صلاح أحمد إبراهيم «هجليجة الحيّ»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
هجليجة الحيّ


أو تنساني وإسمي ظلّ محفورا عميقا في لحاها

بلل الله ثراها

هذه هجليجة الحيّ التي يقصدها (السّنبرُ) إبان الخريف

بعد تسفار مُخيف

لبستى ثوب غبار ... عبقريّ النّسج ريفي

جذرها فى الارض راسخ

رأسها في الشمس شامخ

وهي تحيا بالكفاف

وبما دون الكفاف

تحتها أضغاثُ شوك ، ونوى ناقفهُ مات ، وما عادت ثمار

ونثير من حجار

ظل يلُقيها الصِّغار

ظلّلت حاجبها بالكفِّ تستفسرُ في همهمةٍ: من ذا اقترب

فى عجب

بعد ما شح المزار

وراى المُبغضُ للخُضرة أن يقتطعوها.. ويبيعوها حطب

حدست من ذا أتاها

عرفت فيّ فتاها

فأنا قلبي محفورُُ عميقا في لِحاها

وعليه أحرفي:

(صادها) عطشى جوار (الألف)

منذ ان كنت صبيا في الجوار

عرفتنى من بعيد

دمعت حين راتني مقبلا فى لهف

ورمت لي في سخاء ثمرات

خبّاتُها في مكان غامض منها خفي

أفما ظلت تُعيدْ

للسواقي...

أنني آت إليها من جديد

قبل أن يلحقها فأس ونار

حينما يفرضُ ذاك المبغضُ الخضرة بالقوة تنفيذ القرار

كيف أنساها وتنساني، وإسمي ظلّ محفوراً عميقاً في لِحاها

فأنا أيضاً جناها

وأنا الملحُ الذي تقتاتهُ، والماءُ، والحامي حِماها

هذه هِجْليجةُ الحيّ..
 
أعلى أسفل