حيدر الشيخ «لا .. للحرب»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::

لا .. للحرب ..


سهلٌ أن ترفعه السلاح

صعبٌ أن تنتهي بعد إندلاعها الحربُ

في الوطن الواحد في الكون الواحد

شمال جنوب شرق كان أو غرب

لا للحرب لا للطلقات مدوية لاتميز

بين عدوٍ وصديقٍ طفولةً يتوكأها شَيبُ

لا لأنهار الدماء مهرقة لا للبيان

والبيان المضاد وسيل الشتم والكذبُ

لا لخيرات الوطن مهدرة في لاشيء

يتبعها إهدار لطاقات الأُمة والشعبُ

لا لسلب الارواح لا لسلب العقول

لا لكل انواع الغش والتدليس والسلبُ

لا لحقٍ ثمنه دم أخي وعنه

إن تنازلت لا جرم أو تفريط أو عيبُ

لا للاوداج منتفخة والعين تتطاير شرراً

والشرر نار يزكيها غضبُ

الوطن وأهله وثرواته وكل ما فيه أمانةٌ

لاتجعلوا مصيره بالأيادي لعبُ

كم شردت الحرب أناساً وكم أهلكت

من انفس حرة زكياً دمها سال منسكبُ

أزالت المروج خضراء ورائع الطيور

مضى بعيداً سرب إثره سربُ

كم من أُمٍ أضحت ثكلى تبكي وحيداً

وكم عروسٍ باتت ليلها وهي تنتحبُ

وكم من طفلٍ تيتم حل الأسى في

عينيه بعد أن ساد ودان له الغَلَبُ

وكم ضيعتم من شباب يدخر لبناء

الوطن أَم تريدونه دكاً جدباً وخَرِبُ

أم هي السلطة واحد يريد أن يركبها

ولن ينزل من قبله سرج والحق يُغتصبُ

كم من حرمات كثيرة بإسم الوطن

لا بل في حق الوطن وبنيه ترتكبُ

الفاقة سمة للاجيال غدت والحقوقُ

تُغتصبُ والتساؤل مَنْ المغتصبُ


خمسون عام والمحصلة صفر لا بل

تحت الصفر وحرب هي الجدبُ

الثروات تحتها دوماً وميض نار

لعن الله من مشعلٍ لها حطِبُ

تضاءلت الآمال عاماً بعد عام بعد أن

كانت عند الاستقلال تتعانق والسُحبُ

ما بال الخطى الوئيدة الواثقة الجريئة

في نصف الطريق تحتار تضطربُ

ضع يدك في يدي ضعها في يد أخيك

في يد (عدو الامس) غداً لاترحم الحِقبُ

تأمل الحال متسلحاً بالعلم ولا تتعجب

إن انتابك صرعك في وعيك العجبُ

الناس تبحث قطرة ماءٍ نقيٍ للشُربِ

وماء النيل يجري خالداً كوثرٌ عذبُ

ثروات الأوطان للاجيال بوعي تصان

وثرواتنا تهدر عنوة وغفلة شدٌ وجذبُ

فلا نتعجب غداً جميعاً إن لحقتنا لعنةُ

رضيعٍ هزيلٍ هَدّه من أمٍ مريضةٍ حَلبُ

عذراً عزه لاتغضبي إن بعض أبنائك

آذوك مراتٍ أو أُسِيء في َحقِك الأدبُ
 
أعلى أسفل