شادية عبد المنعم
:: مشرفة سابقة ::
إستعرض الأستاذ ياسر عبيدي العدد الأول من مجلة صيحة .. المرأة في الإسلام .. وتأتي أهمية هذه المجلة من كونها تناقش المسكوت عنه من قوانين وتقاليد ومفاهيم خاطئة تجرم بها النساء في العالم الإسلامي .. يتم النشر هنا بإذن خاص من الأستاذ ياسر حيث نشر العرض في سودان فوراول ولتقديري بالأهمية الفكرية لهذه المجلة سوف أنشر العرض تباعاً في الراكوبة
عرض للعدد الأول من مجلة "صيحة"
شهِدَ شهر يونيو من العام 2014 ميلاد العدد الأول من مجلة "صَـيْـحَة"، والتى صدرت عن الشبكة الإقليمية الناشطة فى منطقة القرن الإفريقى والمعروفة بإسم: [المبادرة الإستراتيجية للمرأة فى القرن الأفريقى "صيحة" / Strategic Initiative for Women in the Horn of Africa “SIHA” ]، وهى مجلة تعنى بقضايا المرأة وحقوق الإنسان فى دول المنطقة، وتصدر فى نسختين منفصلتين باللغة العربية والإنجليزية. وقد خُصِّصَ هذا العدد الأول من المجلة لموضوع: "المرأة فى الإسلام"، وإشتمل على ملفٍ إحتلَّ الصفحات الأخيرة منه بعنوان: "جدل السُّـفور والحجاب".
مجلة "صَـيْـحَة" تصدر سنوياً وجاء عددها الأول فى 101 صفحة من الورق الصقيل بحجم A4 وبغلافٍ مقوّى. وأكثر ما يُلفت النظر حين تقع عيناك على هذه الإصدارة، والذى أعتبره من أولى علامات جديِّة القائمين على إصدارها، وأساس نجاح عملهم الثقافى هذا الوليد، هو إيلائهم الإهتمام اللازم لشكل المجلة. ذلك أن الشَّكل، وليس غيره – والذى عادةً ما يتم تجاهله بإعتباره من "سفاسِف الأمور!" - هو المدخل لتقديم مضمون أى عملٍ كان، إذ به يُعزِّزُ المضمون محتواه .. ودونه يفقد أى قيمةٍ سواه.
وإذا علمنا أن هذا العدد إستغرق 18 شهراً من العمل المتواصل حتى يرى النور، خلالها تساقط من أسرة التحرير مَنْ لم يحتمل ضغط العمل والصَّبر على التجويد، بينما صمدَ مَنْ إمتلك الرؤية وكان حريصاً على إنتاج عملٍ يسجل علامةً فارقة ليُكتبُ له البقاء فى ذاكرة القرّاء ويدوم عبر السنين، أدركنا مدى جديّة أسرة تحرير مجلة "صَـيْـحَة" فى إنتاج عملٍ ثقافى لا يُلقى فى سلّة المهملات بعد الفراغ منه، وإنما ليحتل مكاناً على أرفف الكتب لنعود إليه متى دعت الحاجة إليه.
* كتبت "هالة الكارب" الناشطة فى مجال حقوق المرأة، مديرة شبكة المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الأفريقى ورئيسة تحرير مجلة "صَـيْـحَة"، إفتتاحية هذا العدد الأول مستعرضةً الأوضاع المزرية التى أصبحت تعيشها المرأة فى القرن الأفريقى جرّاء أيديولوجيا دينية مُتزمّتة زحفت من خارج الحدود، ورغم أنها غريبة على هذه المجتمعات إلاّ أنها أصبحت سائدة ومسيطرة، فتساءلت: {.. كيف حدث هذا، وما الأسباب التى دعت إلى ذلك، وبتحديدٍ أكثر: ما الذى أصاب المعتقد الإسلامى والروحانيات والتى ميّزت مسلمى القرن الأفريقى لقرونٍ من الزمان، والمؤسسة على حسن النية والتعايش السلمى والتسامح الجندرى والإثنى، لماذا تحوّل كل ذلك إلى عنف وكراهية عمياء للنساء، كراهية تورث للأجيال ؟} .. وتُجيب: {لاشك أن التحلل والإنهيار الذى أصاب الدولة الحديثة فى القرن الأفريقى، إضافة إلى الفقر المدقع الذى يلف الإقليم وإنعزاله، كل ذلك جعل منه مكاناً مثالياً لنمو وترعرع الدوغمائيات الهدامة والوافدة، ذات التمويل الهائل وبالتالى التأثير النافذ والتى نجحت فى تحويل مجتمعات القرن الأفريقى إلى باحتها الخلفية تمارس فيه ما يطيب لها من نشر ٍ للأفكار المدمرة وإزاحةٍ وإحلالٍ للثقافات المحلية. حيث أصبح الإقليم مرتعاً للحروب التى لا تتوقف، والتى بدورها تسببت فى خسائر فادحة على المستوى الإقتصادى والإجتماعى والإنسانى} .. وختمت كلمتها الإفتتاحية هذه: {عزيزتى القارئة وعزيزى القارئ، أرى أن هناك ضرورة ملحة لكى يقوم كافة مسلمى الإقليم: نساءً ورجالاً بالنهوض لإستعادة إسلامهم/ن ومعتقداتهم/ن الدينية وثقافتهم/ن، لابد من العمل الدؤوب وتحمّل المسؤولية بجدية بغية التطلّع لحياة أفضل تبعدنا من هذا اليأس الذى يلف حياتنا. من جانبنا، وفى هذا العدد الأول من مجلة "صيحة" والتى خصّصناها للمرأة فى الإسلام، لقد عملنا جهدنا لكى نُعلى من فرضية أن تفسير الإسلام ليس حكراً على فئة معينة أو عرق محدّد، بقدر ما أنه كمعتقد وروحانيات، مجبول على تعدّد التفاسير من واقع كونه نص خالد. وكان لنا عظيم الشرف فى أن تحتضن سطور المجلة أفكار نخبة من كبار المفكرات والمفكرين والكاتبات والكتاب من مختلف بقاع العالم الإسلامى. والذين ما إنفكوا يروجون للتنوير الإسلامى وينافحون عن قيم العدل والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان باعتبارها قيم إسلامية أصيلة لا تتناقض وتعاليمه السمحة}.
وقد تم تقسيم محتويات هذا العدد من مجلة "صَـيْـحَة" إلى خمس أبواب بالإضافة لملف العدد، وجاءت بعناوين: 1- وجوه 2- النساء والسلطة السياسية 3- مساواة 4- قراءات ومعارف 5- بين الخاص والعام ، وأخيراً ملف العدد: "جدَل السفور والحجاب"، بينما تخللت صفحات المجلة مواضيع أخرى تحت عنوان:"رسالة مفتوحة" للناشطة السودانية: "أميرة عثمان حامد"، وآخر عن المناضلة الجزائرية: "جميلة بوحيرد"، كما تزيّنت هذه الصفحات بصور ورسومات بديعة وكاريكاتيرات.
غلاف مجلة "صَـيْـحَة" فى النسخة العربية والإنجليزية.
بقلم ياسر العبيدي
عرض للعدد الأول من مجلة "صيحة"
شهِدَ شهر يونيو من العام 2014 ميلاد العدد الأول من مجلة "صَـيْـحَة"، والتى صدرت عن الشبكة الإقليمية الناشطة فى منطقة القرن الإفريقى والمعروفة بإسم: [المبادرة الإستراتيجية للمرأة فى القرن الأفريقى "صيحة" / Strategic Initiative for Women in the Horn of Africa “SIHA” ]، وهى مجلة تعنى بقضايا المرأة وحقوق الإنسان فى دول المنطقة، وتصدر فى نسختين منفصلتين باللغة العربية والإنجليزية. وقد خُصِّصَ هذا العدد الأول من المجلة لموضوع: "المرأة فى الإسلام"، وإشتمل على ملفٍ إحتلَّ الصفحات الأخيرة منه بعنوان: "جدل السُّـفور والحجاب".
مجلة "صَـيْـحَة" تصدر سنوياً وجاء عددها الأول فى 101 صفحة من الورق الصقيل بحجم A4 وبغلافٍ مقوّى. وأكثر ما يُلفت النظر حين تقع عيناك على هذه الإصدارة، والذى أعتبره من أولى علامات جديِّة القائمين على إصدارها، وأساس نجاح عملهم الثقافى هذا الوليد، هو إيلائهم الإهتمام اللازم لشكل المجلة. ذلك أن الشَّكل، وليس غيره – والذى عادةً ما يتم تجاهله بإعتباره من "سفاسِف الأمور!" - هو المدخل لتقديم مضمون أى عملٍ كان، إذ به يُعزِّزُ المضمون محتواه .. ودونه يفقد أى قيمةٍ سواه.
وإذا علمنا أن هذا العدد إستغرق 18 شهراً من العمل المتواصل حتى يرى النور، خلالها تساقط من أسرة التحرير مَنْ لم يحتمل ضغط العمل والصَّبر على التجويد، بينما صمدَ مَنْ إمتلك الرؤية وكان حريصاً على إنتاج عملٍ يسجل علامةً فارقة ليُكتبُ له البقاء فى ذاكرة القرّاء ويدوم عبر السنين، أدركنا مدى جديّة أسرة تحرير مجلة "صَـيْـحَة" فى إنتاج عملٍ ثقافى لا يُلقى فى سلّة المهملات بعد الفراغ منه، وإنما ليحتل مكاناً على أرفف الكتب لنعود إليه متى دعت الحاجة إليه.
* كتبت "هالة الكارب" الناشطة فى مجال حقوق المرأة، مديرة شبكة المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الأفريقى ورئيسة تحرير مجلة "صَـيْـحَة"، إفتتاحية هذا العدد الأول مستعرضةً الأوضاع المزرية التى أصبحت تعيشها المرأة فى القرن الأفريقى جرّاء أيديولوجيا دينية مُتزمّتة زحفت من خارج الحدود، ورغم أنها غريبة على هذه المجتمعات إلاّ أنها أصبحت سائدة ومسيطرة، فتساءلت: {.. كيف حدث هذا، وما الأسباب التى دعت إلى ذلك، وبتحديدٍ أكثر: ما الذى أصاب المعتقد الإسلامى والروحانيات والتى ميّزت مسلمى القرن الأفريقى لقرونٍ من الزمان، والمؤسسة على حسن النية والتعايش السلمى والتسامح الجندرى والإثنى، لماذا تحوّل كل ذلك إلى عنف وكراهية عمياء للنساء، كراهية تورث للأجيال ؟} .. وتُجيب: {لاشك أن التحلل والإنهيار الذى أصاب الدولة الحديثة فى القرن الأفريقى، إضافة إلى الفقر المدقع الذى يلف الإقليم وإنعزاله، كل ذلك جعل منه مكاناً مثالياً لنمو وترعرع الدوغمائيات الهدامة والوافدة، ذات التمويل الهائل وبالتالى التأثير النافذ والتى نجحت فى تحويل مجتمعات القرن الأفريقى إلى باحتها الخلفية تمارس فيه ما يطيب لها من نشر ٍ للأفكار المدمرة وإزاحةٍ وإحلالٍ للثقافات المحلية. حيث أصبح الإقليم مرتعاً للحروب التى لا تتوقف، والتى بدورها تسببت فى خسائر فادحة على المستوى الإقتصادى والإجتماعى والإنسانى} .. وختمت كلمتها الإفتتاحية هذه: {عزيزتى القارئة وعزيزى القارئ، أرى أن هناك ضرورة ملحة لكى يقوم كافة مسلمى الإقليم: نساءً ورجالاً بالنهوض لإستعادة إسلامهم/ن ومعتقداتهم/ن الدينية وثقافتهم/ن، لابد من العمل الدؤوب وتحمّل المسؤولية بجدية بغية التطلّع لحياة أفضل تبعدنا من هذا اليأس الذى يلف حياتنا. من جانبنا، وفى هذا العدد الأول من مجلة "صيحة" والتى خصّصناها للمرأة فى الإسلام، لقد عملنا جهدنا لكى نُعلى من فرضية أن تفسير الإسلام ليس حكراً على فئة معينة أو عرق محدّد، بقدر ما أنه كمعتقد وروحانيات، مجبول على تعدّد التفاسير من واقع كونه نص خالد. وكان لنا عظيم الشرف فى أن تحتضن سطور المجلة أفكار نخبة من كبار المفكرات والمفكرين والكاتبات والكتاب من مختلف بقاع العالم الإسلامى. والذين ما إنفكوا يروجون للتنوير الإسلامى وينافحون عن قيم العدل والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان باعتبارها قيم إسلامية أصيلة لا تتناقض وتعاليمه السمحة}.
وقد تم تقسيم محتويات هذا العدد من مجلة "صَـيْـحَة" إلى خمس أبواب بالإضافة لملف العدد، وجاءت بعناوين: 1- وجوه 2- النساء والسلطة السياسية 3- مساواة 4- قراءات ومعارف 5- بين الخاص والعام ، وأخيراً ملف العدد: "جدَل السفور والحجاب"، بينما تخللت صفحات المجلة مواضيع أخرى تحت عنوان:"رسالة مفتوحة" للناشطة السودانية: "أميرة عثمان حامد"، وآخر عن المناضلة الجزائرية: "جميلة بوحيرد"، كما تزيّنت هذه الصفحات بصور ورسومات بديعة وكاريكاتيرات.
غلاف مجلة "صَـيْـحَة" فى النسخة العربية والإنجليزية.
بقلم ياسر العبيدي