حاج أحمد الطيب «غدر اليهود»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
يغتال في وضح النهار سجود
في أرضهم والقاتلون يهود

حصدتهم الأيدي الأثيمة غيلة
مما يدبر ظالم وحقود

والأرض تشهد والسماء بغدرهم
وبفعلهم .. والعالمين شهود

غدر يظل على امتداد زماننا
عبر القرون وحبله ممدود

عجباً وبين يديه في محرابه
يغتال عٌباد لـه وحشــود

هذي خصال لا تفارق طبعهم
مذ كان في عادٌ في الورى وثمود

كانت مجازر منذ كان مجيئهم
والغدر بين طباعهم معهود

سادت شريعتهم إزاء تخاذلٍ
منا وحكم الغاب ظل يسود

وقضية الأرض السليبة كلها
قصص تردد بيننا ووعود

من نصف قرن والعدو مرابطٌ
في حين نحن تقاعس وقعود

ضيف من القوم اللئام وشرهم
وعتاد ضيفي خسة وجحود

والقدس تمضي في غمار تجاهل
من أهلها .. هل يا ترى ستعود؟

زعموا بأن الأرض في أعرافهم
أرض اليهود وزعمهم مردود

والعالم الغربي صمت مطبقٌ
عما يدبر نحونا وبرود

ولطالما وضع العوائق دونها
والغرب فيه عوائق وسدود

والعالم العربي صمتٌ قاتلٌ
ومتى يقاتل يا ترى ويذود

ذهبوا كما جاءت مشيئة ربهم
وجزاء ربك جنة وخلود

أمم العروبة كلها في نومة
وعدوها من أهله مسنود

هل من (صلاح الدين) في أيامنا
يأتي لنجدة قومه ويقود

وهل الأعارب في قديم زمانهم
إلا حماة عرينهم وأسود

ولسوف يدركنا الكريم برحمة
من عنده وبفضله سيجود

ظلت فلسطين وتحت سياطهم
دهراً .. وللصبر الجميل حدود

لم يجدهم نهج التفاوض قطرةً
تبدو وهل للحاقدين عهود

والعُربُ في دعة وليس يهمهم
إن القضية عدة وجنود

هذا زمان من عجائب صنعه
يغتال في وضح النهار سجود
 
أعلى أسفل