أبو ذر بابكر «براق النشيد»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
لأيامُ
منذ قهوتِها التى
خدش ضحاها
مكرُ الظلِ
وتواطؤُ الأشجارِ
منذ نشوتِها التى
استباحَ صباها
طيشُ العشبِ
ها هى الآن تغفو
حافيةَ القلبِ
تستجيرُ من رمضاءِ الليلِ
بأرقِ النهارِ
ها قلبُها الآن
ينتعلُ الحنين

نحن
أسرجنا براقَ النشيدِ
صهوةَ أمنيةٍ
بذلت ضوئها صهيلا
فى حنجرةِ العتمة
فى لهاةِ ِالسِفارِ
هتافاً وأنين
هى ذا هناك
عتمةٌ
ضرّجها الصقيعُ بالحمى
تُغافِلُ لونَها اللعين
هى ذا هنا
وحتى آخر ضحكةٍ
فى قعرِ كأسِها الرجيم
ترفع نخبَ البكاءِ عالياً
إلى أسفل قعرِ البدايةِ
حيث المرآيا
سكنتها أشلاءُ بشارةٍ تنادى
هل من مزيدٍ
هل من مزيد


هى ذا هناك
وشمٌ على عتباتِ الغوايةَ
معطونةٌ فى صخبِ الوريدِ
قلنا
للحزن سعةٌ البحرِ
قالت
جددتُ لضيق الأرضِ بيعتى
أعلنت السأمَ عليكم حارسا
فتزملوا بترابِ فجيعتكم
وشوكِ النهاية


هى ذا هناك
تخرجُ
شاهرةً نصلَ غبارها
تفصدُ عُرىَ الضوءِ
لتسيل الظلمةُ
نبعاً من ريقِ المشيئةِ
نهراً من دمِ النوايا
فموتئذٍ
لم يكن فى جيب السماءِ
سوى ضجرِ الغيمِ
ورائحة الحكايا
كان مأهولاً
ببخلِ خريفِه اليتيم
وقميصُ المواسمِ
قُذّ من أمام فرحه


والأحلامُ
منذ عطرها الذى
مضغته الريحُ خلسةً
ما أفصحت لليلِ
عن إسمها القديمِ
ما أفشت للأرضِ
سرَ ذلك القرنفل الوسيم
الآتى من أعماقِ النبض
من كل فجٍ صديق
هى ذا هناك
تربضُ مثل أحجيةٌ خرقاءُ
جسدها حجرٌ
من شهوةِ العواصف
قالت
أنا رصيفُ الذنوبِ
ومنبعُ الحريق

عمراً فعمرا ساقنا
سرابُ الصبواتِ
إلى ماءِ السنين
قال علقوا عذابَكم
فوق سدرةِ البكاء
قرب جرحِ الياسمين
أو أكتبوا غيابكم
فى وجهِ ذاكَ الظلِ
فوق لوح العاشقين
فاليوم أكملت لكم حزنكم
قال هاكم أكتبوا
ثم دسّ فى الهجيرِ
بقايا مدادِه السقيم
 
أعلى أسفل