شَامِنا ثُمَّ الدِّيَارِ الفَارِسِيَّةْ

ما تَبَقَّى زادَكَ اللهُ صَلاةً سَيّدي إلاّ خُسُوفٌ

كُنتَ قد أَخْبرتَنا عَنها ـ وَ قَلبُ الشَّمسِ ـ

ثُمَّ النَّارُ ـ نارُ الطَّردِ بَعدَ الدَّابةِ الكُبرَى

قُبَيْلَ النَّفخِ ـ ثُمَّ الفَصلُ في الجَلْحاءِ والقَرناءِ حَتّى

تَأْخُذَ الثَّأرَ الضَّحِيَّةْ

ثُمَّ إمَّا جَنَّةً حُسْنَى و إِمَّا ـ

حَسْبُنا اللهُ ـ لَنَا في وَعدِكَ المأْمُولِ يا

صَلَّى عليكَ اللهُ ـ آمالٌ قَويَّةْ

سَيّدي يا صاحبَ الحَوضِ اسْقِني ـ باللهِ و الأحبابَ يومَ الَحَرِّ

مِنْ كاسَاتِه الغرَّاءِ رَشْفَاتٍ هَنِيَّةْ

زادَكَ اللهُ صَلاةً سَيّدي عَنْ صِدقِ ما أَخبرتَنا يَجْزِيكَ عَنَّا

بالمقامِ الطَّيِّبِ المحمُودِ و الرُّتبِ العَلِيَّةْ
 
أعلى أسفل