أبو ذر بابكر «مزامير»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
ترنيمة الصمت

قريبا من أمنية
ترتاح على حواف الحزن
يغتابها صمت القصائد
حين يدحرج رأسه
أو رأس ليله المملوء بالهتاف
بأخيلة الوسائد
فوق عباءات الوقت الأخرق
جلست أرتب أحزان الحلم

قلت لها

حدثى وجهك عنك
ثم اسبقينى
صوب مرآيا الغيب
كى نرى سويا
عرى خطايانا مصلوبا
على قارعة الموت

قالت لى

ما عدت أرى رائحة الصمت
لم أغمض عينى
لكن كان الضوء شحيحا
فى أغوار الصبر

لا أشتم الآن
همهمات الضوء
الكامن فى لب الصوت
لكن
أنبأنى حراس الجرح النائم
غير بعيد
فى أطراف الريح
أن الريح ستصحو
تستل مرآياها البكماء
لترانا فينا
أو ربما
لتقايض صمتنا
بأهازيج الطين الرابض
فى خاطر المدينه
...

ترنيمة الحريق

تذكرت الآن
أنى نسيت إرتداء حلمى العتيق
فكيف إذن
سأدق على أبواب النار
وكيف سيستقبلنى محار الظن
لأنام قليلا
وأحيا كثيرا
وكل حوافر اليقين
مثبتة على حوائط الماء القديم
إذن
سأستعير من الرياح دمها
أبلل جسد الدرب
وكسوة الحريق
كيلا أغرق فى ظمأى

ثم تذكرت

أنى كنت
نشرت شرايينى
فوق نواح الأشجار
لتنمو فيه
معه
ليشرب من ترابها
حزن الأطيار

تذكرت
أنى قد سرقت وجه النسيان
إذن
فلا حريق بعد الآن
...

ترنيمة الغياب

ترى كم هى المسافة
بين أنين الورد
ومسمع آلهة المطر؟

ترى كم هى المسافة
بين هتاف الدرب
وإصغاء الرب؟
...

ترنيمة النهر

نحن
كلما مرت دمعة
تحت عرائش التعب
تصطك فينا
مفاصل الأمانى
تؤرقنا سقيا العظام الخائفة
ونحن
كلما نام ظل
توسد قبر جسده
يستيقظ الغمام فينا
ليصعد نوم الظمأ
إلى مراقد النهر
ليهبط خرف الطين
على لهاة الأغانى
نحن
جرح الموج النائم
بين بكاء الماء
وضحك الجمر
...
ترنيمة الخيبة

هل المساء
إلا جثة خائبة
لنهار خائبٍ؟
نهار
فضّل أن يبيع الشمس
مقابل حفنة نجمات

شربت الشمس حليب عشبها ونامت

نهار
ما علم أن القمر
طفل يبخل بحلوى الضياء
وفتات الأغنيات الذابلة

هل المساء
إلا محض نهار زائفٍ؟
 
أعلى أسفل