بعض أفكاري ضد التعدد وما قلت #

زهير

:: كاتب نشـط::
  • تحدثت يوم أمس الاحد أمس في ندوة لمنظمة المراة الامريكية السودانية بوشنطون في أمر التعدد ولكن الوقت لم يسعفني لطرح فكرتي بالكامل ومضونها لذلك قررت أن تنشر في المواقع السودانية عسي أن تجد مساحة من التحاور حولها والخروج برؤية موحدة وبراي عام موحد نحو هذه القضية) دعوني أستهل مقدمة طرحي بشكر منظمة المراة الامريكية السودانية بواشنطون لمنحي هذه الفرصة للتعبير عن رائي في هذا الامر وأبدا بواقع الحال للحديث عن والاوضاع الانسانية للمرأة بعد الثورة في الوطن العزيز أن النساء كن وقود الثورة السودانية التي أطاحت بنظام الانقاذ بل شكلن نسبة 60% إلى 70% من المتظاهرين وأن أيقونة الثورة كانت امرأة ورغم ذلك أقصيت من المناصب القيادية في الهيئات التي ستقود البلاد خلال الفترة الانتقالية)
    ولا أخفيكم أن الحديث في امر التعدد شائك وعميق ومتداخل بل غاية في التعقيد في مجتمع محافظ ومؤمن بما انزل الكتاب بلا تفكير أو مراجعة لتجربة الاسلام الاولي بدولة المدنية المنورة ومن ذاك الزمان الي يومنا هذا بالرغم من التطور الانساني ونسبة التعليم العالية في مجتمعنا وبين السودانيين علي أختلاف مشاربهم ومراجعيتهم الاثنية نجد أن مسالة التعدد مسالة خلافية وعامرة بالعداء والتكفير للذين يرون انها ممارسة غير انسانية في حق المراة ومثياق الزواج الغليظ لا غرو فلقد شرع الاسلام التعدد و يترتب علي رفضه هجمة مضرية من قبل رجال الدين وأساطين الذكورة الغير أنسانيين الذين يقولون ان في ممارسة التعدد مصالح ودراء للمفاسد وهذه هي الرؤية السلفية للتعدد دون الدخول في تفاصيل كثيرة وتعالوا نري ما يروج له دعاة التعدد أذ يقولون أنه في التوراة جاء أن نبي الله سليمان عليه السلام كان متزوج بسعمائة أمراة و سيدنا أبراهيم تزوج أوجمع بين سارة وهاجر وهما اخوات وجاء في كتاب نيوملد عن قوانين الزواج عند العبرانيين أن التلمود والتوراة قد أباحا التعدد علي أطلاقه ويقول الدكتور محمد فؤاد الهاشمي وهو كان مسيحي واسلم أن الكنيسة ظلت الي القرن السابع عشر تعترف بالتعدد وتقول الدارسات التاريخية ان التعدد كان منتشر عند الفراعنة والرومان والفرس وهنا علي أن اقف واقول بالصوت ان التعدد ثقافة مجتمع وليس فكرة سلفية يحملها ويروج لها شيوخ الدين فقط ولكن من رصد اعمق واشمل أنه ظاهرة اجتماعية ضاربة في القدم عمت كل المجتمعات الانسانية وكان لكل أمةو شعب معالجة لها وتصور انساني لما نعاني الان !وعندما نتحدث عن رسول الله ص وهو معدد والاقتداء به ذلك يرجع لضراروت الدعوة وطبيعة المجتمع البدوي الذي يعتبر النسب اقوي الاواصر وليس بعدالنسب والمصاهرة غير التحالف و السلم ولكن هنالك حادثة هامة سوف أعود اليه في معرض سياقي الي تقيد التعدد
    مقولة لسيمون دي بوفوار: (على المرأة أن تكسب وجودها، لا أن تصل هويتها بهوية الرجل، فاضطهادها لا يأتي من الرجل وحده. إنها تضطهد نفسها تثار بين الحين والآخر قضايا إشكالية تخص على وجه التحديد المرأة وحياتها، أبزرها فى الآونة الأخيرة ، نحاول أن نعيد التفكير فى قضايا وحقوق المرأة من منظور عقلانى، يسعى بالأساس إلى صيانة حقوق وكرامة النساء ببلدنا، الأمر الذى يتطلب إعادة النظر فى أسس واصول الرؤية السودانية للمرأة بصفة عامة، ويمثل التراث الدينى رافدًا رئيسيًا فى تكوين الصورة النمطية عن المرأة التى غالبا ما توسم بصفات الشر، ونقصان العقل لذا، نعيد اليوم التفكير فيما يسمى بتعدد الزوجات، طارحين أمامكم مقترحًا بسن تشريع يشترط موافقة الزوجة الأولى على الزواج الثانى لزوجها، الأمر الذى يمكن من خلاله صيانة الأسر ، مستدلين على ذلك بأراء فقهية تراثية أيضًا الأزهر-تعدد الزوجات فى المطلق "عبث" ، لم يلتفت اليها الناس بشكل علمى ومنطقى لما صرّح به شيخ الأزهر أحمد الطيب، عبر برنامجه "مع الطيب"، حول تعدد الزوجات فى الإسلام فالشيخ الذى درس فى السوربون قدّم رؤية مغايرة لما اعتدنا فى السنوات الأخيرة على سماعه، بخاصة من السلفيين الذين من جهتهم صوبوا أسهم الاتهامات على الرجل مرة، أو تغيير كلامه مرة أخرى والافتراء عليهماذا قال الطيب؟ وماذا فعل السلفيون؟، الإمام الطيب قال إن تعدد الزوجات فى المطلق "عبث وهراء" وأن الأصل فى الإسلام الاكتفاء بواحدة، وأن الزواج الثانى له شروط، متحدياً أى شخص أن يأتى بآية أو حديث يأمر "يأمر ولا يبيح بخاصة لمن يقرأ على مزاجه" ويبيح بتعدد الزوجات أو يفضل له ذلك السلفيون هاجموا الإمام، وادعوا أنه يحرم التعدد، مروجين لفكرة أن الأزهر ينكر وجود آية التعدد فى القرآن!! لماذا فعل السلفيون هكذا؟ لأنهم ببساطة يؤمنون أن التعدد هو الأصل بمعنى؟ يعنى أنهم يؤمنون بوجوب زواج الرجل بأكثر من امرأة "اللى يجيلها عريس سلفى تعرف أنه ح يتجوز عليها ، وهناا حذرنا ,وقال السلفيون "أن الله من أمر بالتعدد" واستندوا طبعًا إلى أن الرسول وصحابته تزوجوا بأكثر من امرأة.
    تعالوا معًا نعود إلى الوراء بداية، نعم، الرسول وأصحابه تزوجوا وبكثرة، لا أفرط فى الزواج وتجاوز أعدادًا كبيرة، لكن فى الواقع التاريخى أن المسألة لم تبدأ مع الإسلام؛ بل هى أقدم كثيرًا، فأغلب أنبياء التوارة تزوجوا بوفرة، النبى إبراهيم تزوج من 6 نساء ويعقوب من 4 وداود من 9 وسليمان من 1000، كما ورد فى سفر الملوك الأول فى الإصحاح 11، "سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ"، كما كان العرب قبل البعثة يتزوجون دون التزام بعدد، فمثلا غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة، فقال له الرسول "اختر منهن أربعا"!! إذن كل ما فعله الدين الجديد أن وضع حدًا لعدد النساء، ولسبب غير معلوم لم يضع قاعدة بالاكتفاء بواحدة، أعتقد كان سيغلق بابًا شائكًا ولكن تعالوا نذكر هذه الحادثة فعن الْمِسْوَر بْنَ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ .
    فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ : ( أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي ، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي ، وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا ) أن في هذا الزواج إيذاءً لفاطمة ، وإيذاؤها إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم من كبائر الذنوب ، وقد بَيَّن ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله : (وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي ، يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا) .
    وفي لفظ : (فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي ، يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا ، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا) رواه البخاري (5230) ، ومسلم) .
    وهنا اقول حتي رسول الله (ص) عندما اراد سيدنا علي ان يعدد رفض ذلك من منطلق الاذي لأبنته فالزواج شراكة عقدت بالتراضي بين الرجل والمرأة، نتنازل فيها كل منهما طواعية عن حياته الخاصة لصالح تكوين أسرة ناجحة، يتحمل فيها كل شريك ما عليه من واجبات قبل أن يطالب بما له من حقوق، ويدرك كلاهما أن تقصيره في أداء ما عليه سيعرض سفينة الزوجية للغرق، ومن ثم فلا مجال للأنانية ولا الذاتية فالامر جد خطير، فإذا لم يكن كلاهما أو أحدهما على هذه الدرجة من الوعي فلن يستطيع أن يكمل المسيرة
    يجب دعم فكرة اتخاذ زوجة واحدة بوصفه العرف الأمثل للزواج والذي يضمن مصلحة الزوجين والأطفال والأسرة يحث القرآن على اتخاذ زوجة واحدة مما يضمن مصلحة الزوجة والأطفال والأسرة ولابد أن نفهم أن الزواج مؤسسة أكبر بكثير من المتعة والشهوة الحيوانية الزائلة فهو مؤسسة راقية وكبيرة لا يفهمها التفكير المريض مؤسسة قوامها التقدير والمودة واحترام الكينونة البشرية وهو مؤسسة أساسها وعمادها الأبناء، الذين يجب التضحية من أجلهم بكل ماهو غال ونفيس والعمل من أجلهم على كبح كل أنواع جماح الشهوات
    فكفانا زورا وبهتانا وظلما لنساء السودان وكفانا خيانة لهن لقيمنا الانسانية نعم التعدد خيانة مشرعنة وقتل نفسي وعقلي لنساء وأطفال مجتمعنا و يحكم على الأسرة بأكملها بالشتات والتدهور واللا نجاح والضياع والتيه والتفسخ ويحكم على المجتمع ككل بالنكوص والردةيا سادة، لنعترف جميعا ولنفتح أعيننا على حقيقة مفادها أن عصر التعدد قد أفل وولى وأصبح مجرد ممارسة قديمة أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد صالحة بالمرة لعصرنا الحالي
    فلماذا تريدون الرجوع بنا نحو الوراء؟ وتحكموا علينا بالردة في هذا الأمر؟فلابد يا نساء السودان من أن تحيين مشروع تعديل قانون الا حوال الشخصية والأسرة وتغيير العديد من القوانين التي تحط من كرامة النساء وتكرس دونيتهن وتشرعن التمييز فيما بينهن الرجال فقد قال الله عز وجل في محكم تنزيه((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) [النحل90]
    وأخير أقول لسنا ضد الاسلام ونصوص القران ولكن ضد الممارسة الغير أنسانية لنصوصه و يجب أن يكون العرف الأمثل هو اتخاذ زوجة واحدة لما شرع الله في كتابه ولابد من خطاب ديني يؤسس لهذا المبدأ ونعمل علي ترسيخه في أذهان الجميع.
 
أعلى أسفل