مازن سخاروف
:: كاتب نشـــط::
عندما أنجز مايكل جاكسون فيديو هل تذكر
?do you remember
رفع البعض حواجبهم دهشة لأن مايكل قدّم الفراعنة أفارقة.
هو حس ومـَلكة ووَعي الفنان .. سواء الكاتب, الرسام النحات, المغنّي, العازف والراقص
نعرف الآن جيدا أن الفراعنة هم أجدادنا. آباؤنا الأولون في السودان الجميل. ونعرف أن مصر ليست سوى تعريب للفظ (مصرايم) في التوراة.
أما إسم البلد الأصلي فهو كِمِت وتعني الأرض السوداء, أرض الناس السود.
وظل المعنى مع اختلاف المسميات دوما وأبدا* كما يقول أحد أساتذتنا الأفذاذ من السودانيين في التاريخ وعلم الاجتماع, مأخوذا عن اللون الأسود.
مثلا إثيوبيا وهي تسمية اليونانيين (سارقو تركتنا ضمن من سرقوا) تعني أرض سكان الوجه المحروق؛ السودان, وهو تعريب\ترجمة نفس المعني؛ السلطنة الزرقاء (وهو وصف الأسود بالأزرق كما هو شائع في الثقافة السودانية), وهكذا.
أما مصر الحالية, فالتركة التاريخية وتحصيصها يثبتان أن سكانها (من غير النوبة والأقباط) ليست لهم علاقة البتة بالحضارة المصرية القديمة .. التاريخ, الأهرامات, الفلك, الحساب, التشريح, الكيمياء, الرياضيات, الهندسة, الفلسفة, الصوفية .
طبعا في أشياء زي روحانيات المعابد تحتاج إلى تركيز خاص لأنو تم السطو عليها وتشويهها وشيطنتها مثل ما يسمى اليوم بالماسونية.
وفي الكثير الخطر, مثل ما يسمى بنظرية نيوتن للجاذبية الكونية اللي هي مبنية في الأساس على قياسات فائقة الدقة من الهرم الأكبر (كما هو مثبت تاريخيا ولكن غير شائع لأسباب كثيرة منها أن الرواية التاريخية يهيمن عليها المنظور الأوربي أو بشكل أكثر دقة اليوروسنتري) وفي غير ذلك
لحسن الحظ إنو آثار الحضارة المصرية القديمة موجودة ولا تزال في البيئة السودانية .. المشاط, الختان الفرعوني للإناث (الذي إلى الآن في مصر المقهورة يُسمى بالختان السوداني), الجلابية الواحدة دي, طبق الكسرة, وعشرات الطقوس وأنواع الأطعمة والأشربة والشواهد .. ده طبعا غير الأثريات والمعالم التاريخية التي بعضها للأسف غمر تحت المياة, خليك من الإتسرق وتوزع على متاحف العواصم الأوربية, لندن, برلين, باريس, وارسو, إلخ.
تاريخي مع التركة المسروقة يبدا منذ حوالي عقدين من الزمان أو ما يزيد عن ذلك بقليل .. حيث مررت بمكتبة عامة في جنوب شرق لندن إسمها مكتبة دَليتش
Dulwich Library
والمناسبة كانت تظاهرة للكتب, إما معرض كتب, أو مجرد عرض بعض الكتب الجديدة. لفت نظري كتابٌ ترجمة عنوانه أثينا السوداء
Black Athena
للبروف العلامة مارتن برنال
Martin Bernal
أستاذ المصريات القديمة.
لم أُعِر الكتاب اهتماما أكثر من قراءة المعروض على الغلاف. لكنه ظل في أقبِية الذاكرة حتى أخرجته الظروف مرة أخرى إلى دوائر الإستنطاق. إلى بلاط صاحب الجلالة المخ.
في منتدى سودان دوت نت, منذ حوالي العشر سنوات, أدين للزميلين زول وسودانيز ون
zoal
و
sudaneseone
للزج بحلقة مهمة في أضابير محضر التحري, ألا وهو كتاب التركة المسروقة للعلامة بروف جورج ج. م. جايمس
George G.M. Games
جرى الكثير من المياه تحت الجسر منذ (صدفة) كتاب مارتن برنال, وسال الكثير من مداد الكلمات, وأستُهلك الكثير من الوقت والجهد وبلايين الخلايا الرمادية في مهمة البحث والتحري على يد صاحب هذه السطور لإيفاء مهمة التحقيق حقها.
-------------------------
* هناك إستثناءات مثل تاسيتي وهي جزء من المحاصصة التاريخية
أما تسميات كوش والنوبة فهي تسميات لا تخدم القضية واعتبرها جزء من المشكلة. لأنها تتفق مع التيار اليوروسنتري الذي يتعمد الرمادية للتضليل ويبتكر حيلا مختلفة لليّ عنق الحقيقة ممارسا التدليس بصور مختلفة.
أكبر مشاكل التدليس هي ما يسمى بالبارادايم. أو تصور مرحلي, خلافا للنظرية أو
theory
فالنظرية أعمق, أوسع وأضابيرها قابلة للعقلنة. أما البارادايم, مثل اليوروسنترية (أو الرؤية الأوربية المتحيزة) فلا نعدّها مع الباحثين في جمهورية أكاديميا نظرية, بل تشويها لنظرية علم الإجتماع بكاملها
?do you remember
رفع البعض حواجبهم دهشة لأن مايكل قدّم الفراعنة أفارقة.
هو حس ومـَلكة ووَعي الفنان .. سواء الكاتب, الرسام النحات, المغنّي, العازف والراقص
نعرف الآن جيدا أن الفراعنة هم أجدادنا. آباؤنا الأولون في السودان الجميل. ونعرف أن مصر ليست سوى تعريب للفظ (مصرايم) في التوراة.
أما إسم البلد الأصلي فهو كِمِت وتعني الأرض السوداء, أرض الناس السود.
وظل المعنى مع اختلاف المسميات دوما وأبدا* كما يقول أحد أساتذتنا الأفذاذ من السودانيين في التاريخ وعلم الاجتماع, مأخوذا عن اللون الأسود.
مثلا إثيوبيا وهي تسمية اليونانيين (سارقو تركتنا ضمن من سرقوا) تعني أرض سكان الوجه المحروق؛ السودان, وهو تعريب\ترجمة نفس المعني؛ السلطنة الزرقاء (وهو وصف الأسود بالأزرق كما هو شائع في الثقافة السودانية), وهكذا.
أما مصر الحالية, فالتركة التاريخية وتحصيصها يثبتان أن سكانها (من غير النوبة والأقباط) ليست لهم علاقة البتة بالحضارة المصرية القديمة .. التاريخ, الأهرامات, الفلك, الحساب, التشريح, الكيمياء, الرياضيات, الهندسة, الفلسفة, الصوفية .
طبعا في أشياء زي روحانيات المعابد تحتاج إلى تركيز خاص لأنو تم السطو عليها وتشويهها وشيطنتها مثل ما يسمى اليوم بالماسونية.
وفي الكثير الخطر, مثل ما يسمى بنظرية نيوتن للجاذبية الكونية اللي هي مبنية في الأساس على قياسات فائقة الدقة من الهرم الأكبر (كما هو مثبت تاريخيا ولكن غير شائع لأسباب كثيرة منها أن الرواية التاريخية يهيمن عليها المنظور الأوربي أو بشكل أكثر دقة اليوروسنتري) وفي غير ذلك
لحسن الحظ إنو آثار الحضارة المصرية القديمة موجودة ولا تزال في البيئة السودانية .. المشاط, الختان الفرعوني للإناث (الذي إلى الآن في مصر المقهورة يُسمى بالختان السوداني), الجلابية الواحدة دي, طبق الكسرة, وعشرات الطقوس وأنواع الأطعمة والأشربة والشواهد .. ده طبعا غير الأثريات والمعالم التاريخية التي بعضها للأسف غمر تحت المياة, خليك من الإتسرق وتوزع على متاحف العواصم الأوربية, لندن, برلين, باريس, وارسو, إلخ.
تاريخي مع التركة المسروقة يبدا منذ حوالي عقدين من الزمان أو ما يزيد عن ذلك بقليل .. حيث مررت بمكتبة عامة في جنوب شرق لندن إسمها مكتبة دَليتش
Dulwich Library
والمناسبة كانت تظاهرة للكتب, إما معرض كتب, أو مجرد عرض بعض الكتب الجديدة. لفت نظري كتابٌ ترجمة عنوانه أثينا السوداء
Black Athena
للبروف العلامة مارتن برنال
Martin Bernal
أستاذ المصريات القديمة.
لم أُعِر الكتاب اهتماما أكثر من قراءة المعروض على الغلاف. لكنه ظل في أقبِية الذاكرة حتى أخرجته الظروف مرة أخرى إلى دوائر الإستنطاق. إلى بلاط صاحب الجلالة المخ.
في منتدى سودان دوت نت, منذ حوالي العشر سنوات, أدين للزميلين زول وسودانيز ون
zoal
و
sudaneseone
للزج بحلقة مهمة في أضابير محضر التحري, ألا وهو كتاب التركة المسروقة للعلامة بروف جورج ج. م. جايمس
George G.M. Games
جرى الكثير من المياه تحت الجسر منذ (صدفة) كتاب مارتن برنال, وسال الكثير من مداد الكلمات, وأستُهلك الكثير من الوقت والجهد وبلايين الخلايا الرمادية في مهمة البحث والتحري على يد صاحب هذه السطور لإيفاء مهمة التحقيق حقها.
-------------------------
* هناك إستثناءات مثل تاسيتي وهي جزء من المحاصصة التاريخية
أما تسميات كوش والنوبة فهي تسميات لا تخدم القضية واعتبرها جزء من المشكلة. لأنها تتفق مع التيار اليوروسنتري الذي يتعمد الرمادية للتضليل ويبتكر حيلا مختلفة لليّ عنق الحقيقة ممارسا التدليس بصور مختلفة.
أكبر مشاكل التدليس هي ما يسمى بالبارادايم. أو تصور مرحلي, خلافا للنظرية أو
theory
فالنظرية أعمق, أوسع وأضابيرها قابلة للعقلنة. أما البارادايم, مثل اليوروسنترية (أو الرؤية الأوربية المتحيزة) فلا نعدّها مع الباحثين في جمهورية أكاديميا نظرية, بل تشويها لنظرية علم الإجتماع بكاملها