نحو التغيير
:: كاتب نشـط::
جبرونا .. زقلونا .. طردونا
أسماء تناسب المكان الذي اختارته حكومة (كوستي) أواخر الثمانينات لمعالجة السكن العشوائي حينها .. ولظروف الحرب والمجاعة كان غالبية سكانه من أبناء الجنوب الحبيب.
***
حليمة عجوز جنوبية أقامت لدينا لفترة هي وابنتها وأحفادها الثلاثة .. جاءوا هربا كما الآخرين من الموت والجوع ودوي الرصاص .. (الخوف والحزن والبعد عن الوطن) كل هذه الظروف لم تكن خصما على حنيتها وحلاوة عشرتها وشوقها للسلام.
وقتها لم نكن ندرك أن أمي كانت تجسد دورا إنسانيا مدهشاً وتكافلا يتخطي كل الحدود (فلك التحية أمي) .
***
انقسمنا دولتين .. وما زلنا نردد يا مسافر جوبا .. يا مسافر جوبا .. من الأسكلا وحلا وصولا إلى جبل الرجاف .. ونصرخ جوبا مالك عليا .. وجبل لادو كل الشافو أبدا ما نسو .. وشفت في عنيك أصالة الفونج والاماتونج السامية زى قمة بلدنا مقطع من جنوبية.
كل من تغنى للجنوب كان شمالياً .. علامة صادقة لانتمائنا لتلك الأرض وشعبها.
***
(مجوك) ثم أصبح إبراهيم .. لعبنا معاً البلي وكورة الشراب وشد شد .. جارنا احد تجار الجنوب الشماليين وجده مشردا فأصبح احد أفراد أسرته يتمتع بكامل الحقوق كبقية أبناءه .. ثم فيما بعد انتقلوا جميعا إلى جوبا وانقطعت أخبارهم عنا .
***
اسمه (يعقوب) تربى لدى خالتي في الريف .. (يمة) كما كان يناديها .. اشتد عوده فذهب إلى الخرطوم كبقية أبناء الريف طلبا للرزق .. لم يفوت أي عيد او مناسية زواج فيعود محملا بالهدايا لامه وبعض المصاريف .. ثم اختفى منذ سنوات وما زالت خالتي تبكيه .. فهو ابنها حقاً وان لم تلده.
***
هي رسائل حب وشوق إليكم جميعاً دينكا .. نوير .. شلك .. فوجولو .. بلندا .. جور .. لاتوكا .. زاندي .. أشولي .. مورولي .. منداري ... الخ .. وكثيرون منا يعرفون بعض رطانة الشلك والنوير والدينكا تعلقا بهم وحبا.
***
وحنينا فياضاً إلى ملكال .. جلهاك .. بور .. جوبا .. بانتيو .. واو .. رمبيك .. كابويتا .. اويل .. واراب .. جونقلي .. وأمنياتنا ابدا ان نزورها كأصحاب ارض من جديد لا سياح او زوار .
***
صمويل سايمون .. زميل من المرحلة المتوسطة .. قمة الاخلاق والتهذيب .. والنظافة والاناقة .. كان الاول على المدرسة بلا منازع .. اخذته الدنيا بعيدا جدا .. اظنه في بلاد اجنبية حيث مكانه هناك وما يليق به.
***
نعم انفصلنا .. وما زالت الأرض واحدة والشعب واحد والهم مشترك .. وهناك روابط أقوى تجمعنا ابد الدهر تؤكد تماما ان كل أرجاءه لنا وطنا إذ نباهي به ونفتخر.
***
ثم كامل اعتذاري للوطن الكبير اذ إنني باركت الانفصال لما عرفت ان نسبة التصويت للانفصال فاقت 99.9% (غضبة محب) كما الكثيرين منا ونسينا ان هذا من فعل أساليب السياسة القذرة التي فرقتنا. نعم جميعنا باركنا الانفصال فماذا يعني سكوتنا غير ذلك!!!.
أسماء تناسب المكان الذي اختارته حكومة (كوستي) أواخر الثمانينات لمعالجة السكن العشوائي حينها .. ولظروف الحرب والمجاعة كان غالبية سكانه من أبناء الجنوب الحبيب.
***
حليمة عجوز جنوبية أقامت لدينا لفترة هي وابنتها وأحفادها الثلاثة .. جاءوا هربا كما الآخرين من الموت والجوع ودوي الرصاص .. (الخوف والحزن والبعد عن الوطن) كل هذه الظروف لم تكن خصما على حنيتها وحلاوة عشرتها وشوقها للسلام.
وقتها لم نكن ندرك أن أمي كانت تجسد دورا إنسانيا مدهشاً وتكافلا يتخطي كل الحدود (فلك التحية أمي) .
***
انقسمنا دولتين .. وما زلنا نردد يا مسافر جوبا .. يا مسافر جوبا .. من الأسكلا وحلا وصولا إلى جبل الرجاف .. ونصرخ جوبا مالك عليا .. وجبل لادو كل الشافو أبدا ما نسو .. وشفت في عنيك أصالة الفونج والاماتونج السامية زى قمة بلدنا مقطع من جنوبية.
كل من تغنى للجنوب كان شمالياً .. علامة صادقة لانتمائنا لتلك الأرض وشعبها.
***
(مجوك) ثم أصبح إبراهيم .. لعبنا معاً البلي وكورة الشراب وشد شد .. جارنا احد تجار الجنوب الشماليين وجده مشردا فأصبح احد أفراد أسرته يتمتع بكامل الحقوق كبقية أبناءه .. ثم فيما بعد انتقلوا جميعا إلى جوبا وانقطعت أخبارهم عنا .
***
اسمه (يعقوب) تربى لدى خالتي في الريف .. (يمة) كما كان يناديها .. اشتد عوده فذهب إلى الخرطوم كبقية أبناء الريف طلبا للرزق .. لم يفوت أي عيد او مناسية زواج فيعود محملا بالهدايا لامه وبعض المصاريف .. ثم اختفى منذ سنوات وما زالت خالتي تبكيه .. فهو ابنها حقاً وان لم تلده.
***
هي رسائل حب وشوق إليكم جميعاً دينكا .. نوير .. شلك .. فوجولو .. بلندا .. جور .. لاتوكا .. زاندي .. أشولي .. مورولي .. منداري ... الخ .. وكثيرون منا يعرفون بعض رطانة الشلك والنوير والدينكا تعلقا بهم وحبا.
***
وحنينا فياضاً إلى ملكال .. جلهاك .. بور .. جوبا .. بانتيو .. واو .. رمبيك .. كابويتا .. اويل .. واراب .. جونقلي .. وأمنياتنا ابدا ان نزورها كأصحاب ارض من جديد لا سياح او زوار .
***
صمويل سايمون .. زميل من المرحلة المتوسطة .. قمة الاخلاق والتهذيب .. والنظافة والاناقة .. كان الاول على المدرسة بلا منازع .. اخذته الدنيا بعيدا جدا .. اظنه في بلاد اجنبية حيث مكانه هناك وما يليق به.
***
نعم انفصلنا .. وما زالت الأرض واحدة والشعب واحد والهم مشترك .. وهناك روابط أقوى تجمعنا ابد الدهر تؤكد تماما ان كل أرجاءه لنا وطنا إذ نباهي به ونفتخر.
***
ثم كامل اعتذاري للوطن الكبير اذ إنني باركت الانفصال لما عرفت ان نسبة التصويت للانفصال فاقت 99.9% (غضبة محب) كما الكثيرين منا ونسينا ان هذا من فعل أساليب السياسة القذرة التي فرقتنا. نعم جميعنا باركنا الانفصال فماذا يعني سكوتنا غير ذلك!!!.