أقبض: رئيس الوزراء (الحبيب) الإمام الصادق المهدي عميل الإستخبارات الأمريكية

مازن سخاروف

:: كاتب نشـــط::
ترجمة مازن سخاروف للجزء المهم من الحوار (م. س بين الأقواس إضافة المترجم) مع دبلوماسي أمريكي سابق:

روبرت أوكلي, موظف الخدمات العامة, 1958-1960
عمل ستة عشر شهرا بالسفارة الأمريكية بالخرطوم.

أجري الحوار معه تشارلـْز س. كينيدي وتوماس ستيرن في السابع من يوليو 1992
جمعية الدراسات والتدريب الدبلوماسية, تقع بمركز تدريب جورج ب شولتز الوطني للعلاقات الخارجية.

نقلي لبيانات ج.د.ت.د أعلاه مأخوذة من موقع الجمعية الشبكي:
Association for Diplomatic Studies and Training
.ADST has facilitated the publication of over 100 books by members of the Foreign Service
We support the work of the State Department’s Foreign Service Institute, providing critical source material for those who are training today’s diplomats – and tomorrow’s."


الموقع الشبكي:

ما يلي ترجمتي للجزء المهم من نص الحوار, قسمتها على خمسة أجزاء, بعد ترجمة التقديم له في بداية المشاركة أعلاه؛ عناوين الأجزاء الخمس للترجمة من عندي:

1​


شبابنا المستنير وعلاقات تبدأ بريئة قبل التورط

في نفس الفترة بعد أربعة أشهر <من بدء خدمتي, م.ٍس> قدمت خطيبتي فيلِس إليوت بالطائرة إلى القاهرة حيث تزوجنا.

في نفس الوقت كان لدينا سفير رائع هو جايمس مووس الذي أمضى جل فترة خدمته في العالم العربي. كان يتحدث العربية بطلاقة. لقد نال السودان استقلاله منذ فترة وجيزة وأصبح في عمق إستثارة سياسية وتفاؤل عظيمين. كان الشباب السودانيون عائدين من الغرب – أوكسفورد وكايمبردج وكنت أنا وزوجتي عمليا الشابين الوحيدين في السفارة.

يبدو أن السفير وحرمه قررا استخدامنا للتعرف على الجيل السوداني الشاب الذي كان يُتوقع منه حكم البلاد في مستقبل ليس بالبعيد. من هنا تمت دعوتي و فيلِس إلى العديد من حفلات الإستقبال والعشاء الخاصة بالسفارة المقامة بمنزل السفير. لقد أوضح السفير مووس بجلاء أنه كان يَعتمِد عليّ للقاء السودانيين العائدين. قضينا أوقاتا ممتعة؛ كان أولئك الشباب يترددون على منزلنا ويخبروننا أن أختا لهم سيتم زواجها ذلك المساء وأنهم يودون منا الإنضمام إليهم في كل ما يجري من تجهيزات واحتفالات. كانوا أيضا يطلبون منا الذهاب معهم إلى الريف.

لقد مثلنا في نظرهم جيل أمريكا الشاب وقد كنا جميعا مقبلين بتلهف على معرفة بعضنا البعض.
 
التعديل الأخير:
2

لسان بني أنقلوساكسون: السودانيون لا ينفعون كإداريين

كانت الخدمة المدنية في السودان جيدة جدا؛ الكثير من المسؤولين تلقوا تدريبا من بريطانيا خلال سنوات الإستعمار. في تقديري أن الخدمة البريطانية بالسودان كانت تعتبر الثانية بين خدمة الخارجية البريطانية وخدمة المستعمرات.

بوسع أي بريطاني خدم في السودان عمل صداقات وسمعة طيبة بين السودانيين؛ رغم أن السودانيين كانوا معارضين وبشدة لأن يكونوا مستعمرين. لقد نشدوا إستقلالهم. السودانيون كأشخاص لديهم ميزات رائعة. أقمنا كثيرا من الصداقات الحميمة, كثيرون من الذين واددناهم لايزالون حتى اليوم مقربين منا, حتى بعد ثلاثين سنة. لكنهم لم يستطيعوا أبدا حكم أنفسهم جيدا؛ كتعميم لن يخلو بالطبع من استثناءاته إنهم ليسوا مدراء جيدين إطلاقااجع الهامش رقم واحد في نهاية الجزء الخامس والأخير من النص, المترجم) إنهم متشظـّيون بمكان ليستطيعوا ذلك. إن الإنشقاق بين الشمال والجنوب, وبين المسلم, المسيحيّ واللادينيّ صعّب الأمور كثيرا في السودان. لقد كانت الحرب الأهلية قائمة عندما كنا هناك, وتستمر إلى اليوم (تاريخ المقابلة, م.ٍس).
 
3

كيف يتم تجنيد الشباب السوداني المستنير
ألف, بعد أن يبدأ الدبلوماسيون الخواجات علاقات إجتماعية بريئة مع نخبنا, يتم تهيئة المناخ لفتح جسور لعمل نقلة في العلاقات ليتم التعاون شيئا فشيئا في أمور السياسة الداخلية للسودان. بعد ذلك في باء , التكملة المنطقية هي ظهور رجال الوكالة المركزية لتطوير العلاقة إلى تخابر: السي آي إيه تستلم الإتصال مع آل المهدي


ألف
لقد تمتعنا بعلاقاتنا الشخصية مع العديد من الأفراد السودانيين. سافرت و فيلِس كثيرا في البلد وأحيانا بصحبة السفير. إرتحنا للبلد. كانت جولة مثيرة بالنسبة لنا. شهدنا صعود جيل أصغر من السودانيين – جيل يفيض بطموحه وتوقعاته. للأسف إنهارت البلاد بعدها في عدة مناسبات ولم تقدر أبدا على تلبية توقعات الجيل الشاب. لكنه كان بلدا رائعا لتأدية الخدمة فيه مع خواتيم الخمسينات.

...

داخليا كان السودانيون معنيين بالتنمية الإقتصادية والندية السياسية بين حزب الأمة وحزب الوحدة الوطنية (يقصد الحزب الوطني الإتحادي, المترجم). بعد فترة وجيزة من مجيئي قام العسكر بانقلاب أصبح بموجبه عبود رئيسا للبلاد. كان أصدقائي من الأحزاب السياسية المؤسسة؛ مثل صادق المهدي – حفيد رئيس السودان (يقصد عبدالرحمن المهدي, وهو طبعا لم يكن رئيسا للسودان وقتها, بل كان مع علي المرغني راعيا للإئتلاف الذي عرف بحكومة السيدين وأطاح بحكومة إسماعيل الأزهري في يوليو 1957,المترجم) الذي كان في سدة الحكم حين قدمت إلى السودان والإبن الذي الذي ولد قبل أن يرى أباه المهدي هازم غردون ومحرر البلاد لفترة قصيرة من العثمانيين والبريطانيين. صادق المهدي أصبح صديقا حميما لي. الرئيس المهدي (أحد راعيَي حكومة السيدين, وليس رئيسا كما تقدم, م.س) كان رجلا يشار إليه بالبنان. أتاني يوما حفيده صادق – كان ذلك في بداية عام 1960 – ليخبرني بأننا الأمريكان يجب أن نتخلص من الفريق عبود. قلت له, في الإعتبار الأول, ومن حيث المبدأ, لا تقدم الولايات المتحدة على هذا العمل للتدخل في الشؤون الداخلية. إرتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي صادق المهدي. سألته بعد ذلك, ماهو نوع التخطيط الذي قام به إن تسنى إزاحة عبود: من الذي سيحل مكانه, أي نوع من الحكومة, من هم الأشخاص, وهكذا. أجاب بأنه لم يعمل أي إعداد. قلت له إنه بعد أن يقوم بإنجاز المطلوب يمكن أن يراجعني مرة أخرى وربما سنتحدث بالأمر.

باء: السي آي إيه تستلم الإتصال مع آل المهدي
عندما تركت القسم السياسي, وعدت إلى واشنطن لأداء مهمة تم استبدالي بموظف من الوكالة المركزية للإستخبارات تحت غطاء دبلوماسي. وعرفت بعد وقت قصير جدا أن إتصالاتي مع آل المهدي قد تم استلامها من قِبَل من أستُبدِلْتُ به كما رئيس طاقم الوكالة المركزية (أي في السفارة بالخرطوم. الولايات المتحدة لديها محطة سي آي إيه في أي سفارة أمريكية في العالم, وسنعود لذلك لاحقا, المترجم). لم أكن مقلقا من استلام بديلي لاتصالاتي مع بعض الأفراد الذين كنت أتواصل معهم بصورة شخصية, بقدر ما كنت مقلقا من أن رئيس محطة السي آي إيه نفسه كان هو متسلم تلك الإتصالات. اعتبرت ذلك أمرا ليس لائقا لأن إتصالاتي كانت معروفة, ولا تحمل أي علاقة مع مصالح الوكالة المركزية في السودان (بدون تعليق, م.س), كما كانت مع أشخاص أصلا يحملون نوايا طيبة تجاه الولايات المتحدة. لماذا إقحام الوكالة في الأمر؟ تلك كان أيام عز للوكالة وهي في أشد عنفوانها ومنافستها مع قسم الدولة (راجع الهامش رقم إثنين,المترجم). عمليات الوكالة المركزية في السودان جلبت لهذا البلد الكثير من سوءات الحظ فيما بعد.
 
التعديل الأخير:
4

الكارثة: رئيس الوزراء السوداني, الصادق المهدي عميل للوكالة المركزية, وعميل مدفوع الأجر كمان

لازلت أذكر جيدا عودتي للخرطوم في زيارة في مارس من عام 1967 عائدا من جولة في سايقون (العاصمة السابقة لفيتنام الجنوبية قبل أن تتوحد الفيتناميتان ويصبح الإسم الجديد للعاصمة هو شي منْه, المترجم). الرئيس وقتها الذي عرفته قبل ذلك عندما كان رئيسا لحزب الوحدة الوطنية (راجع الهامش رقم ثلاثة, المترجم) إستقبلني بترحاب كبير. كان كما أصدقائي الآخرين سعيدين جدا لرؤيتي.

الغريب أن الشخص الوحيد الذي لم يأت لزيارتي كان رئيس الوزراء صادق المهدي. لقد علمت أن ذلك الإحجام عن لقائي بدا أن سببه كان يعود لأن رئيس محطة السي آي إيه منعه من ذلك (سبحان الله, رئيس الوزراء يأتمر يا دكتورة مريم بأمر السفارة الأمريكية يمين خلف شمال دُر. وفي السفارة الأمريكية محطة السي آي إيه, المترجم).
كل أصدقائي السودانيين أخبروني أن رئيس المحطة كان الآمر الناهي في السفارة. سألتهم كيف عرفوا أنه من السي آي إيه, واُخبـِرْتُ أن ذلك لم يكن سرا. كلهم أيضا علموا بصلاته الوثيقة برئيس الوزراء. إن أصدقائي الذين لم يألوا جهدا وعزيمة في الإطاحة بالفريق عبود, وساندوا الصادق المهدي لرئاسة الوزارة أصيبوا بخيبة الأمل. كثيرٌ منهم لأنهم وجدوه غير قادر على عمل ما كانوا يتوقعون منه تمنوا عودة الحكم العسكري ؛ في الحقيقة كان وضع السودان من السوء بمكان. ذكرت كل ذلك للسفير الذي نوّه بأنني حضرت إجتماعا في السفارة ذلك الصباح حيث ذكر مدير المحطة وكل الحضور أن كل شيئ في السودان كان على ما يرام.

كنت نازلا مع كـْلِيُو نويْل نائب رئيس البعثة (الرجل هنا بدهاء لا يذكر كل الحقيقة؛ راجع الهامش رقم أربعة, المترجم) الذي سبق أن عمل معي بالقسم السياسي في نفس الفترة في عام 1960. ذكرت له أن من أتواصل معهم قالوا بإن السفارة فقدت الإتصال بالكثيرين من ذوي الشأن من السودانيين وكانوا يرجحون أن الحكومة ستسقط ويحل محلها سلطة دكتاتورية. رغم أن أصدقائي لم يساندوا الحكم العسكري لكنهم في تلك الظروف في بداية عام 1967 فضلوا الحكم العسكري على الوضع المدني آنئذ. قال كـْلِيُو أنه متفهم لما أود قوله لأنه في اعتقاده كان الوحيد الذي رأى الأمور كما رأيتها. أخبرت السفير وِذَسْبي نفس ما أخبرت به كـْلِيُو, لكنها لم تغير شيئا. تمت الإطاحة بصادق المهدي بعد ستة أسابيع (محمد أحمد محجوب تولى رئاسة الوزارة في مايو 1967, المترجم). تبع ذلك حرب الستة أيام, وأصبحت علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل أمرا بالغ الحساسية في السودان. طُلب من السفير وِذَسْبي مغادرة البلاد وقطع السودان العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة (كما بريطانيا, راجع الهامش رقم خمسة, المترجم). فوق ذلك أصبحت علاقة صادق المهدي بالوكالة المركزية أمرا معروفا.

ما بعد السقوط: زوجة الصادق المهدي تتشفع له لدى الوكالة المركزية بعد أن تم افتضاحه

زوجة الصادق سارة <التي دبّرنا لابتعاثها للولايات المتحدة على زمالة دراسية> ذهبت إلى كـْلِيُو, الذي كان وقتها كبير ممثلي الولايات المتحدة بالخرطوم (الهامش رقم ستة, المترجم) وطلبت منه أن تقوم الولايات المتحدة بتقديم المساعدة لأخذ زوجها خارج السودان. لقد اعتبرَتْ أن حياته في خطر شديد بسبب علاقته بالحكومة الأمريكية.
 
التعديل الأخير:
عملاء ابناء عملاء ...الجديد شنو

سلام
جايين على أبوهو الكان مطلوب في قضية قتل عشرات الأبرياء ومرقها في سويسرا.
الجديد ليس المحك. إحنا ما قاعدين نتونس. المهم إنو يتم مواجهته بتاريخه المخزي عشان خوازيق البلد يتعرفوا صح, حتى بعد داك يتحاكم.

تحية قوية
 
5
الجزء الأخير (ويعقبه تفصيل الهوامش ): ملف العميل الصادق المهدي في مقر المخابرات الأمريكية

لم يكن كـْلِيُو في وضع يمكنه من تقديم مساعدة. لم يكن هناك من سبب على الإطلاق يجعل الوكالة المركزية تستلم الإتصالات مع آل المهدي في المقال الأول. وأي تقدير سليم كان بمقدوره التوصل لإستنتاج فحواه أن جعل رئيس الوزراء يحصل على أموال منا لم يكن سوى دعوة للمتاعب وأمر غير ضروري على الإطلاق؛ ربما كان سيتبع خط سياساتنا على أية حال, لكن عندما وضعناه في كشف من يقبضون أموالا من الوكالة المركزية للإستخبارات فقد أفسدناه سياسيا وجعلناه هشا للغاية. في النهاية, لقد دفع آل المهدي والولايات المتحدة ثمنا باهظا كان غير ضروري أبدا (الهامش رقم سبعة, المترجم).

شهدت نفس الظاهرة في عام أربعة وسبعين حين سافرت مع جو سيسكو إلى اليونان خلال الحرب القصيرة بين تركيا واليونان حول قبرص. شهدت كيف ورطت الوكالة المركزية نفسها في الشؤون الداخلية هنالك. كان السفير تاسكا قد أستحوذ عليه بصورة شبه تامة من قبل مدير محطة السي آي إيه هناك. في الستينات والسبعينات أصبحت الوكالة متورطة حتى أذنيها في الشؤون الداخلية للدول لأنها رأت ذلك كفرصة سانحة في معركتها البيروقراطية مع واشنطن.

أتذكر حين عدت من زيارتي تلك إلى السودان في عام 1967 أنني ذهبت إلى مقر الوكالة لأرى صديقي روفوس تايلر – رئيسي خلال خدمتي بالقوات البحرية (الهامش رقم ثمانية, المترجم). كان وقتها قد ترقى إلى منصب نائب مدير الوكالة. تحدثنا عن وضع السودان. ذكرت له أنها ليست من باب المنطق إطلاقا أن يكون رئيس الوزراء في كشف من يقبضون أموالا من الوكالة – أمر لا يدفع إلى الأمام بالنسبة للوكالة والأهم من ذلك بالنسبة للولايات المتحدة. قال تايلر بإنه لم يعلم أي شيئ عما قلت. طلب أن يُحضر الملف إلى مكتبه (ملف العميل صادق المهدي, طبعا, المترجم) وقرأه بينما كنت معه في المكتب. بعد برهة إلتفت إليّ وقال, <كيف تسنى لك معرفة كل ذلك؟ هذه المعلومات يفترض أن يكون مقفولا عليها بالضبة والمفتاح>. أجبته بأن معلوماتي جاءت من السودانيين وليس من الأمريكان. لقد كان مذهولا تماما.


ترجمه مازن سخاروف, لندن, 30 أبريل 2019

إنتهى الجزء الخامس والأخير من عمالة (الحبيب) الإمام الصادق المهدي للوكالة المركزية وهو رئيس وزراء للسودان المنكوب. تم بحمد الله ويعقبه تفصيل الهوامش.
 
التعديل الأخير:
الأخ مازن

شكرا لمجهودك طبعا. لكنه مجهود في غير محله لان الخسيس الكريه الكاذب الضال المعروف بالصادق المهدي هو عميل وحفيد عميل وهذا شيء مفروغ منه وممكن تراجع كتاب جراهام ف. توماس (لا استحضر اسم الكتاب ولا يهمني ان اتذكر الصراحة) وقد اشار في مواضع كثيرة - بحكم علاقته بآل المهدي من قبل مولد الصادق - ابان فترة الحكم البريطاني انبهار المأفون ود المهدي بالحضارة البريطانية وقرب يقول الزول دا متسعد يبوس جزمنا عشان نرضى عنه (ويقصد الصادق المهدي) دا غير انه انتقد الصادق كثيرا ووصفه ضمنيا انه يعمل لمصلحته الشخصية بالرغم ان جراهام قال نحن اصدقاء وقال انه حضر نشأت الصادق المهدي في من الصغر.

العايز اقوله ان جراهام وصف أن الصادق خادم للتاج البريطاني من جده ومن ثم أباه وهو من بعدهم لكن لم يكتبها علانية في كتابه - والله اعلم حفاظا على مشاعر آل المهدي أو بأوامر التاج البريطاني -

ولك مني كل الاحترام
 
الأخ مازن

شكرا لمجهودك طبعا. لكنه مجهود في غير محله لان الخسيس الكريه الكاذب الضال المعروف بالصادق المهدي هو عميل وحفيد عميل وهذا شيء مفروغ منه وممكن تراجع كتاب جراهام ف. توماس (لا استحضر اسم الكتاب ولا يهمني ان اتذكر الصراحة) وقد اشار في مواضع كثيرة - بحكم علاقته بآل المهدي من قبل مولد الصادق - ابان فترة الحكم البريطاني انبهار المأفون ود المهدي بالحضارة البريطانية وقرب يقول الزول دا متسعد يبوس جزمنا عشان نرضى عنه (ويقصد الصادق المهدي) دا غير انه انتقد الصادق كثيرا ووصفه ضمنيا انه يعمل لمصلحته الشخصية بالرغم ان جراهام قال نحن اصدقاء وقال انه حضر نشأت الصادق المهدي في من الصغر.

العايز اقوله ان جراهام وصف أن الصادق خادم للتاج البريطاني من جده ومن ثم أباه وهو من بعدهم لكن لم يكتبها علانية في كتابه - والله اعلم حفاظا على مشاعر آل المهدي أو بأوامر التاج البريطاني -

ولك مني كل الاحترام

سلام الأخ ريبل

كتاب قرايَم إف توماس قريتو وقاعد عندي في المكتبة, قريت الترجمة العربية بتاعتو, وعنوان الكتاب طبعا السودان: الصراع من أجل البقاء. أتفق معك في كل ما ذكرت, وأضيف إلينا من الشعر بيتا .. أهم ما قاله عمك قرايَم إنو تحدث عن صادق المهدي كشخص متررد لا يستطيع حزم أمره. ضعيف الشخصية ينطبق عليه ما ورد في آي القرءان, إنو قُتل كيف قدر, ثم قتل كيف قدّر. صدق الرحمن الرحيم.

أهم شيئ يجب الإلتفات إليه هو أن الأدمغة المهزوزة هي نتيجة طبيعية لنظام التعليم الإمبراطوري. فهي تولد وتوطد الخنوع لهم. تؤطر وترسخ الإنبهار بهم والدونية تجاهم وتقتل أي تفكير إبداعي مستقل. ركز على مفردة مستقل, لأنها تفريعة حرجة جدا.

المستقلين والأدمغتهم قوية تعبوا وعانوا مع الإنجليز الأمرين. في جزء من ديل عملوا ليهم قانون النشاط الهدام مخصوص. فصل من الدراسة وتشريد وملاحقة (ده طبعا كلو قبل الإستقلال) وفي جزء زي معاوية محمد نور, تم تهميشه لحد ما إنتهوا منو بهدوء. رغم إنو كان من النوابغ التقرير الطلع عنو كان.
too smart. not the right type

يعني لا يصلح أن يكون كلب إنجليز مطيع أو على الأقل مغفلا نافعا للبلاط.

بالمناسبة, في ناس في المنبر ده أخدوا مني موقف بسبب تجرؤ مخلصك على إنتقاد ماما بوريطانيا. وفي ناس في منابر تانية العداء كان بصورة أكثر سفورا بكثير.

عشان كده البلد دي ما حتمشي لي قدام قبل ما يتم إستيعاب دروس التاريخ, التاريخ الملقن الذي لحد الآن موجود في المدارس لترسيخ نادي الذهنيات المهزوزة وصالونات الدونية والتبعية وتضخيم الذات الإنجليزية التي يؤمن بها البعض أكثر من الله ذاتو. مش عندنا في بريطانيا حاجة إسمها
Brexit

أو إنلجترا طالعة <برة الإتحاد الأوربي>
أهه في ناس من نخبنا من المنادين بعودة الإنجليز ويسمون هذا إنجلترا جوة أو
Brin

يعني ترجع تخش جوة السودان


شششششفت المحن دي.

هو إنجلترا أصلا ما طلعت. لكن مع وجود كتيبة التسبيح بحمد الخواجة يتم تخييل الحدث فيصبح جنننننبك ومشتهيك.
 
Brin ؟؟؟ يا ساتر الأستار يا لطيف بالاقدار. ما هو واحد من اتنين من ينادي بال "Brin"

1- يتمنعن وهن راغبات (وهي نوع من الدياثة أجارنا واياكم المولى عز وجل)

أو

2- كلب ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث (والقصد هنا الخروج من طبيعة الذات البشرية الى طبيعة الكلب أعزني واياكم الكريم. والكلب جبله الله تعالى على احتياجه لسيد بطبعه ولا يميل للاستقلالية)
 
Brin ؟؟؟ يا ساتر الأستار يا لطيف بالاقدار. ما هو واحد من اتنين من ينادي بال "Brin"

1- يتمنعن وهن راغبات (وهي نوع من الدياثة أجارنا واياكم المولى عز وجل)

أو

2- كلب ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث (والقصد هنا الخروج من طبيعة الذات البشرية الى طبيعة الكلب أعزني واياكم الكريم. والكلب جبله الله تعالى على احتياجه لسيد بطبعه ولا يميل للاستقلالية)

يا صديقي
ناس برِن ديل ناس عمك عثمان ميرغني. فعلا, الإختشوا ماتوا.

الرابط
https://www.sudanakhbar.com/446305

عثمان ميرغني يكتب : بريطانيا جوة .. (Brin)
 
بالله ده كلام ده. عمالة اتفضحت بالنهار. ولسع (الحبيب) الإمام إشارتو خضراء ومفروش ليهو البساط الأحمر. الناس القروا البوست ده, ما في زول من بورداب الداخل يشيل الموضوع ده يمشي بيهو جريدة (قومية).

السادة في أسرة التحرير: أما آن لهذه الفاجعة أن تكون في صفحة الأخبار الأولي ويشكوها بدبوس سنتين عشان الما عرف يعرف؟

ولا البورد ده إشترتو شركة خاااااااااصة ولا الحاصل شنو؟
 
أنشر هنا رسالة ردا على زميل سوداني في جمهورية أكاديميا اعترض فيه على موضوع عمالة (الحبيب) الإمام الصادق المهدي




زميلي هذا من فطاحلة الأكاديميين السودانيين, وبيننا تعاون سيعلن عنه في حينه. نص ردي في الإيميل عليه أدناه




----------------

صديقي
أتفق معك تماما في جزئية الوصف: النهج الفضائحي. قصدت تماما أن أردم الإمام .. زفة لأحد الخوازيق في شارع الله أكبر. وفي تقديري ليس هناك من خيار آخر لمن خان بلده بالعمالة من سدة الحكم, سوى الإعدام بعد المحاكمة.


نأتي لاقتراحك بضعف دليل العمالة. حقيقة نص الإدانة ده مرّ علي أيام كنت في ألمانيا. يعني ليهو ستة سبعة سنين. لكن لم أتسرع بالترجمة والنشر في حينه لوجود بعض الأمور العالقة وثمة أشياء لم تكن واضحة في الرواية. تركت الموضوع جانبا مع مشاغل الدنيا ريثما يأذن اليوم بالرجوع إلى الموضوع وإعطائه حق ما يستحق من الفحص.
وشاء الله أن تكون رحلة سفري حاليا سانحة لإعادة فتح التحقيق في مزعمة عمالة الإمام. أكثر الأشياء اللتي لفتت نظري جزئية ذهاب زوجة الإمام, سارة الصادق إلى كْـلِيو نويْل رئيس قسم المصالح العامة للولايات المتحدة
USIS = United States Interests Section

والموجود داخل سفارة هولندا. طبعا, كما هو مذكور في إفادة موظف الخدمات العامة, روبرت أوكلي, بعد قطع السودان العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة, تم السماح لها بالعمل من داخل قسم صغير يرعى مصالحها في سفارة دولة أخرى لم يقطع السودان علاقته الدبلوماسية معها, وهي سفارة هولندا كما تقدم.

اللغز الذي حاولت الكشف عنه كان مضلعا من عدة حلقات .. عمالة الإمام للوكالة المركزية .. اكتشاف عمالة الإمام مع حرب يونيو سبعة وستين متزامنا مع قطع العلاقات الدبلوماسية كما تقدم .. تشفّع سارة الصادق لزوجها لدى الحكومة الأمريكية.


الذي لم أستطع فهمه كان, لماذا ذهبت سارة إلى كْـلِيو نويْل الذي تم تعيينه كرئيس جديد لقسم المصالح العامة للولايات المتحدة, والذي كان قبل قطع العلاقات نائبا لرئيس البعثة
Deputy Chief of Mission = DCM​

بالسفارة الأمريكية؟ وضعت كل الحلقات مع بعض, ووجدت أن
هناك ضلعا ناقصا في هذا المضلع. تم كشف الحلقة الناقصة بعد البحث والتحري لتكون كما يقال صندوق البندورة. عجبت والله ورثيت لحال هذا البلد يا صديقي؛ إذ تم تأكيد عمالة الإمام وكشف ما هو أخطر من ذلك بكثير. وذلك يا صديقي هو ما أحلت القارئ إليه في تفصيل الهامش الرابع وقلت بإن "الرجل هنا بدهاء لا يذكر كل الحقيقة"


تحياتي, مازن سخاروف
 
التعديل الأخير:
الهوامش
----------------------------------
رقم واحد (فليكن جزئين ألف وباء).

ألف

إقتباس
لكنهم لم يستطيعوا أبدا حكم أنفسهم جيدا؛ كتعميم لن يخلو بالطبع من استثناءاته إنهم ليسوا مدراء جيدين إطلاقا
إنتهى الإقتباس. التعميم أعلاه من قسمين, الفشل في حكم البلاد (طبيعة الحكم والدساتير)؛ والفشل الإداري (قيادة وبنائية ناجحة المؤسسات).

بصدد الأول, فنقول بإن الحكم على السودانيين بأن قدرتهم على حكم أنفسهم هي دون المستوى والمطلوب ليس بملاحظة عابرة يطلقها مغترب خواجة في ثرثرة داخل حوار (وإن كان حوارا رسميا توثيقيا)؛ أو تأملات من البعد من إداري محترف في الحالة السودانية التي لا تسر أحدا؛ ولا حتى قولبة ظرفية متعجرفة لواقع الرجل الأسود قد تضخم السلبيات بفوقية تستند إلى تقييم مرحلي للفشل. ولا حتى كل تلك الأشياء مجتمعة.

بل الأمر يمضي إلى حكم مطلق يبلغ الغاية في التحيز والشطط ضد الرجل الأسود. لأن أصل التحيز أيديولوجي (وهنا تكمن الخطورة). إن سلمنا بأن قضية الحكم والدساتير قديمة قدم الإنسانية, فلنسلـّم أيضا بأن فكر الحكم الرشيد أو
Representative Government
من منظور أوروبي يوروسنتري (وهناك من النعت ما هو أدق, ولكن لا بأس) هو إصطلاح حديث يرتبط بصورة مباشرة مع ظهور الإستعمار الحديث وتحديدا الإستعمار الحديث في فكر الأنقلوساكسون.

أدع تطور الإصطلاح والنقد التاريخي جانبا وأدلف مباشرة إلى تلسين الخطاب فيما يخص الحكم الرشيد, أيها السادة فلتكن جملتنا مفيدة:
 
باسمك اللهم, الهامش الأول عن فشل السودانيين المزعوم في الإدارة والحكم, احتاج ورقة بحثية كاملة.


أنشرها في الغد بإذن الله, وأجدع ليكم لنك الداون لود مجانا.


أهه, قصرت معاكم؟
 
طيب, كده تفصيل الهامش 1 عن فشل السودانيين إداريا, أصبح
إنظر كتاب الديمقراطية والتحيز, مازن سخاروف
أكتوبر 2020 م


ورابط تنزيل الكتاب مثبّت أسفل صفحة الفيديو
 
الهامش رقم إثنين, المتعلق بهذه الجزئية:

إقتباس
=========================================================
ندما تركت القسم السياسي, وعدت إلى واشنطن لأداء مهمة تم استبدالي بموظف من الوكالة المركزية للإستخبارات تحت غطاء دبلوماسي. وعرفت بعد وقت قصير جدا أن إتصالاتي مع آل المهدي قد تم استلامها من قِبَل من أستُبدِلْتُ به كما رئيس طاقم الوكالة المركزية (أي في السفارة بالخرطوم. الولايات المتحدة لديها محطة سي آي إيه في أي سفارة أمريكية في العالم, وسنعود لذلك لاحقا, المترجم). لم أكن مقلقا من استلام بديلي لاتصالاتي مع بعض الأفراد الذين كنت أتواصل معهم بصورة شخصية, بقدر ما كنت مقلقا من أن رئيس محطة السي آي إيه نفسه كان هو متسلم تلك الإتصالات. اعتبرت ذلك أمرا ليس لائقا لأن إتصالاتي كانت معروفة, ولا تحمل أي علاقة مع مصالح الوكالة المركزية في السودان (بدون تعليق, م.س), كما كانت مع أشخاص أصلا يحملون نوايا طيبة تجاه الولايات المتحدة. لماذا إقحام الوكالة في الأمر؟ تلك كان أيام عز للوكالة وهي في أشد عنفوانها ومنافستها مع قسم الدولة (راجع الهامش رقم إثنين,المترجم).
=================================================


ليس هناك ما يجعلنا نصدّق كلام الرجل أعلاه .. سواء قلقه من تسلم رئيس الوكالة المركزية شخصيا للإتصالات مع آل المهدي, أو حديثه عن (منافسة) الوكالة لقسم الدولة
the State Department
أو وزارة الخارجية الأمريكية


في جزئية (المنافسة), لا يعدو الأمر أكثر من توزيع الأدوار, إذ تأخذ وزارة الخارجية الوجه الحسن, متظاهرة بتبنّي سياسة (أخلاقية), تاركة للـ سي آي إيه الجزء القذر من السياسة, وطبعا بشرط ألا يسبب ذلك حرجا للإدارة الأمريكية.



هناك العديد من المراجع عن هذه الإزدواجية في توزيع الأدوار (طبعا دون تسمية الأشياء بأسمائها, أي ذكر الوقائع وترك الإستنتاج النهائي كتمرين للقارئ) ..

راجع على سبيل المثال:
William E. Kelley, Intra-administration conflict: the CIA v. the State department in South Vietnam during the Kennedy years, July 2003


وما قيل عن فييتنام, يمكن أن يقال عن أندونيسيا, الكونغو, إلخ.

والباحثون نفسهم فيهم, بما فيهم صاحب البحث بالعنوان أعلاه لا ينحون بشكل عام إلى وصف الأشياء كما هي, أي لا يتهمون (الإدارة) بالنفاق. لكن بإستثناء أن يكون المرء من الصديقين والمؤمنين بأخلاقية سياسة الولايات المتحدة لدرجة السذاجة, فمتابعة الأحداث والوقائع فيما ينشره الباحثون تُري المرء كل شيئ بوضوح الشمس.


أما في جزئية أن إتصالات روبرت أوكلي كانت معروفة ولا تحمل أي علاقة مع مصالح الوكالة وتساؤله, لماذا إقحام الوكالة في الأمر, فهذا الرجل يكذب هنا ويتحرى الكذب. وسنثبت ذلك في الهامش رقم أربعة
 
أعلى أسفل