عن النهر وابتساماتها.... وقراءات (الجديد - القديم)

علي حاج علي

:: كاتب نشـط::
[align=justify]اعزائي....
في يوم ما لا اذكره كتب المحترم (خضر حسين) ما يلي:

عن النهر وابتساماتها........... نص لـ خضر حسين



قالت :
لاأحد
سأعبئ اسمك شهوةً . جسدي
يلمكـ من جهاتك كلها . جسدي
يضمك من جهاتي كلها .
لتكون شيئاً ما
ونمضي باحثين عن الحياة
درويش/ لا أعرف اسمكـ/ لا تعتذر عما فعلت
نجلس ثلاثتنا أنا ولوحة لعجوزٍ بائس أهدنيه صديق عزيز يوم أن خرج من سجن جلس فيه سنوات وبضع أشهر حتي كاد ينسي فيها صاحبنا طعم الشارع ولون الأشياء ، ثم (هي) بكامل سمرتها الميمونة ووجها المستدير كما البدر في إكتماله ، أخرجت دفتراً قديماً قرأت منه بعض كلماتٍ لنيرودا العظيم ، ذاك الشيلي الذي مات ووجهه قبالة النهر .. أعود إليه كلما إفتقدت شيئاً عزيزاً وبالتالي أصبح أنيس وحدتي لحالات الفقد التي أضحت سمة عصرنا المستدير ،
كعاصفة شتوية جاءتني البلاد بذكرياتها ..... هذا مساء أليم فبعض بعضه من آلام الناس وكل كله من أحزان العمر ، حتي حبيبتك التي كنت تراهن عليها في أمسيات الرفاق الأنيقة هاهي تعود من سهرتها المسائية وهي تتأبط ساعد زوجها وكأنها لم تعدكـ يوماً بأن تكون لقادم الأيام أو ما كنتما تسميه مجازاً بالغد الآتي .
الغد الذي لا يكون سوي في الأغنيات اليتيمة ، الغد الذي لطالما راهنت عليه ها هو ذا ينصرف عنكـ راضياً مرضياً لتؤسس فيما تبقي من العمر وتحكي عن عيناها التي تحرسها الغمام . تأتيك صور كثيرة الآن وأنت في إسترخائك العظيم تتذكر خطواتها ،إبتسامتها الساحرة ،سبيبات شعرها ،
صوتها العذب ، تسريحة شعرها ، تتذكر فيما تتذكر عيناها المليئة بالأحلام ، شفتاها العامرة بقيم الحياة ،
يوماً ما من أيام سنة كبيسة فاتحتها في الأمر ، حدثتها عن كون النيل لا يأتي من الهضبة الأثيوبية بل هو نتاج طبيعي لإحتفال الأرض بخطاها ، حدثتها إن (الدميرة) ليست لها أدني صلةٍ تذكر بقوانين المد والجزر بل فعل تابع لحركة صدرها العامر بالحكايات ، حدثتها وكلي ثقة بأن الجاذبية لا علاقة لها بالفيزياء وأن قصة التفاحة ما هي إلا مزحة يحاول مدرسو الحكومة أن يحشو بها رؤوسنا ذلك لأن الجاذبية ببساطة ذاك الخيط الفاصل بين خصرها وما تبقي من علياء جسدها الأسطوري . لو كنتني أملك من أمر الدنيا مثقال ذراع لما ترددت ساعة في تنصيبكـ (مليكةًً لهذا الكون) فغمغمت البنت يومها ثم هطلت مثل أي غمامة تغمغم ثم تهطل .ثم رمتني ساعتها بإ بإبتسامةٍ فأحسست حينها إني انتصرت للعشاق من لدن قيس حتي آخر عابري نهر الحياة .
إستوقفتني أبيات (درويش) فعدت أكلم نفسي كما الممسوس ...... وأين تنتهي رحلة البحث ؟
مجنون هو (درويش) لكنه للأمانة مريح وسط هكذا أجواء ،، أجواء لا علاقة لها بالحياة .... عمل عمل .... عمل .... وبينهما أمور لا مجال لكتابتها لكنها أشياء مؤسفة ولو كنتني أملك من أمرها شيئاً لكتبتها دون الحوجة للإشارة إليها .
بلاد ككرة (شراب) هكذا قالها المعلم (......) وهو للأمانة والتاريخ لا علاقة له لا بالتعليم ولا بثوراته التي جعلت (عاليها سافلها) لكنه كان معلمي في الحياة ،،، قادني سنوات وسنوات للتعرف عليها عن قرب .... سرت معه في دروبها الوعرة واللزجة ،،، ليلاً نظل هائمين في شوارع البلاد نمضي بثبات عجيب رغماً عن خطانا المترنحة بفعل الخمور البلدية الرديئة الصنع لكنها توازن علي أي حال واقع هذا الكون المائل (أي خطانا) .
نسد فجوات الحزن فجوة فجوة ونفرح حينها ولكأننا إنتصرنا ونلنا نصيبنا من ورود الحياة .
يبكيني الحال المائل والأنثي التي تذهب دونما وداع .... الآن لم تعد سوي صورة صغيرة إحتفظ بها في أقصي أقاصي القلب أخرجها ساعة وددت العودة للنيل ... للدميرة ... لقوانين الفيزياء .... لكل ما يربطني بالأرض أخرجها فأتحسس جبهتها ثم أقبلها بما ملكت من دموع ثم أدعها تنصرف .
الآن ،، سأفعل كما يفعل الناس إثر كل معركة يخوضوها من معارك الجسد ... أذنت لك بالإنصراف فـ إإذني لي .
قصدت نهر الحياة .... قصدت ضفافه الخالدة ..... إرتميت في النهر كمن يطلب الغفران وانا عارٍ إلا من إبتسامتها التي ما عادت تخصني بها كسابقئذٍ إرتميت وكأنها في إنتظاري في أعماق هذا النهر الذي يشبه لحدٍ بعيد روحها الخالد ...... ثم غصت عميقاً وفي البال أجمل إبتسامة ما عادت تخصني بها .

- إنتهت -[/align]
 
[align=justify]ثم بعد ذلك كانت هذه الكلمات تخرج مني:
دراسة نقدية لنص عن النهر وابتساماتها للكاتب خضر حسين

(( لو كنتني املك من أمر الدنيا مثقال ذراع لما ترددت ساعة في تنصيبك مليكه لهذا الكون فغمغمت البنت يومها ثم هطلت مثل أي غمامة تغمغم ثم تهطل ثم رمتني ساعتها بابتسامة فأحسست حينها إني انتصرت للعشاق من لدن قيس حتى أخر عابري نهر الحياة))
بعد أن حدد لها أن الجاذبية و(ببساطة) تنطلق من المنطقة التي تقع بين خصرها وجسدها العلوي في شكل (خيط) واستطاعت هي بذلك الخيط أن تقيده وتتركه يستمتع بوقوعه في أسرها وفي رفقتها وتحت قيودها وهو في الأسر يحلم معها بواقع جديد وهي إلى جانبه (سجانته ومحبوبته).
كيف لا وهو الذي جعل لها سليل الفراديس (النيل) الذي يستمد كل قوته من الهضبة الأثيوبية في طريقه الشاق نحو مصبه في الشمال وكل هذه الحركة والقوة يصورها لها بأنها احتفالية للأرض بخطاها.
انظر:
(( وحدثتها عن كون النيل لآياتي من الهضبة الأثيوبية بل هو نتاج طبيعي لاحتفال الأرض بخطاها))
كأنه كان موجودا مع ذلك الشاعر الصوفي (التجاني يوسف بشير) عندما كتب محراب النيل
مخرتك القرون تشمر عن ساق بعيد الخطى قوي السنابك
يتوثبن في الضفاف خفافـــا ثم يركضن في ممر شعابك
فاحتفال الأرض بخطاها جعل (القرون) تلاحق ذلك الاحتفال الذي انساب متدفقا يجري وسط السهول والحقول والصحاري، بساقين (قويات) السنابك تخطو به في الماء وفي الضفاف ( هرولتا وركضا) كل ذلك لملاحقة الاحتفالية المنسابة في شكل خطوات الأرض.
تعامل كاتب (عن النهر وابتساماتها) مع المفردات بسهولة ودون تكلف الشي الذي جعل من النص متماسك في بنائه رغم كثرة العوالم والفضاءات التي يشغلها دون تحديد واضح للزمان والمكان داخل النص وعدم التحديد للزمان والمكان بشكل قاطع اكسب النص مزيد من القوة في ترابطه مدفوعا بدقة الكاتب في اختيار مفرداته ووضعها في إطار الأفكار التي طرحها في شكل بناء متراكم منسجم وغير مختل.
في بداية النص يقول:
(( نجلس ثلاثتنا أنا ولوحة لعجوز بائس اهدنيه صديق عزيز يوم أن خرج من سجن كاد ينسى فيها صاحبنا طعم الشارع ولون الأشياء))
الجلوس يعطي انطباع بالاستقرار والسكون ولكن الكاتب لم يحدد مكان جلوسه ومن معه حتى نكمل الصورة عن شكل ذلك السكون والاستقرار، بل صب كل اهتمامه في من هم جالسين معه (( أنا ولوحة)) (هو) ولوحة لعجوز بائس مهداة من صديق قديم خارج من (سجن) لم يحدد السجن بل لم يعرفه بـ (الألف واللام) هل هو سجن اختياري أم سجن إجباري قهري.
لوحة لعجوز بائس والسجن ( الغير معرف) يجمعهما الزمن الذي يمر برتابة على كل منهما ليحدد مصير كل واحد فيهما، فالعجوز كلما مر عليه الزمن تراكمت فوقه السنوات لتجعله بائسا، وصديقه المسجون يتمنى أن تمر السنوات والشهور بسرعة حتى يخرج ويعانق الحرية ويهديه (فور خروجه) صورة العجوز البائس، كأنما يريد أن يوقف الزمن في إطار صورة العجوز البائس.
تجاهلها الكاتب في ( ثلاثتنا) واتت متأخرة ولم يخبرنا بها حتى مررنا بالسجن وتمعنا في صورة العجوز البائس.
وفي استدراك يقول:
(( ثم (هي) بكامل سمرتها الميمونة ووجهها المستدير))
هذا التأخير يمكن أن نسميه (التأخير المتقدم) فهي متقدمة عليه وعلى العجوز البائس، بل هي في داخله وتحدد له حركته، فهي دائما معه كالبدر وأجمل من البدر لان (وجهها المستدير) دائما مستدير.
فالاستدارة عنده دائما كالبدر في اكتماله ويحمل معاني الجمال او يجعل الجمال والكمال في الاستدارة.
لكنه في مكان أخر يقول:
(( ... وبالتالي أصبح أنيس وحدتي لحالات الفقد التي أضحت سمة عصرنا المستدير))
(ووجهها المستدير) و (عصرنا المستدير)
الاستدارة في مرة (قمر عديل كده) و مرة أخرى (تشاؤم وعدم استقرار وفقدان للأشياء الجميلة)
ببراعة وفق الكاتب بإسقاط معنى (الاستدارة) من خلال السياق المترابط فهي تارة كالبدر وفي مكان أخر وليس ببعيد وعندما قراءة عليه كلمات (نيرودا) أصبحت الاستدارة سمة لعصر كامل ملي بفقدان الأشياء الجميلة.
وهنا حاولنا أن نحدد الزمان المخفي الذي عرفنا بأنه (زمن صعب) وتركنا المكان الذي جلسوا فيه (هو وهي واللوحة البائسة للعجوز) لأنه استعصى علينا تحديد المكان، حتى جاءتنا العاصفة الشتوية محملة (بالبلاد) وذكرياتها.
الاستدارة هي الشي الكامل الدوران ( دائرة) والدائرة مغلقة ولا منفذ فيها ونقطة البداية هي نقطة النهاية، من خلال هذه الفكرة حاول الكاتب أن يضعنا أمام قوة ( الدائرة) ومقدرتها على الحفاظ على الأسرار والكنوز وأشياء أخرى بداخلها (تحفظ بأمان). لكن من خلال هذه الاستدارة شعرنا بالقلق الذي يعيش فيه الكاتب فهو ربما يعيش في غربة بعيدة دائما ماينتظر عاصفة الشتاء لتذكره ببلاده، كذلك ربما تشكل تلك الاستدارة ذلك السجن (المجهول) الذي عاش فيه الكاتب لمدة سنوات عديدة وأشهر وأخيرا خرج من السجن حاملا معه لوحة العجوز البائس، وحاملها (هي) معه في داخله دوما، إذن ربما يكون (ثلاثتنا) في شكل (واحد) هو وهي والعجوز البائس.
ألان عرفنا لماذا اشتبكت عنده الاستدارة.
لان حبيبته (الوطن – هي – الفكرة) التي راهن عليها في أمسيات الرفاق الأنيقة وراهن بالغد الأتي، ابتسمت لغيره وهي التي (نصبها مليكه للكون المستدير) المائل وذلك الكون المائل توجد فيه محبوبته بوجهها المستدير كالبدر وفيه عصره المستدير وبلاده المستديرة ككرة شراب.
انظر:
(( بلاد ككرة شراب هكذا قالها المعلم... ))
هي بلاد كل من (هب ودب) يركلها في اتجاه حتى تمزقت وتطايرت شظايا، أراد أن يقول لنا ذلك، بالرغم من ذلك كان الكاتب يعرف طريقه في (بلاد ككرة شراب) ويسير في طرقها اللزجة ليلا، أو تلك التي تخيلها لزجة بفعل الخمور البلدية رديئة الصنع.
يقول:
(( سرت معه في دروبها اللزجة ليلا نظل هائمين في شوارع البلاد اللزجة بثبات عجيب رغما عن خطانا المترنحة بفعل الخمور البلدية الرديئة الصنع لكنها توازن على أي حال واقع الكون المائل))
ورغم ذلك يقول:
(( ونسد فجوات الحزن فجوة فجوة ونفرح حينها ولكاننا انتصرنا ونلنا نصيبنا من ورود الحياة))
أخيرا يتحرر الكاتب من سجنه ويتباعد من مركز الجاذبية الذي حدده بذلك (الخيط) ويذهب بعيدا جدا وفي ارض لزجة ملئيه بالعوائق استطاع أن يصنع الفرح (حينها) وفي كل هذه الطرق والمسارات حملها معه في صميم أحشائه ودفنها في أعماق الأعماق وضم عليها بشدة. وأخيرا بدا يتعلم الرسم ورسم كل الأشكال الهندسية وابتعد عن الدائرة حتى لاينزلق من أطرافها في نهر الحياة خاصة وان الخمور البلدية رديئة الصنع، هو ألان تذكر لون الأشياء وتذوق طعم الشوارع وفي الشوارع ذات الطعم المذاق لم يسير وحيدا بل كانت معه بوجهها المستدير كالبدر وتهمس له في أذنه:
بان ( نيرودا) يقول له:
(( خير أن لايحدث أبدا من أن يحدث متأخرا))

اتبرا

11/02/2008[/align]
 
[align=justify]اعزائي....
في يوم ما لا اذكره كتب المحترم (خضر حسين) ما يلي:

عن النهر وابتساماتها........... نص لـ خضر حسين

[/align]

صديقي علي حاج علي
دمت بخير وصحة
تعرف يا علي هذا النص لا ازال اذكره تماما واذكر انني تداخلت فيه في ذلك الوقت . لقد لفت نظري واجبرني علي التداخل وعلي ما اظن انه ورد بقسم المنتديات العامة وليس بقسم القصص. بالفعل النص يستحق الوقوف عنده ولي عودي لقراءتكم لهذا النص البديع
تحياتي لك وعبرك للاخ خضر حسين
 
المحترم الصديق احمد حميدة
الاماني لك بالاستقرار والسعادة

اشكر لك المرور، بالفعل الموضوع نشر سابقا في المنبر العام، وكنت احتفظ به عندي في مفكرة خاصة، واحمد الله على ذلك، واضفته مؤخرا في المدونة. ونصيحتي للجميع الاحتفاظ بنسخ على اجهزتهم الخاصة او تخزينها على الايميل عن طريق تحميل الملفات او في المدونات الخاصة . حتى تكون الذاكرة جماعية شاملة اذا ما اردنا ان نعمل (فيد باك) يكون سريعا وبتكة زر يصل الجميل في الوقت المناسب.
دمتم بخير وسعادة
 
[align=justify]صديق الحرف النبيل علي حاج علي
في ذات مساء مفعم بالحنين والتياع الذكري وكالعادة كنت ابحث عن موطيء خيال يسع هذا اللهاث والتوق الي مثل كل الحروف الندية ....التي لطالما ظل اجيجها يشتعل في اقاصي الوجدان .. اقلب دفاتر الزمان القديم ...ابحث عن صفحة ما , اظنها احيانا جزء من الخيال , لست اعبأ بتحديد ملامحها .. كل ما يهم ان اشبع الروح بشيئ من تقاسيم فرح يبقي بعيد المنال! علي كل كان النهر وابتسامتها ... واشياء اخري كان هو الوعد في ذاك المساء ,قرات النص مرة او مرتين لاول وهله .. ثم كنت اعود لقراءته كلما سنحت الفرصة للعودة للراكوبة . كنت اتامل هذا الثلاثي ,احاول جاهدا ان اجد ما يفسر العلاقة التي تربط ثلاثتهم . كانوا اثنان وثالثهم لوحة العجوز! تجسمت امامي لوحة لهذا الثلاثي وتمنيت في تلك اللحظة ان اجد لي مقعد وسط هذا الاطار .. اقرا لمسامعهم نيابة (عنه) حنين بابلونيرودا الجارف ..
حين تظهرين
تهدر جميع الانهار في جسدي
وتهز النواقيس عنان السماء
وثمة نشيد يملا الدنيا .. طولا وعرضا
انت وانا فحسب!
انت وانا فحسب يا حبيبتي نسمعه
وكما قال صديقي علي حاج علي في قراءته الفاحصة لهذا النص فان الجلوس مدعاة للسكون والاستقرار .. ولكن اي شكل من اشكال السكون ؟ هل هو ذاك الاشبه بالسجن . ياتري هو ذا الاحساس يملانا جميعا ؟
علي كل سوف اعود لربط انفعالي بهذا النص والقراءة النقدية للاخ علي حاج علي
مرة اخري التحية لك اخ علي وعبرك لكاتب النص خضر حسين .
الصديق العزيز محمد عبد الملك اين انت يا صديقي احول تلمس اخبارك المقطوعة.

[/align]​
 
النقدُ يضئ مخابئ النّص . هذا الكلام الذي كثيراً ما أردده أراه متبدياً في محاولة الأخ علي حاج علي .. خذ عندك محورية فكرة الدائرة التي انبنى عليها النقد تجد أنّ النص قد تفجّر . الدائرة هنا ، في اعتقادي ، خير مبين ٍ لسمت الرتابة والضجر اللذان كثيراً ما وسما البيئة التي يحاول أن يصوّرها خضر ، وهما رتابة وضجر يسمان العالم اليوم إجمالاً لكنهما يكويان جيل اليوم المبعثر في المنافي والدّياسبورا ( مقطوعة الطارئ) بمحورٍ من نار . هذا الجيل الذي لم يجد من الوطن إلا فكرة قابلة للكسر ونوستالجيا ممضة ترفّع ذاتها إلي مقام الوطن/ الأب ، الحبيبة/ الأم باختصار : مقام الفقد .هو ذات المقام / الكرسي الذي يجلس عليه الراوي في معية الحبيبة واللوحة المصعِّدة للإرث الذي بات مطموس الملامح . هذا المقام لا يمكن بلوغه إلا بوسيط الخيال المنطلق بقوة الحنين الدافعة ، وهو خيال معطوب بالفعل المُمِض للحنين المنطلق بقوة دافعة تنمسخُ ، والحالة هذه ، إلي شئ من طاقة قصور ذاتي ، يرتد إلي الذات ، ينهشها بعنف في تكرارٍ رتيبٍ يقارب في قسوته طقس جلد الذات . والخيالُ إذا ما اكتفى بنفسه ، يصبح في لحظة زمنية متعيّنة نافياً للواقع وحراكه ، لذا كان المقابل ، كما أشار الاستاذ علي بنفاذ : سكون مريب . فحين يكف الفعل الاجتماعي الخلاق ، بتأثير حالات المنافي والدياسبورا ( مقطوعة الطارئ ) تكف علاقة نكاح الواقع والخيال اللولبي الصاعد ذلك أنّ الخيال يخصّب الواقعَ ، فينجب الواقعُ واقعاً جديداً لا يلبث أن ينقلب علي جنبته الأخرى فيخصّب الخيالَ فينجب الخيالُ خيالاً جديداً هو أرقي وأعلي ... وهكذا دواليك . طلاق الخيال وحراك الواقع ذاك ، في مشهد المنافي أم دياسبورةً برّه هذه ، يفضي إلي عقم كليهما ، هذا العقم هو من الرتابة والتكرار بحيث يماثل دائرة ملساء لا تعرف بدايتها من نهايتها ، ألم يقولون : إنّ العالمَ رتبيبٌ كبيضة . وأنّ : الدائرة الشيطانية في السياسة السودانية هي : إنقلاب ديموقراطية إنقلاب ديمو.... إلخ . أو ما يعرف بالـ Vicious Circle
غير أنّ المفرح في نهاية الأمر أنّ الراوي فكّ حصار الدائرة بأنْ ألقي بنفسه في نهر الحياة ، والنهر يصعد ويهبط ، يفيض ويغيض وينحني يميناً وشمالاً في سيرورةٍ صاعدة . هذا هو الحراك المخصّب بقوة الخيال الدافعة .
شكراً لخضر حسين
وجزيل الشكر للأستاذ علي حاج علي الذي كثيراً ما يخرجنا من سُباتنا الفكري
وشكراً للصديق أحمد حمّيدة وهو يثري كل تفاكر خلاق .
أما عن أخباري يا أحمد حميدة ففيها الكثير ... سأشرحه لاحقاً . غير أني أفتقدك كثيراً .
سلام ومحبّة​
 
[align=justify]صديق الحرف النبيل علي حاج علي
في ذات مساء مفعم بالحنين والتياع الذكري وكالعادة كنت ابحث عن موطيء خيال يسع هذا اللهاث والتوق الي مثل كل الحروف الندية ....التي لطالما ظل اجيجها يشتعل في اقاصي الوجدان .. اقلب دفاتر الزمان القديم ...ابحث عن صفحة ما , اظنها احيانا جزء من الخيال , لست اعبأ بتحديد ملامحها .. كل ما يهم ان اشبع الروح بشيئ من تقاسيم فرح يبقي بعيد المنال! علي كل كان النهر وابتسامتها ... واشياء اخري كان هو الوعد في ذاك المساء ,قرات النص مرة او مرتين لاول وهله .. ثم كنت اعود لقراءته كلما سنحت الفرصة للعودة للراكوبة . كنت اتامل هذا الثلاثي ,احاول جاهدا ان اجد ما يفسر العلاقة التي تربط ثلاثتهم . كانوا اثنان وثالثهم لوحة العجوز! تجسمت امامي لوحة لهذا الثلاثي وتمنيت في تلك اللحظة ان اجد لي مقعد وسط هذا الاطار .. اقرا لمسامعهم نيابة (عنه) حنين بابلونيرودا الجارف ..
حين تظهرين
تهدر جميع الانهار في جسدي
وتهز النواقيس عنان السماء
وثمة نشيد يملا الدنيا .. طولا وعرضا
انت وانا فحسب!
انت وانا فحسب يا حبيبتي نسمعه
وكما قال صديقي علي حاج علي في قراءته الفاحصة لهذا النص فان الجلوس مدعاة للسكون والاستقرار .. ولكن اي شكل من اشكال السكون ؟ هل هو ذاك الاشبه بالسجن . ياتري هو ذا الاحساس يملانا جميعا ؟
علي كل سوف اعود لربط انفعالي بهذا النص والقراءة النقدية للاخ علي حاج علي
مرة اخري التحية لك اخ علي وعبرك لكاتب النص خضر حسين .
الصديق العزيز محمد عبد الملك اين انت يا صديقي احول تلمس اخبارك المقطوعة.

[/align]​

[align=justify]المحترم احمد حميدة
امنياتي لك بالاستقرار والسعادة

ما اروعها من قراءة جديدة للنص، جعلتني اشعر بانك يا احمد حميدة اصبحت رابع الثلاثة، هذه القراءة الجديدة اوحت الى بفكرة تقمص شخصية رابعة للثلاثة ومشاركتهم الجلوس والحركة داخل النص، فكان ما كل قاري جديد يقوم بقراءة جديدة للنص يملا ذلك المقعد الرابع ليكمل العدد اربعة، فيكون هو وهي ولوحة لعجوز وقاري للنص، يشاركهم الحياة.[/align]
 
[align=justify]الاستدارة هي الشي الكامل الدوران ( دائرة) والدائرة مغلقة ولا منفذ فيها ونقطة البداية هي نقطة النهاية، من خلال هذه الفكرة حاول الكاتب أن يضعنا أمام قوة ( الدائرة) ومقدرتها على الحفاظ على الأسرار والكنوز وأشياء أخرى بداخلها (تحفظ بأمان). لكن من خلال هذه الاستدارة شعرنا بالقلق الذي يعيش فيه الكاتب فهو ربما يعيش في غربة بعيدة دائما ماينتظر عاصفة الشتاء لتذكره ببلاده، كذلك ربما تشكل تلك الاستدارة ذلك السجن (المجهول) الذي عاش فيه الكاتب لمدة سنوات عديدة وأشهر وأخيرا خرج من السجن حاملا معه لوحة العجوز البائس، وحاملها (هي) معه في داخله دوما، إذن ربما يكون (ثلاثتنا) في شكل (واحد) هو وهي والعجوز البائس.
ألان عرفنا لماذا اشتبكت عنده الاستدارة.
[/align]

بنيتُ مداخلتي ، أعلاه ، علي هذا المقتبس المبين للأستاذ/ علي في غوصه داخل تلافيف النص الخضري . تلاقت أفكارنا وافترقنا قليلاً لكن شدّني حقاً محورية فكرة الدائرة التي استنبطها الناقد من تكرار الكاتب إياها تصريحاً وتلميحاً .
سأعود لتبيان تلك النقاط .
أين أنت يا خضر ؟ أما زلت في دار الماكرين !! قال الثعلب قديماً : دار الماكرين إن عمْرَت للخراب . أها أبقا مارق يمرق زهرك وثمرك وعطرك .. قول يا مين !​
 
فحين يكف الفعل الاجتماعي الخلاق ، بتأثير حالات المنافي والدياسبورا ( مقطوعة الطارئ ) تكف علاقة نكاح الواقع والخيال اللولبي الصاعد ذلك أنّ الخيال يخصّب الواقعَ ، فينجب الواقعُ واقعاً جديداً لا يلبث أن ينقلب علي جنبته الأخرى فيخصّب الخيالَ فينجب الخيالُ خيالاً جديداً هو أرقي وأعلي ... وهكذا دواليك . طلاق الخيال وحراك الواقع ذاك ، في مشهد المنافي أم دياسبورةً برّه هذه ، يفضي إلي عقم كليهما ، هذا العقم هو من الرتابة والتكرار بحيث يماثل دائرة ملساء لا تعرف بدايتها من نهايتها.​

[align=justify]المحترم الاديب محمد عبد الملك
امنياتي لك بالاستقرار والسعادة
ما اروعها من قراءة متانية ونافذة للنص.
انها المصفوفة، انها المصفوفة.
انظر مرة اخرى:
1. ذلك أنّ الخيال يخصّب الواقعَ.
2. فينجب الواقعُ واقعاً جديداً..
3. لا يلبث أن ينقلب علي جنبته الأخرى...
4. فيخصّب الخيالَ....
5. فينجب الخيالُ.....
6. خيالاً جديداً......
7. هو أرقي وأعلي.......

المصفوفة تبنى على حرية الفكر والحركة وتقبل الراي والراي الاخر، والاحساس بطعم الوطن والحبيبة....
بهذه القراءة الجديدة النافذة، يتسع مدار الرؤية للنص، واختلاف القراءات للنص تجعل المصفوفة تتحقق.
دمت بخير[/align]
 
يبكيني الحال المائل والأنثي التي تذهب دونما وداع .... الآن لم تعد سوي صورة صغيرة إحتفظ بها في أقصي أقاصي القلب أخرجها ساعة وددت العودة للنيل ... للدميرة ... لقوانين الفيزياء .... لكل ما يربطني بالأرض أخرجها فأتحسس جبهتها ثم أقبلها بما ملكت من دموع ثم أدعها تنصرف .

[align=justify]الاخ علي , والاخ محمد عساكم بخير
في تقديري المتواضع ان تقمص شخصية القاري او بمعني ادق انتزاع النص من الكاتب واستلامه بواسطة القاري وهو الامر الذي اشار اليه الاخ محمد عبد الملك في الحوارات التي دارت بيننا لو تذكر في (كاتب عزرائيل) وهو امر ضروري للقاري لكي يعايش النص , لذلك وفي تقديري ايضا ان الكاتب الذي يلقي استحسان اكبر, هو ذاك الذي يسمح للقاري بمساحة اوفر من الحرية يستطيع من خلالها ان ينجز شيئا ما يدفع بالنص الي فضاءات ارحب .. والقراءة نفسها ليست بالامر السهل لو لم يمتلك القاري الادوات التي تمكنه من تطويع النص وتجسير الفوارق البيئية والزمنية المكانيه الخ .. بينه وبين كاتب النص. وهو امر تطرقتم اليه انت والاخ محمد في حوارات سابقة .
هذا العقم هو من الرتابة والتكرار بحيث يماثل دائرة ملساء لا تعرف بدايتها من نهايتها ، ألم يقولون : إنّ العالمَ رتبيبٌ كبيضة . وأنّ : الدائرة الشيطانية في السياسة السودانية هي : إنقلاب ديموقراطية إنقلاب ديمو.... إلخ . أو ما يعرف بالـ vicious circle
اعود للنهر وابتسامتها , اتفق تماما مع الاخ علي بان الكاتب تجاهل ثالث الثلاثة واستدرك بعد ذلك (بالتاخير المتقدم) والذي يتضح جليا بان (هي) محور لكل القصة.حيث تشابكت بعد ذلك نستولوجيا الماضي مرورا بالواقع (المائل) الذي يحياه وانتهاءا بالغد الذي راهن عليه وهاهو ينصرف . وهو بذلك يصور اقصي درجات الاحباط الذي لازم جيل باكمله. جيل لم يحس ابدا طعم الحياة ,وهذا مرتبط تماما بالدائرة الفارغة التي تطرق اليها الاخ محمد (دائرة السياسة الشيطانية) . ولم تكن محاولاته لايجاد تفسير جديد لبعض الامور المسلم بها الا نوعا من انواع التمرد للخروج من هذه الدائرة الملساء ليعود في نهاية الامر الي السؤال الكبير (اين تنتهي رحلة البحث؟؟؟)
نعم (هي) الحبيبة الوطن الذي اضحي (مطموس الملامح) والذي قد يصير يوما ما جزءا من نستولوجيا الماضي.
لكم تحياتي[/align]
 
التعديل الأخير:

[align=justify]الاخ علي , والاخ محمد عساكم بخير
في تقديري المتواضع ان تقمص شخصية القاري او بمعني ادق انتزاع النص من الكاتب واستلامه بواسطة القاري وهو الامر الذي اشار اليه الاخ محمد عبد الملك في الحوارات التي دارت بيننا لو تذكر في (كاتب عزرائيل) وهو امر ضروري للقاري لكي يعايش النص , لذلك وفي تقديري ايضا ان الكاتب الذي يلقي استحسان اكبر, هو ذاك الذي يسمح للقاري بمساحة اوفر من الحرية يستطيع من خلالها ان ينجز شيئا ما يدفع بالنص الي فضاءات ارحب .. والقراءة نفسها ليست بالامر السهل لو لم يمتلك القاري الادوات التي تمكنه من تطويع النص وتجسير الفوارق البيئية والزمنية المكانيه الخ .. بينه وبين كاتب النص. وهو امر تطرقتم اليه انت والاخ محمد في حوارات سابقة .

اعود للنهر وابتسامتها , اتفق تماما مع الاخ علي بان الكاتب تجاهل ثالث الثلاثة واستدرك بعد ذلك (بالتاخير المتقدم) والذي يتضح جليا بان (هي) محور لكل القصة.حيث تشابكت بعد ذلك نستولوجيا الماضي مرورا بالواقع (المائل) الذي يحياه وانتهاءا بالغد الذي راهن عليه وهاهو ينصرف . وهو بذلك يصور اقصي درجات الاحباط الذي لازم جيل باكمله. جيل لم يحس ابدا طعم الحياة ,وهذا مرتبط تماما بالدائرة الفارغة التي تطرق اليها الاخ محمد (دائرة السياسة الشيطانية) . ولم تكن محاولاته لايجاد تفسير جديد لبعض الامور المسلم بها الا نوعا من انواع التمرد للخروج من هذه الدائرة الملساء ليعود في نهاية الامر الي السؤال الكبير (اين تنتهي رحلة البحث؟؟؟)
نعم (هي) الحبيبة الوطن الذي اضحي (مطموس الملامح) والذي قد يصير يوما ما جزءا من نستولوجيا الماضي.
لكم تحياتي[/align]

[align=justify]المحترم احمد حميدة
امنياتي لك بالاستقرار والسعادة

عندما استعان محمد عبد الملك بادوات الرياضيات لتوضيح مراكز النص الاساسية (الزمانية والمكانية ،الحدث والشخصية)، وتشبيه ذلك بالمستوى السيني والصادي ونقطة الاصل، والكاتب المتمكن هو من يجعل المسافة بين النقاط في توازن وتناسق، وهو بذلك كانه يفسر تلك الحالة التي نجدها هنا في هذاالنص ( عن النهر وابتساماتها) ففيه تتعدد الفضاءات الزمانية والمكانية، الواقعية والمتخيلة، مما ادي الى توفر المساحة التي تمنح القاري حرية الحركة داخل النص وبالتالي استخدام خياله في الاستفادة من المساحات داخل النص، والاستعانة بالخيال يجعل القاري قريبا من النص (" ارجع الى المصفوفة").
عزيزي احمد حميدة شكرا على القراءة الجديدة للنص والرؤية التي تفتح مداخل اخرى للنص....

دمت بخير[/align]
 

[align=justify]الاخ علي , والاخ محمد عساكم بخير
في تقديري المتواضع ان تقمص شخصية القاري او بمعني ادق انتزاع النص من الكاتب واستلامه بواسطة القاري وهو الامر الذي اشار اليه الاخ محمد عبد الملك في الحوارات التي دارت بيننا لو تذكر في (كاتب عزرائيل) وهو امر ضروري للقاري لكي يعايش النص , لذلك وفي تقديري ايضا ان الكاتب الذي يلقي استحسان اكبر, هو ذاك الذي يسمح للقاري بمساحة اوفر من الحرية يستطيع من خلالها ان ينجز شيئا ما يدفع بالنص الي فضاءات ارحب .. والقراءة نفسها ليست بالامر السهل لو لم يمتلك القاري الادوات التي تمكنه من تطويع النص وتجسير الفوارق البيئية والزمنية المكانيه الخ .. بينه وبين كاتب النص. وهو امر تطرقتم اليه انت والاخ محمد في حوارات سابقة .

[/align]

[align=justify]المحترم احمد حميدة
امنياتي لك بالاستقرار والسعادة

مداخلتك هذه قادتني الى هذه الرؤية الخاصة.
( من جرب السفر عبر البحر في اعتقادي انه يكتشف دائرية الارض، فانك عندما تنظر الى تلك المياه الزرقاء والسماء الزرقاء، فان نظرك ينكسر عند نقطة التقاء الماء بالسماء، تلك النقطة المتجهة الى الاسفل دائما، في ذلك المشهد المهيب تشعر بالضعف امام الدائرة البحرية المائية، السماوية، يقينا انت تسمع صوت ماكينات الباخرة تدور وترجرج " دودت... دودت ... دودت......" وتري عيناك ذلك الطريق الذي تصنعه الباخرة بجسمها الضخم وسط المياه الزرقاء، ليتشكل على جانبي الطريق المائي رزازا ابيض سرعان ما يرجع الى لونه الازرق، وتتطاير بعض ذرات المياه وتلامس اجزاء من جسمك كانها تهرب من تلك الدائرة اللانهائية في البحر، اذن انت ترى وتشعر بكل ذلك وفي نفس الوقت اذا ما نظرت الى نقطة الانكسار تشعر بالسكون وعدم الحركة، فينتابك الخوف بالبقاء الى الابد في عرض البحر وبالتالي السجن في تلك الدائرة، فانت تريد ان تخرج بسرعة من عرض البحر الى اليابسة.
هذا الاحساس بالخوف من دائرية البحر يذكرني با ارنست هيمنجواي في العجوز والبحر، هل يا ترى كان يشعر بذلك الاحساس؟ وهل كان يريد ان يخرج الى اليابسة مسرعا ومنتصرا؟ ام كان يريد الخروج من البحر ليخرج الى الحياة؟ اذا كان يريد ان يخرج من البحر مسرعا لماذا تمسك بالسمكة حتى كانت ان تؤدي بحياته؟ هل يريد ان يحيا من فم الموت؟ وهل كانت اليابسة بالنسبة للسمكة كما البحر للعجوز؟ لماذا دافع عن السمكة بعد موتها؟
هل كان الصراع داخل البحر بين العجوز والسمكة هو تجسيد للصراع بين الحياة والموت؟ ام تجسيد للصراع بين البحر واليابسة؟
سافرت على عرض البحر مرة واحدة، اذا ما قدر لي السفر مرة اخرى لن ارفضها ولكن حتما سوف يتجدد عندى الاحساس الدائري والخوف من البحر، هل اليابسة تمثل شيئا عكس الدائرة البحرية.
لا اخفي عليكم سرا انني عندما سافرت عبر البحر، تذكرت كل قراءاتي عنه، وتقدمت تلك الرواية على كل ما قراءت واحسست بها مرة اخرى واكتشفت فيها اشياء جديدة، وربما اذا ما عشت حياة البحر كاملة بالتاكيد تكون القراءة الجديدة اكثر عمقا.
في كثير من الاحيان عندما تمارس القراءة يشتغل العقل الباطن باشياء خفية تحضر امامك مباشرة وكان "جنيا" اتى بها من مكان ما، ان الكاتب الذي له المقدرة على تحريك "الجني" في القاري وجذبه الى المنطقة الخفية، لا بد انه يملك ناصية اللغة وكلماته عميقة وفكرته نافذة.
نقطة الالتقاء بين البحر وعن النهر وابتساماتها والعجوز والبحر عندي هي تلك النقطة المنكسرة بين الماء الزرقاء والسماء الزرقاء المنحدرة الى الاسفل.

دمت بخير[/align]
 
[align=justify]المحترم احمد حميدة
امنياتي لك بالاستقرار والسعادة
في كثير من الاحيان عندما تمارس القراءة يشتغل العقل الباطن باشياء خفية تحضر امامك مباشرة وكان "جنيا" اتى بها من مكان ما، ان الكاتب الذي له المقدرة على تحريك "الجني" في القاري وجذبه الى المنطقة الخفية، لا بد انه يملك ناصية اللغة وكلماته عميقة وفكرته نافذة.
نقطة الالتقاء بين البحر وعن النهر وابتساماتها والعجوز والبحر عندي هي تلك النقطة المنكسرة بين الماء الزرقاء والسماء الزرقاء المنحدرة الى الاسفل.

دمت بخير[/align]

الصديق علي حاج علي
تحياتي وانت ترفل في نعيم وسعادة
شيطان الكتابة يفتح المزيد من اتجاهات النقاش ... مهم جدا طرح مثل هذا التجارب علي الاخر , حتما ستكون هناك نقاط تطابق مع همنجواي واخرين وايضا نقاط تقاطع ... ساعود اليك بتمهل
دمت
 

الأعزاء الأصدقاء
علي حاج علي
محمدعبدالملك
أحمد حميدة

في نهار خرطومي بالغ الغيظ مرده أحوال البلاد والعباد دخلت اليوم علي الفيس بوك علني أجد أخبار الأصدقاء فوجدت مكتوبكم هذا وهو حوار للأمانة كنت أظن أنه إكتمل بذهاب الارشيف رغم انني كنت مستمتعاً للغاية بالحوار الذي ابتدره الاخ العزيز علي حاج علي بخصوص النص .
الآن بدأت أتذكر تفاصيل كثيرة أتتني بنباهة نقدكم البناء والهادف ربما كان علي المواصلة في هذا النص بالتحديد لا لشئ بل لأنني الآن أيقنت تماماً بأن هناك كثير تصاوير لم تخرج عن اللوحة وبائسي العجوز الذي سأحاول قدر قدرتي ارفاق صورة له فالرجل لا زال يجالسني أحكيه ويحكيني وغايتو أما الأنثي فخلوها ساي ...

مودتي يا ناس ولي عودات بس ربك يرفع القلم
 
حضور ومتابعه لهذا النص الموقل في الجماليات و النقد الفني الجميل
و نتمني ان يتواصل النقد و خاصه في جدليه الدائره
و الابعاد التي تطرق لها الكاتب في الوطن الحبيبه المفقود
شكرا لهذا الجمال ......
 
الأستاذ علي حاج علي: لقد فتحت في النص دهاليز لم أتمكن من السير فيها وحدي باديء الأمر، غير أن مشاعلك أضاءت ما وراء السطور (وخلتني أشوف غلط الصاح مزبوط - حميد)
وبعيداً عن تفنيدك وتنقيبك ومحاولاتك سبر أغوار القاص، فإن الأديب خضر حسين قد أكد لي بما لا يدع مجالاً للظن أن أروع الأعمال الأدبية هي نتاج الألم، فلولا تلك (الإبتسامة التي ما عادت تخصك بها) لما شهدنا مولد هذا الكائن الأدبي المتفرد ...
دمتم بخير
 
أعلى أسفل