حيدر الشيخ «مشت في ذاتي»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
مشت في ذاتي ..

مشت في ذاتي آتيه عاتيه طاغيه ذاته

دي الشموخ الما بعدو وحاتكم وحاته

شُفته الدلال فيها مازِح ممزوج بي غتاته

إتمنيت لو أي دلال إتعطر بيها مزحاته

أزهر الشارع لما طَلّت والبيوت وشُرفاته

وسَرّتْ سَرَتْ فرحه ومعاها ضحكاته

البال ليها إنشرح والقلب طار فرح

ليها ولي رايع صفاته


لي نضاره إزهاره إبهاره أنهاره جناته

خُطاها الدهشه اللّينة وهشه مشياته

الأرض تشتهيها ماشة فيها وطياته

تفرهد تغرد تزغرد تحيا ويزهر نباته

لما ودعت مشت وفجأة نظرتْ إلتفاته

الأرض إتشهدت مادت وكادت إنفراطه

بسيطة وفي البسيطة سطعت إنبساطه

شتيلة القمر من صغيرة ريده شَبَّ تاته

كِبْرَتْ وكِبر معاي جُواي جَوَى آهاته

أحيت فيّ الفصول بعد ذبوله وإنحتاته

أينعت كل السهول لما هاشه ماشه جاته

الصابة وعد النزول مطر غيماته

الهابة بعد الهطول عليلة ندية نسماته

أروت العطش المَهُول من كوثر فُراته

أزهرت كل الشتول في أديم مساماته

الأفق صَمتْ الذهول بَرَقَتْ فيهو بسماته

إتكحلت مرافي الوصول بيها جياته

دندت مواقيت الحلول تناجي طلاته

قالت سلام فارقت نفسي صِراطه

وتاني سلام أسْلَمَتْ روحي حياته

غلبني الكلام ونفسي شافت مماته

والممات الزي مماته حياه من حياته

وإتلاشت رويداً رويداً ذاتي فيها ذاته

ورويداً رويداً إتلاشت روحينا ذاته

الدنيا شهقة ماجت ولاجت إنفلاته

إتمنيته لو لي روحي أبَدْ مَرْقَدْ سُباته

أيقظت كُلي إنتباه بي حضوره ميقاته

زينت كل الدورب في أبعد مسافاته

معاها تَسْبَح الروح وتَسعَد مَداراته

ولي ريده لو شُفتو كيف مُداراته

في عيونه حاجَة تلجِم عُصاته

ورموشه سيوفه والفاتكة عَصَاته

إصابة وصبابة وتتمنى الأجل لحظاته


والصَوْلَة الصَليل تَصْهِل فيها ساحاته


حبيت حديثه الشارده بيهو نظراته


حبيتو ليهو كاتمه وبيهو ناطق سُكاته


مشيت ومشاعري قَبْلي مشت سِكاته

لي المزاح المغطغط ممغنط غتاته

ولي الوجه القمر وصمت السَحَر إنصاته


لا عيوني عنو حادت لاحديثي مره فاته



وأحلى الأيام مشيناها نحنا كنا تلاته

هي وأنا وقلوبنا دقاته إسراعه وسكناته

رَمَتني بي لِحاظه وتالَتْ فيّ غزواته

ناري وحاصرتني .. في عقر داري

فأهديته أول وكل إنتصاراته

مشت وَلّتْ وفي ذاتي خَلّتْ لفتة وداع تحياته
 
أعلى أسفل