رد: فشل الديمقراطية في السودان
الخطوة الاولى نحو الديموقراطية الحقيقية هي ازالة المعوقات واكبر معوق هو حزب المؤتمر الوطني وبعده تأتي الديموقراطية تباعا لتصلح نفسها عقب كل دورة جديدة وهي كما اسلفت تنبع من القواعد في اتجاه قمة الهرم وليس العكس لذا فان كل فعل في هذه المرحلة يتم بمباركة الاغلبية وبذلك تنتفي اسباب الظلم الاجتماعي والسياسي
المهم اقتلاع النظام الحالي هو الاولوية في هذه المرحلة واي تفاوض يزيد من تثبيت النظام في الحكم .. لا شي يجدي سوى المقاومة ولا تفاوض او تصالح او حوار
لابد من نقطة تحول كبرى في التاريخ السياسي السوداني ، لعكس تطورا ديمقراطيا حقيقيا يتسم بالهدوء وبالنضج السياسي الذي تراكم عبر سنوات طويلة داخل الساحة السياسية السودانية التي عرفت صراعات بين المؤسسة العسكرية والقوى الديمقراطية الرافضة لكل أشكال الكبت ومصادرة الحريات بما فيها المؤتمر الوطني
وقد يكون النموزج الاسباني هو الاقرب حيث تميزت الأحزاب السياسية الإسبانية الفاعلة آنذاك و خصوصا الحزب الشيوعي و الحزب الاشتراكي العمالي [highlight]بتغليب الأهداف النهائية على المبادئ الإيديولوجية الذاتية[/highlight] ومن أهم دعاة هذه الفلسفة السياسية أدولفو سواريث و فيليبي كونثاليث و سانتياغو كاريو و مانويل فراغا. اعتمدت المعارضة الديمقراطية آنذاك على آلية التكتل فكان المجلس الديمقراطي أول ائتلاف بمبادرة من الشيوعيين سنة 1974 وفي 1976 نشأت الأرضية الديمقراطية بمبادرة الاشتراكيين اندمجت الهيأتان في إطار موحد عرف باسم التنسيقية الديمقراطية و هكذا تشكلت قوة ضغط قوية ضمت مكونات كانت إلى الأمس القريب متنافرة إيديولوجيا (كاليساريين و الكارليين و الليبراليين) و جعلت طيف المعارضة يتبنى برنامجا واضحا يطالب بالحريات العامة و إجراء انتخابات و تشريع الأحزاب السياسية و الجمعيات المدنية.
ما حا اقول الطريق ممهد لهذا العمل وان كل الاطراف يمكن تتناسي الايدولوجيا الفكرية في سبيل التحول الديمقراطي
ولكن علي الاقل يكون في تيار يمارس السياسة بعقل متفتح للوصول للاهداف النهائية
وتوجه القوى الفاعلة من شباب وطلاب وغيرهم نحو البناء الديمقراطي كهدف اخير ونهائي كمطلب عادل لكل الاطراف
وقد طرحت النموزج الاسباني رغم ان الديموقراطية لا تشكل مقولة اساسية في المنظومه الفكرية للفرد الاشتراكي اوالماركسي
ورغم ذلك بادرو الي العمل بها لانهم يتحدثون عن الحرية وهي المقولة الاساسية لهم ،
ولكن الديمقراطية تمثل تحليلاً طبقياً خاصاً وفهماً تأريخياً محدداً لمفهوم الحرية التي هي اكثر شمولاً منها عندهم
ان الديمقراطية هي المقولة التي قام جزء من المجتمع البشري وفي فترة تأريخية محدد عن طريقها بقولبة وحصر مفهوم الحرية الاوسع والاشمل في نظر الشيوعيين والاشتراكيين
بمعنى ان مفهوم الديمقراطية لم يغيب عن الاسلاميين وحدهم اوغيب كما تلجاء لذلك القوي الماركسية والاشتراكية .